أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الحياة في الكتابة_ثرثرة














المزيد.....

الحياة في الكتابة_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2490 - 2008 / 12 / 9 - 09:41
المحور: الادب والفن
    



"ما نحن سوى قصص تحكي قصصا"...
صديقي الخاصّ جدا بيسوا اختصر كل الأجوبة في عبارته.
أن تكون المعرفة هي الملاذ الأخير للكائن الحميمي,على رأي إيف بونفوا, يبقى بعض الصراع أو الرغبة فيه لم تمحى بعد,....والإعراض نهائيا عن فظاظة الواقع.
.
.
صدفة وجدت في الموت( الافتراضي أو المتخيّل ...وفكرة الانتحار أخيرا) السلاح الأقوى في موجهة الغباء والأحادية.
بعدما تغلق في وجهي,ويتراكم ما يفوق طاقتي على النسيان أو التسامح....أستحضر فكرة الانتحار كحلّ أخير. ألعب بها بداية_ تحويل الخوف إلى لعبة بدورها لعبة مدهشة.
_فجأة أدخل في الجدار.
وكأنني لأول مرة أختبر هذه المشاعر الفظيعة.
.
.
أشعر بالغيرة تجاه الكثيرين من زملائي كتاب سوريا.
يركبون السيارات السريعة ويسافرون على هواهم ويلعبون في المهرجانات العامّة والخاصّة ويحظون بالاحترام والتقدير... فوق ذلك لديهم بيوت وعائلات....أسماؤهم في الجرائد والمجلاّت وثيابهم نظيفة وجديدة وموبايلاتهم حديثة فيها كاميرات وأشياء مختلفة تشعرني بالغيرة فعلا,......والدهشة.
.
.
من طيز هذا الزمان جاءتني فرصة واحدة يتيمة ....وأنا على أبواب الخمسين.
أركب الطائرة وأعبر المحيط.....وأرى العالم والحياة من جهة أخرى.
_ممنوع من السفر!
تخليّت وبإرادتي ورغبتي الواعية عن الوطن و المال والسلطة والعائلة والسمعة....مقابل حريتي وعدم الإزعاج.
لا فائدة. لا جدوى. لا أمل.
كيف تثبت أنّك بريء!؟
كل أدب كافكا محاولة فاشلة للإجابة على السؤال الفظيع.
سبقه تشيخوف,وقلب الصفحة إلى الحياة اليومية البسيطة....وعرف كيف يحبّ.
*
قد يكون الموضوع بمجمله إجراء روتيني.
وتمنح تأشيرة الخروج مع فريدة السعيدة....وخلال أيام تعود برغبتك وإرادتك الواعية أيضا إلى اللاذقية.......التي لن تغادرها أبدا.
كيف سيكون موقفك عندها يا عبقري زمانك؟
كل يوم يأتي بكلامه وثرثرته.....وجمالياته ومخاوفه وقبحه_معه بنفس التوقيت.
_يتساءل كثيرون جدا: كيف تكتب بهذه السهولة والغزارة؟ وكل يوم!
حياتي كلمات وخطوط....ولا أمتلك أيّة مهارة
أشرب وأدّخن وأحلم وأتخيّل......ولا شيء آخر.
*
ربما شكّل عالمي الوجداني كلّه موت أختي الصغيرة ملكي وقبل أن تكمل السنة....أمام أعيننا الثلاثة.....عليا وأنا والله.
وفقدت الثقة وخسرت الإيمان بعدها.
طيلة ساعات _تلك الليلة الرهيبة_ بقيت تحتضر بيننا,في حالة عجز مطلق ونهائي.
لا أستطيع التسامح ....
لا مع الله
ولا مع عليا
ولا مع الصبي الذي كنته
جريمة كاملة تواطأنا نحن الثلاثة على طمسها.
وصار للموت عين هائلة وأذرع شيطانية بلا حدود.
*
لا تقنعني عبارات من النوع: الكتابة كحالة تضادّ مع الموت, أو أنها للتحرير من العادات والمخاوف,أو أنها للمتعة أو الفائدة...أو
تكتب لأنك لا تستطيع أن تفعل أي شيء آخر.
ليست الكتابة صراخ ولا نداء,ليست لتعداد المفاخر والانتصارات,كما أنها ليست للشكوى والتذمّر......الكتابة
الكتابة صدى الحياة السريّة في وجدان أحدنا.
*
من بين الأربطة الكثيرة بيننا فريدة السعيدة وأنا_الكتابة
وثرثرتي في المقام الأول.
حريتي مطلقة شرط أن أغلق الباب خلفي.
_لا أحبّ الشعر ولا الشعراء
عبارة فريدة القاطعة المانعة.
لن نختلف أبدا ما دام العقد بيننا بهذا الوضوح والبساطة وبمقدورنا قبوله.
*
هل عندي رقيب أو رقابات؟
لا أظنّ.
لا أعرف....أكثر دقّة وصدقية.
.
.
أكتب كما أتنفّس وأضحك وأبكي وأضجر....أو سأبحث عن إدمان آخر
أتوقّف عن الكتابة في اللحظة التي يتوقف فيها الألم الداخلي
بعدما يموت الوحش والمسخ والشره والمتفاخر واللصّ....,وبقية شخصياتي الكريهة.
بعدها
أرتقي إلى الحبّ والغناء
والضحك الصافي والمعيق بلا كدر ولا أحزان
أو
سأفعلها
وأطلق رصاصة الرحمة
في قلب الألم.
.
.
اليوم خمر وغدا أمر
على رأي جديّ الحقير امرؤ القيس.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحبّ من النظرة الأولى_ثرثرة
- لا شيئ يحدث لا أحد يأتي_ثرثرة
- فجر خميس كاذب_ثرثرة
- أهلا بعودتك يا كانون_ثرثرة
- شاعر وكهل في ليلة القدر_ثرثرة
- وهذا يوم يشبه الأمس_ثرثرة
- وعلى الدنيا السلام_ثرثرة
- نحن نتبادل الرسائل الجانبية_ثرثرة
- الشقاء في الوعي والسعادة هناك_ثرثرة
- تعالي إلى حياتي_ثرثرة
- بعدك.....على الدنيا السلام_ثرثرة
- صباح مختلف آخر جديد_ثرثرة
- اسفنجة ولا تمتصّ الدموع_ثرثرة
- لست على ما يرام_ثرثرة
- نجوم في حقرة ماء على الطريق_ثرثرة
- فراغات داخل الصورة المفردة_ثرثرة
- اليوم والبارحة........_ثرثرة
- هذا يوم 26/10/......_ثرثرة
- .............كما أنت يا ديمة_ثرثرة
- أغبى رجل في العالم_ثرثرة


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الحياة في الكتابة_ثرثرة