أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل عطية - دماء القومية البغيضة














المزيد.....

دماء القومية البغيضة


عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)


الحوار المتمدن-العدد: 2324 - 2008 / 6 / 26 - 07:44
المحور: الادب والفن
    


القومية ، هى من اعز الاشياء لدى الانسان فى أى شعب من الشعوب 0
وهى فضيلة تدفع المنتمى إليها إلى محاولة أن يرتقى ببلده : اقتصادياً ، وسياسياً ، وروحياً ، ودينياً 0
وعندما تنكر قومية من القوميات على كافة الشعوب كل قومياتهم ،
ولا تعترف إلا بنفسها فقط 00
فتثير الحروب والقلاقل ، وتدفع إلى ظلم الآخرين ، وسلب حقوقهم والاستيلاء على املاكهم ،
واغتيال قادتهم ، وارتكاب كل جريمة فى تحقيق المطامع التوسعية 00
فهى تمسى : عنصرية شيطانية اجرامية 0
وتاريخنا الارضى ، يئن من مثل هذه القوميات التى نادت بمثل هذه الشعارات :
00 " شعب الله المختار " 0
00 " خير أمة اخرجت إلى الناس " 0
00 " سمو الجنس الآرى " 0
،000،000،000
فأنبتت زعماء خالدين فى سجل الاشرار 00
ولدوا حاملين لعنة الوراثة ،
وساندتهم أبواق غبية ، جعلتهم يجمحون فى كبريائهم ؛ لاجل اشباع قسوتهم 0
لو تخيلنا كل واحد منهم : لم يعمل شيئاً آخر فى حياته سوى كتابة اسماء ضحاياه الابرياء ، لما اتسعت حياته كلها لكى يفرغ من ذلك !
قوميات عمياء ، تأكل حتى ابناءها 00:
00ألم يعلقوا السيد المسيح على صليب العار والموت ؛ لأنه نظر إلى ما وراء تخوم الأمة اليهودية ؟!
00 ألم يسق سقراط كأس الموت بحجة أنه يعمل ضد الروح القومية الوطنية ؟!
00 ألم توضع اسماء : طاغور ، وغاندى ، واينشتين ، ورومان رولان ، وغيرهم ، فى رأس القائمة السوداء ؛ لأنهم كانوا يشنون الحرب على الحرب ؟!
00 وألم يلحق بهم كل الذين تفتقت أذهانهم نوراً وخيراً ، فوضعوا على شفاة شعبهم وهم على أعتاب قبرهم : قوة غير عادية ليصلوا بإتضاع لأعدائهم ؟!
،000،000،000
أن كل الذين يعانون تحت مواطىء الطائفية البغيضة ،
يتطلعون بأمل إلى بزوغ زعماء يتولون مسئولياتهم : الأخلاقية ، والاجتماعية ، والدينية ،
بروح متصوفة وثابة تطلع كالنور من وراء المشرق ، برسالة ثائرة فى نفس تضطرم بنار الغيرة ، والتضحية الفذة فى حياة مغامرة تكاد تحسبها فوق الطاقة البشرية تتحدى بصوت مدو كقصف الرعد عالماً غدا : مادياً ، بارداً ، خليعاً ، ماجناً 0
ويتطلعون إلى انتفاضة تاريخية للمنظمات العالمية ، تنهض بقوة وعنفوان من تحت الرغام والركام ، لتتكلم لا بصوت نبى فقط يدعو إلى حياة الحق والسلام ، بل تترجم فى قوانينها الباسلة تلك المبادئ الحية التى ما فتئت على مر السنين مصدر كل قوة فدائية فى حياة الانسانية ، وتتولى برغبة حارة مهمة شفاء الأمم 0
،000،000،000
ولكل الذين لا يزالون يريقون الدماء باسم القومية 00
لا نصيحة أقدمها لهم ،
إلا ما تقدمت به سونيا للقاتل المجنون فى تحفة ديستوفسكى : " الجريمة والعقاب " :
" قم من مكانك واسرع فى هذه الساعة إلى مفترق الطرق ،
وأركع وقبّل الأرض التى دنستها بجريمتك ،
ثم انحن لزوايا العالم الأربع ،
وأصرخ أمام الملأ :
لقد أرتكبت جرماً 0
لقد أزهقت روحاً 0
وثق بأن الله سوف يعطيك حياة جديدة 0
هل تذهب ؟00هل تذهب ؟ 00" 0
فربما يفعلون يوماً مثلما فعل : " راسكولنكوف " 00
لقد كان قاتلاً مثلهم ، وزاهقاً للنفوس 00
ولكنه سمع نصيحة " سونيا " وعاد إلى نفسه !



#عادل_عطية (هاشتاغ)       Adel_Attia#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن تندثر ضحية !
- الثقافة الظلامية !!
- مراثى الابواب المفتوحة !
- الظل والجوهر
- عندما يصبح الانسان ذئباً !
- القتل برسم الخيال !!
- فى ذكرى الفاتح من ابريل
- صلاة فى موكب الربيع
- فى وهج الصليب المصلوب !!
- اختبار العقل !!
- العنصرية الزاحفة !!
- كشف المآذن !!
- صناعة القبح !!
- صلاة فى منتصف الليل
- لماذا نبغض الحب ؟!00
- شمس المحبة
- هل سنتك كبيسة ؟
- تعلّموا الألم !
- ثورة حب !!
- قرابين !!


المزيد.....




- من فاغنر إلى سلاف فواخرجي: ثقافة -الإلغاء- وحقّ الجمهور بال ...
- سيرسكي يكشف رواية جديدة عن أهداف مغامرة كورسك
- الأفلام السينمائية على بوصلة ترمب الجمركية
- الغاوون:قصيدة (وداعا صديقى)الشاعر أيمن خميس بطيخ.مصر.
- الشَّاعرُ - علاَّل الحجَّام- فِي ديوان - السَّاعَةِ العاشِق ...
- محمد الغزالي.. الداعية الشاعر
- تحقيق المخطوطات العربية.. بين إحجام العالم وإقدام الجاهل
- رواية -نيران وادي عيزر- لمحمد ساري.. سيمفونية النضال تعزفها ...
- فنانة تشكيلية إسرائيلية تنشر تفاصيل حوار خطير عن غزة دار بين ...
- مغني راب أمريكي يرتدي بيانو بحفل -ميت غالا- ويروج لموسيقى جد ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل عطية - دماء القومية البغيضة