أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل عطية - من مكة إلى المدينة 00














المزيد.....

من مكة إلى المدينة 00


عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)


الحوار المتمدن-العدد: 2045 - 2007 / 9 / 21 - 08:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كانت انطلاقة السرب الاسلامى من مكة إلى المدينة ، أكثر من هجرة !
فقد تحوّلت النواة الاسلامية تحولاً خطيراً ، حتى جاز لنا القول : إن إسلام مكة ليس هو إسلام المدينة !
00 فكفّار مكة ليسوا هم كفّار المدينة!
00و أولياء مكة ليسوا أولياء المدينة !
00 والهالكون فى جهنم حسب نص القرآن المكى ليسوا هم هالكى جهنم فى القرآن المدنى !
فمن والاه المسلم فى مكة أصبح يعاديه فى المدينة 0
ومن عاداه فى مكة أصبح أشد عداوة فى المدينة 0
فالكفّار المشركون عبدة الأصنام والأوثان هم هالكو جهنم فى مكة ،
وهم محط اللعنات القرآنية طوال أكثر من ثلاثة عشر عاما فى مكة 0
بينما أهل الكتاب هم " المسلمون " الذين أمر محمد أن يكون معهم من المسلمين ،
وهم الذين قال فيهم القرآن : " أولئك الذين هدى الله ، فبهداهم اقتده " ( الأنعام 6 : 90) 0
أما أهل الكتاب فى المدينة فهم الذين حرفوا الكتاب ليّاً بألسنتهم ،
وهم الذين أخفوا نعت محمد واسمه من كتابهم ،
وهم عبّاد الثالوث الذين ألّهوا المسيح وأمه واتخذوهما إلهين من دون الله 0
فاستحقوا جهنم خالدين فيها أبداً !
،000،000،000
إن من يقرأ القرآن يدرك أنه لم ترد آية واحدة طوال أكثر فترات العهد المكى ،
تنذر أهل الكتاب بالعذاب الأليم فى جهنم ،
بل إن آيات التبشير بالعذاب كانت موجّهة فى جملتها إلى المشركين من قريش وما حولها ،
الذين صدّوا عن سبيل الله ،
والذين استكبروا ورفضوا دعوة المساواة التى أطلقها الإسلام بين الطبقات 0
لكن الأمر يختلف كثيراً عندما نقرأ ما نزل من القرآن فى المدينة :
فهى لا تفرق بين مسيحيين ومسلمين لله ، لا يشركون به إلها آخر ،
مسيحيين يقرّون له بالوحدانية 00
وبين آخرين ضالين اتّخذوا من المسيح وأمه إلهين ،
أو الذين اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله !
،000،000،000
حتى أولاد المشركين والكتابيين نالوا نصيبهم فى هذا التغيير !
فقد سألت " خديجة" ، زوجة محمد طوال العهد المكى ، محمداً عن مصير أولاد المشركين ،
بمافيهم أهل الكتاب ،
فقال : " ولا تزر وازرة وزر أخرى " (الأنعام 6 : 164) 0
" هم على القنطرة " 00 وفى رواية أخرى : " هم فى الجنة" 0
وقد روى أبان عن أنس ، قال :
سئل رسول الله (ص) عن أولاد المشركين ، فقال :
" لم يكن لهم حسنات فيجزوا بها فيكونوا من ملوك الجنة 0
ولم يكن لهم سيئات فيعاقبون عليها فيكونوا من أهل النار فهم خدم لأهل الجنة " 0
هذا الموقف الصريح من أولاد المشركين وأهل الكتاب ،
نراه يختفى ويتغير إلى موقف آخر يتبناه القرآن تجاه الكفار بما فيهم أهل الكتاب ، وأولادهم 0
فقد سألت " عائشة " ، زوجة محمد فى العهد المدنى ، محمداً عن ذرارى غير المسلمين ،
فقال : " هم مع آبائهم " 0
قالت : " بلا عمل ؟!" 0
قال : " الله أعلم بما كانوا عاملين ، والذى نفسى بيده لئن شئت أسمعتك تصاغيهم فى النار " 0
ففى مكة أولاد أهل الكتاب فى الجنة خدام لنزلائها ،
ولكن بعد أن اتخذ الإسلام موقفاً مستقلاً من مصدره الأول ،
بل معادياً من هذا المصدر ،
الذى ظل يمدّه بالعقائد والتشريعات طوال أكثر من ثلاثة عشر عاماً ،
كانت النتيجة إلقاء هؤلاء الاطفال فى الجحيم ، بلا ذنب سوى انهم جاءوا من صلب كتابيين !
000 000 000
قد يتصوّر أهل الكتاب ،
أنه لامبرر لوجود الآيات المكية المتسامحة ،
بعدما نسخت فى المدينة !
ولكن وجودها ،
سيسمح لبعض المسلمين الذين لم يتحجّر قلبهم بعد ،
أن ينحازوا اليها ، لصالحهم !



#عادل_عطية (هاشتاغ)       Adel_Attia#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 00 يحدث فى رمضان !!
- وقت الاعتزال !!
- لبن العصفور
- مجابهة الايمان !!
- سلاح الدين !!
- يا له من حل !
- أقنعة التشكيل !!
- دع معرفة الآخرين تشرق فى قلبك !
- وتحفرون قبوركم بأيديكم !!
- قصة قصيرة : لمن هذه الدموع ؟!000
- الى مروج التمدن
- مى الصغيرة 00وأخواتها 000!
- 00 ومن بيوتكم ينتشر الجمال !
- الشرطة درع الشعب 00
- احملوا شعلة المشاعر الألمانية !!
- من المفاهيم الخاطئة 00
- أمة : السيفان 00
- صلاة الحرية 00
- هل يمكن أن يتغيّر العرب ؟!
- الى سفيرنا فى الاغلال : عبد الكريم سليمان 00


المزيد.....




- برازيليون يحولون نبات يستخدم في الاحتفالات الدينية إلى علاج ...
- TOYOUR EL-JANAH KIDES TV .. تردد قناة طيور الجنة على القمر ا ...
- الحسيني والقسام في مواجهة تسريب العقارات لليهود قبل النكبة
- مجانية.. نزل تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سات الان
- ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد على الأقمار الصناعية مجانًا ...
- ترامب ينشر صورة -مثيرة للجدل- بزي بابا الفاتيكان
- ترامب ينشر صورة له بلباس بابا الفاتيكان بعد -مزحة- أنه يرغب ...
- أحدث تردد قناة طيور الجنة للقمر الصناعي نايل سات 2025 “نزلها ...
- استعدادا لانتخاب بابا جديد... الفاتيكان يثبت المدخنة فوق سقف ...
- جهود سياسية - دينية لمنع تمدد -الفتنة الطائفية- من سوريا إلى ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل عطية - من مكة إلى المدينة 00