عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 1892 - 2007 / 4 / 21 - 11:37
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
فى قلب العاصمة الألمانية ،
وفى نقطة محاطة بالتاريخ ،
أقيم : " النصب التذكارى ليهود اوروبا المقتولين – الهولوكست " 00
ليعبّر عن الفصل المظلم فى التاريخ الألمانى !
تمثال يمكنك السير ضمنه 00
يأخذك بخيال الألم ،
وابداع التوبة 0
الى حقل كبير مزروع بشواخص خرسانية مربعة رمادية ومائلة قليلا 00
لا يستطيع المرء الترجل بينها الا منفردا ،
ومنصرفا الى نفسه 0
لا يحس الا بوقع خطواته على الكتل الحجرية المصقولة المنفرة الفظة ، التى توحى بالتهديد !
انها واحة للتذكر والعبرة ، تثير الذهول 00
تجريد للفظاظة لا يمكن وصفه بالكلمات ابدا 00
أقيم بيد أمة تبدأ من جديد 00
على انقاض الطريق الضالة التى سلكتها الدكتاتورية الهتلرية ،
لتشعل بها الاضواء فى ذكرى الابادة،
وتعيد الى أولئك الملايين من الموتى أسماءهم !
عمل مبهر 00
يصفه المؤرخ الالمانى المعروف : " نوربرت فراى " 00
فى صحيفة : " دى تسايت " ،
كاتبا :
" أن تقوم أمة بالاعتراف بجريمتها التاريخية ،
فى وسط عاصمتها ،
حدث لا سابقة له فى التاريخ " 00
،000،000،000
فهل تشعر الدول التى لها تاريخ مظلم فى الابادة البشرية ،
بالغيرة الانسانية المقدسة ،
وتنهض من الوحل الذى يحيط بها من كل جانب ،
وتتجه بضميرها الذى غاب طويلا 00
صوب برلين 00
وتستلم شعلة المشاعر الألمانية ؟! 00
فتثبت لبقية العالم المتألم ،
انها تعلمت الدرس 0
وانها استخلصت العبر من حماقات ، واخطاء ، وجرائم الاسلاف 000
الذين استندوا الى آلة الدمار، والابادة ، فى هلاك ملايين البشر من جيرانهم ، وبنى جلدتهم ؟!00
لقد ركع يوما ، المستشار الالمانى السابق : " فيلى برانت " ،
امام النصب التذكارى فى الجيتو اليهودى فى وارسو 00
فى خطوة على طريق المصالحة مع بولونيا !
فهل يركع الضمير الامريكى ،
و الضميرالتركى ،
والضميرالرواندى ،
والضميرالسودانى ،
وكل ضمير ملطخ بالذنب والعار 000
امام الويلات الأبدية التى يعانيها :
الهنود الحمر ،
والارمن ،
والتوتسى ،
واقليم دارفور 000
ويطلب الصفح ، والمصالحة 0
تائبا عن صنع ضحايا المستقبل ؟!000
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟