الى سفيرنا فى الاغلال : عبد الكريم سليمان 00

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)

الحوار المتمدن-العدد: 1840 - 2007 / 2 / 28 - 07:21
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    

تطلعت عبر ثغر مدينتك الشامخة المطلة على البحر المتوسط 00
رأيت تحت رحابة سماءها :
المياة المتلألئة للبحر ،
تنساب أمامك مشرقة صافية مشمسة 0
أحسست بالرغبة العارمة فى الارتماء فى هذا العباب والاندماج فيه 0
فردت ذراعيك كطائر ،
وأستسلمت لذلك الجمال الذى كان عجيبا مجيدا مرعبا ،
كان ظفرا وأبهة 0
تمتعت وأنت فى سماء الموج بالدرس الاول فى الحرية ،
وتمنيت ليابستنا التى تحملها وتحتويها المياة الكونية :
أن تنتشى بنشوتك الطليقة العنان 0
لكنها يابسة 0
فمن ينفخ فيها روح الحرية ؟!00
كبرت 00ولم يصغر الحلم 0
فكانت مدوّنتك 00
تكتب فيها يوميات وطنك : المسممّ والملوّث والمسلوب 000
وكنت أمير احلام ايقظ هذه الجميلة التى تحمل اسم الحرية من عقود النوم الطويلة 0
ولكن الحرية التى يسبغها الله الذى فى السماء 0
غير الحرية التى ينادى بها الهة الارض 0
الذين يريدون أن تنتحر حريتنا السماوية فى سبيل حريتهم الملوثة بالكبرياء والاستعلاء والانانية 000
ولا عزاء لنا 00
فقد صارت السلطة الها تعبد ذاتها !
ووجدت نفسك وجها لوجه أمام عدالة معصوبة : العينين ، والقلب ، والضمير 000
عدالة تبرّئ المذنب وتذنّب البرئ 0
عدالة الظلم !
تهمتك : اصرارك الداخلى على الدفاع عن الحقائق والوقوف فى وجه الموجة العارمة من المعلومات الخاطئة ، التى يطلقها الحمقى الجّهال !
تهمتك : أنك فضحت مخالب الوحوش البشرية الكاسرة ، التى انقضت على اخوتك فى الانسانية وفى الوطن ، ودنست مقدساتهم !
تهمتك : انك قلت للحاكم : لا يحق لك زواجك الابدى بالحكم ، وبالرغبة فى التوريث!
لم تساوم على احلامك كمناضل من أجل السلام والمصالحة والحرية ،
حتى عندما قادتك فى اتجاه مغاير لما كنت تتمناه 00 وان كنت تعرفه !
ولم تهادن 0
ولم تستخدم فلسفة الحصان الطائر !
قيدوا جسدك فى هزيمة وفضيحة مدوية ضربت فى رحاب عدالة اللاعدالة 0
وفى يوم حزين ابكى الطبيعة 0
فهذه عظمتك : أن تتخطى حداثة سنك ،
وتأبى أن تكون مثل بيلاطس البنطى ، وتغسل يديك من كل المسئوليات !
وهذا قدرك : أن تحمل صليبك على ظهرك وتتبع ذلك الذى منح الحرية المقدسة لخليقته !
000 000 000
عبد الكريم 00
الحرية تصرّ رغم القيود 0
وفرصها لم تنته بعد !

#عادل_عطية (هاشتاغ)       Adel_Attia#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل