تكاثر الشر !

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)

الحوار المتمدن-العدد: 2585 - 2009 / 3 / 14 - 09:44
المحور: الادب والفن
    

الشياطين لا تتكاثر، تكاثر البشر؛ لذلك ابتكرت نظرية : " تكاثر الشر" !
وأعطتها اسماً يحمل بريقاً جذاباً يسلب العقل المريض :
" إن الحسنات يذهبن السيئات " هود 114
وجاء فى تقنينها :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ،
ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها " الانعام 160
وهى نظرية تجعل من الله متاجراً بالعدل ، والرحمة 0
وتجعل من الانسان أكثر مكراً من أشد الماكرين ، فى عرفهم !
ولتفسير هذه النظرية الأضلولة :
نفترض شخصاً قام بسرقة مئة جنيه ،
ثم قام بفكها إلى جنيهات ،
ثم إلى قروش 0
ثم مرّ على بعض اطفال الشوارع ،
وأعطى لعشرة منهم كل واحد قرشاً ؛ ليشترى خبزاً 0
بذلك يكون قد صنع عشر حسنات 0
والحسنة بعشر أمثالها 0
فيكون الناتج مئة حسنة 0
ولأن سيئة السرقة ، اطاحت بحسنة 00
فقد اصبحت حسناته تسعة وتسعين حسنة !
بالاضافة إلى تسعة وتسعين جنيهاً حلالاً بحساب الحسنات !
وهناك حسنات أخرى تفوق العشر أمثالها ،
وأخرى نلهث من كثرة متابعة تدفقها :
فمن يقرأ أول جزء من سورة البقرة ، يكافئ بثلاثين حسنة !
وجزاء اليوم فى صيام رمضان بعشرة حسنات ، والله يضاعف لمن يشاء !
والساعة فى صيام ليلة القدر ، تحسب فيه سنة كاملة ، وتغفر ذنوب سنة كاملة !
أما صوم يوم عرفة ، فإنه يكفر ذنوب سنة ماضية ، وسنة مستقبلة !
وأمام هذا الحصاد الوفير من الحسنات ،
التى لا تكاد تنضب 00
لا يمكن ان تكون هناك سيئة على مسلم ، مهما فعل من سيئات !
وسيظل الشرير ، يفعل الشر ، على حساب رصيد الحسنات !
بل هناك حديث ، يبشركافة المسلمين ، بأن :
أقتلوا وازنوا وافعلوا " السبعة وذمتها " ، وستدخلون الجنة طالما لم تشركوا بالله !
فقد قال محمد :
" اتانى جبريل عليه السلام ،
بشّرنى أنه من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنّة ،
قلت وإن زنى وإن سرق ؟ 00
قال وإن زنى وإن سرق " 0
( من صحيح مسلم ، كتاب الإيمان )0
،000،000،000
وهناك أكثر من سؤال يفرض نفسه فى خضم هذه الحسنات اللانهائية :
إن كانت العبادة واجبة على الانسان نحو الله ؛ فكيف يحسب لها جزاء ؟!00
وان كانت الاعمال الصالحة واجبات ضرورية ،
يجب القيام بها ،
فكيف تعطينا حق التعويض عن الخطايا التى ارتكبناها ؟!
،000،000،000
وبينما يتكاثر الشر 000
تأتينا آية من القرآن ،
تتلى إلى أن تقوم الساعة ،
توجه المؤمنين ألا يسألوا عن اشياء أن تبد لهم تسؤهم !

#عادل_عطية (هاشتاغ)       Adel_Attia#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل