أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل عطية - من ذاكرة رأس السنة القبطية














المزيد.....

من ذاكرة رأس السنة القبطية


عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)


الحوار المتمدن-العدد: 2400 - 2008 / 9 / 10 - 04:16
المحور: الادب والفن
    


اليوم 00
الحادى عشر من الشهر التاسع من السنة الميلادية 0
الأول من الشهر الأول من السنة القبطية 0
هوذا عيد النيروز ،
يأتى باسمه المأخوذ من قاموسنا القبطى :
" توى روج " أو : " توى روز " 00
الذى يعنى : الازدهار 0
ويعنى : الفيضان المنعش 0
يوم مهيب ،
تلتقى فيه فيضانات الخصوبة المنتصرة على الصحراء الملتهبة ،
والحقول الجرداء 00
مع فيضانات الدم المقدسة المسكوبة من الشهداء ،
و المنتصرة بقوة على الموت 0
أنه ، عيد الازدهار :
00 ازدهار الزرع ، والضرع 0
00 وازدهار الايمان الذى ازدهر بالشهادة ، والشهادة التى ارتوت بالدم 0
000 000 000
يأخذنا التاريخ إلى أكثر من أربعة آلاف سنة قبل الميلاد 00
إلى العلامة : توت 00
الذى اكتشف نجم الشعرى اليمانية ،
الذى عندما يشرق ويلتقى بشروق الشمس ،
يتنفس النيل ،
ويبدأ الطوفان ،
وتنزل مياهه من المنابع الأصلية الجنوبية حاملة الطمى 00
فجعل يوم قران الشمس بالشعرى 0
عيداً للفرح باقبال النيل فائضاً على مصر بالخيرات 0
وقدم لوطنه أقدم وأدق تقويم عرفته البشرية ،
حتى يومنا ،
فحملت رأس السنة الجديدة اسمه تقديراً وعرفاناً بعبقريته !
ولا يزال النجم المعروف بالعبور 00 سيروس 0
يخلّد ذكراه00
إذ يشرق أفقياً عند الهرم الاكبر فى صبيحة يوم النيروز من كل سنة !
000 000 000
أننا فى عصر الدولة الرومانية 00
جاء عام 284 ميلادية 0
وقد تربع دقلديانوس على عرش القياصرة ،
ذلك الطاغية الذى حضر بنفسه إلى مصر ،
واعداً متوعداً 00
وصنع جحيماً على هواه لشعبها المؤمن !
لكنهم 00
ارتفعوا فوق النار المحرقة ،
والمياه الغارقة ،
والاسود المزمجرة ،
والوحوش الكاسرة ،
والسيوف اللوامع ،
والمناشير القواطع ،
والحديد المحمى بالنار،
والزيت المغلى ،
والنوارج الدارسة ،
والمعاصر التى تقرقع فيها العظام الآدمية ،
والفؤوس المهشمة ،
والمطارق المحطمة 0
واتخذوا من هذا التاريخ السنة الاولى لتمجيد الموت البطولى لشهدائهم 0
فأصبح العيد ، عيدين :
عيد أرضى ، وعيد سماوى 0
تكلله احتفالات تجمع بين البهاء والعظمة والسرور ؛
لأنهم حسبوا متأهلين أن يعذبوا من أجل اسم المسيح 0
000 000 000
زمن آخر ينقلنا إليه التاريخ 00
وبالتحديد يوم 4 يوليه سنة 1875 ،
حيث أصدر اسماعيل باشا أمره : بإحلال التقويم الأفرنجى محله 0
ورغم ذلك : ظل الفلاحين المصريين متمسكين به ،
معتمدينه فى شئون زراعتهم 0
000 000 000
وفى عصر لاحق 00
قامت ثورة 23 يوليو 1952 ،
وصار الاحتفال بالنيروز مقصوراً على المسيحيين 0
بعد أن كان المسلمين يحتفلون به معهم 00
كما يقول المؤرخون 0
وكما يذكر ابن المأمون 0
000 000 000
التاريخ يبلغ بنا نهاية المطاف 00
لقد كان أول من قرر الاحتفال برأس السنة الهجرية ،
رئيس الوزراء القبطى : بطرس باشا غالى 00
فهل يأتى مسلماً ،
ويتجاوز حدود التعصب ،
إلى جو من التسامح ،
يجعل للعقائد دائماً قداستها فى نفوس شركاء الوطن ،
ويكرّسه عيداً قومياً رسمياً للدولة ،
نلتقى فيه ونلتقى عنده فى احتفالات تدور حول معنى النصر والتجديد ،
بوصفنا مصريين ،
وتتجلى فيه الوحدة المصرية ؟!000



#عادل_عطية (هاشتاغ)       Adel_Attia#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى الذكرى السابعة لكارثة 11 سبتمبر !
- عندما نصنع الخبر
- أثمن من الجسد !
- أصل وصورة !
- عندما يأتى الله لبلداننا !
- داء الألفاظ البذيئة
- أكثر من لعبة رياضية !
- عندما يصبح للأندية الرياضية : - دين - !
- دماء القومية البغيضة
- لن تندثر ضحية !
- الثقافة الظلامية !!
- مراثى الابواب المفتوحة !
- الظل والجوهر
- عندما يصبح الانسان ذئباً !
- القتل برسم الخيال !!
- فى ذكرى الفاتح من ابريل
- صلاة فى موكب الربيع
- فى وهج الصليب المصلوب !!
- اختبار العقل !!
- العنصرية الزاحفة !!


المزيد.....




- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- من الجو..مصور يكشف لوحات فنية شكلتها أنامل الطبيعة في قلب ال ...
- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء
- الكوتا المسيحية: خسارة ريان الكلداني وعودة الجدل حول “التمثي ...
- مؤرخ وعالم آثار أميركي يُحلل صور ملوك البطالمة في مصر
- -المعرفة- في خدمة الإمبريالية والفاشية والاستبداد
- روزي جدي: العربية هي الثانية في بلادنا لأننا بالهامش العربي ...
- إيران تكشف عن ملصق الدورة الـ43 لمهرجان فجر السينمائي
- هوس الاغتراب الداخلي
- عُشَّاقٌ بَيْنَ نَهْرٍ. . . وَبَحْر


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل عطية - من ذاكرة رأس السنة القبطية