لست على ما يرام_ثرثرة

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2464 - 2008 / 11 / 13 - 06:35
المحور: الادب والفن
    

لم تأتي سوزان إلى اللاذقية.
لم تشرب القهوة عند أزدشير. ما رأت شجرة اللوز ولا ضحكات الرماد في قصيدة نثر.
لم تزر القلعة,النخلتان,طريق عين قيطة حراما بشيلي,....
مرّت الأيام.
.
.
هذه غرفتي مترين ونصف في مترين ونصف
زينتها اللوحة الجديدة......سماء زرقاء لا متناهية
نصف قمر وفراشة حمراء
والطفلة هذه المرة بعينين مفتوحتين. ... وورقة خضراء
وتوقيع سوزان على زاوية القمر الشرقية
هذا يوم 11/11 .....ربما قلبت الروزنامة صفحة جديدة.
*
لست سعيدا في حياتي
أعرف: من تلك المنطقة_يتعذّر الوصول إلى السعادة, والهدوء أيضا.
من يحتمل الكشف والانكشاف إلى الآخر؟
.
.
تلفون واحد وصوت فريدة السعيدة. رنّة الخوف. اهتزازة واحدة_ من تلك المنطقة تشّوش الشعور بأكمله
وتحيل المشهد إلى رماد
.
.
ماذا بعد يا إلهي!
*
لست لاعب شطرنج سيئ
بالتأكيد لست لاعب عتمة,وحركات خفّة تحت الستائر
ولا أحتمل الأنابيب وهواءها الفاسد
.
.
يومان في الحمرا في بيروت
لا أزيح الستائر ولا ألمس جهاز التلفزيون في الفندق
الأوراق بقيت بيضاء
والقلم نسيته
قصي وفتنة ويارا وياسر
ويكتمل المشهد بدخول سوزان
. . . كل من رآك أحبّك
*
_هذا شخص يكتب يومياته
_ هذا آخر يثير الريبة والشكوك
_هذا كهل مسكين لا يعرف كيف يعود إلى غرفته
_ هذا ولد حالم.....يلوّن قطع الأيام المبعثرة تحت الأقدام, بأصابعه وخفقات قلبه
هذا سكيّر متشرّد
يتسكّع في ليل المدينة
.
.
لماذا ترغب في الهجرة وتطلبها بهذا الإلحاح؟
هل تحبّ وطنك؟ أهلك؟ ذاكرتك؟.....لغتك.....عذابك.....تعتيرك
.
.
.
ماذا تريد منيّ!
ماذا تريدون منّي!
*
فقدت الثقة في النفس وبالخارج
لا أصلح لاكتساب مهارات جديدة
نسيت دروس الانكليزية بالجملة
محتها يد شيطانية من دماغي
أنا جحش وحمار ولا أجيد قيادة السيارة عشرة أمتار
.
.
.
فجأة
السماء والنجوم
والحاضر والزمان
والمشهد بأكمله
في حفرة صغيرة على جانب الطريق
*
غدا أصل إلى السعادة
إلى سرّ السعادة وجوهرتها,أضحك
وتضحك معي الطريق ورائحة الطيّون والحشرات
أملأ كأسي بالماء
وأشربه بتلذذ وامتنان
غدا
أطوي هذه الصفحة الصفراء المتهرئة
وأدخل إلى مملكة الله
طفلا أجمل من الملائكة وأكثر شفافية من الهواء
وجميع من يحاولون أذيّتي وإزعاجي
سأدعو لهم ومن أعماق أعماقي
بالشفاء العاجل
.
.
.
صباح الخير يا سوزان

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل