|
تعلّموا الألم !
عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 2105 - 2007 / 11 / 20 - 08:31
المحور:
الادب والفن
يا من تواجهون بعض الألم ، فلا ترون إلا أنفسكم ، ولا تحسون إلا بآلامكم ، ولا تسمعون غير صدى أوجاعكم ! أخرجوا أصابعكم من آذانكم ، وأصغوا جيداً لصرخات الألم : 00 الخرساء ! 00 والتى لا يمكن أن توصف فى كلمات ! 00 والتى تدوى حولكم وكأنها لا تعنيكم أبداً ! أطلبوا من الله : أن يختم شفتيكم على أوجاعكم وآلامكم الخاصة ، متدربين بشغف عليها 0 00 وأسألوه : مزيداً من النعمة ؛ حتى لا تديروا ظهوركم ، وتتحجّروا ! حيث يجب أن تلتفتوا إلى العالم المتألم الدامع الباكى ، وتسرعوا إلى آلام الآخرين الممدودة إليكم ، وتضموها إلى صدركم ، وتعانونها بصبر ! - مشاركة منكم للمتألمين والمعذبين فى الأرض – 0 وأن يعينكم على أن تبذلون تضحياتكم ، وتجعلونها جزءاً من لذتكم ترحماً على الذين فقدوا ولم يساندهم أحد ! و لتكونوا ممتلئين بالرغبة والحرص على إبقاء أنفسكم جزءاً من الحياة ؛ فالإنسان يصير إنساناً : حين يتألم لبؤس لم يصنعه بيديه 0 ولم يكن سبباً فيه 0 حين يخرج من سجن ذاته ويخفق قلبه مع أبعد نجم فى السماء ! ،000،000،000 تعلموا الألم ، ولير كل واحد منكم نفسه سليل آلام البشرية جمعاء 0 يتلاحم وأوصابها 0 يتجاوب مع إحتياجاتها بقوة حبه 0 يطوى جوانحه على قلب رقيق ، وعواطفه تفيض فى أكثر من موقف 0 لتكن الإنسان الذى يقاسى ؛ فلا تسأل الذى يتعذب كيف يتألم ؛ لأنه أنت ! تعرف الجرح فى أعماق قلبك ! ،000،000،000 تعلموا الألم ، من أجل الطفولة التى تنزف دماً 0 وتموت جوعاً وبرداً0 00 وأهرعوا لنجدتهم 0 ومدوا أيديكم إليهم ، وعزوا نفوسكم فيهم ، وأبكوا عليهم ، وفيهم : كل ما هو برئ وتلقائى وصافى والحب والصدق وكل ما هو نظيف فى هذه الحياة ! ،000،000،000 تعلموا الألم ، من أجل أولئك الذين لم يتعرّفوا إلى فرح العائلة وليس لهم فى العالم من يعنى بهم 0 واحملوا قلوبكم وابحثوا لهم عن : الراحة والسعادة والفرح الكيانى ! ،000،000،000 تعلموا الألم ، من أجل شباب فى عمر الفرح ، قلوبهم تدمع فى حدقات عيونهم الشريدة ! يبحثون عن اللذة المؤدية إلى الموت 0 ويبحثون عن إنسان : يهتم بهم ويصرخ من أجلهم ! ،000،000،000 تعلموا الألم ، من أجل الذين يتجرعون الظلم والتعسف والإضطهاد ، وتخنق حريتهم فى القيود وراء القضبان والزنازين ! وصلوا كثيراً من أجلهم ! ،000،000،000 تعلموا الألم ، من أجل الذين يهلكون فى مرافئ الرذيلة والشر 0 ولتكن كل خلية فى جسمكم غدة دمعية 0 وصلوا بحزن من أجلهم ، ومن أجل خلاصهم ! ،000،000،000 تعلموا الألم ، من أجل الإنسان الذى يضرب بالحروب الشيطانية0 يتمزق 00 وعرق الجهاد يتصبب من قلبه ، وهو يجرى فى سباق المجد 0 00 وساندوه يابتهالاتكم ! ،000،000،000 تعلموا الألم ، وغيّروا بالمحبة والعطف طبيعة الحياة على الأرض ؛ حتى يتراجع الألم ، ويشفى الله جروحه فى هذا العالم !
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثورة حب !!
-
قرابين !!
-
قلم كبير فى يد الطفولة والمحبة !
-
تاريخ البذاءة
-
خواطر ستالايتية
-
من مكة إلى المدينة 00
-
00 يحدث فى رمضان !!
-
وقت الاعتزال !!
-
لبن العصفور
-
مجابهة الايمان !!
-
سلاح الدين !!
-
يا له من حل !
-
أقنعة التشكيل !!
-
دع معرفة الآخرين تشرق فى قلبك !
-
وتحفرون قبوركم بأيديكم !!
-
قصة قصيرة : لمن هذه الدموع ؟!000
-
الى مروج التمدن
-
مى الصغيرة 00وأخواتها 000!
-
00 ومن بيوتكم ينتشر الجمال !
-
الشرطة درع الشعب 00
المزيد.....
-
جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
-
“العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024
...
-
مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
-
المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب
...
-
نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط
...
-
تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
-
السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
-
فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف
...
-
بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ
...
-
مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|