|
قلم كبير فى يد الطفولة والمحبة !
عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 2089 - 2007 / 11 / 4 - 02:11
المحور:
حقوق الانسان
اخترت مملكة الشعر ، ليكون عالمك ! واخترت مجلة قطر الندى ، لتكون وطنك ! واخترت فلذات اكبادنا ، ليكونوا من عائلتك ! 00 هذه هى : ثلاثيتك ، التى يتجول بها قلبك بيننا ، لتكشف عن : الاقليات المتعصبة ، التى تسعى إلى إزالة المحبة والتسامح من كتبنا الدراسية ، والآخر من امتنا ! وتفجّر الفكر المتحجر ، وتفتح العقول الضيقة كحذاء الصينيات على المدى ! وتطرد الابخرة الشيطانية ، التى ملأت عقول الذين اشتروا سيفاً من امير الظلام ، ليشهروه ضد العلاقات الرفاقية ! ،000،000،000 قرأت صرختك الانسانية ، التى نشرتها عبر منبرك الذى عشقته 00 بعدد أول نوفمبر 2007 0 تحت عنوان : " لا بد من الاعتذار عندما يخطئ الكبار ! "00 وعبّرت فيها عن انزعاجك لما حدث لبعض الاطفال المسيحيين بالمرحلة الابتدائية ، فى احدى المدارس التجريبية الحكومية ، بمحافظة الجيزة ، بمصر 0 - وأنت المسلم المتمسك بدينك وايمانك - 00 حيث اعتادت معلمة الفصل - كما تخبرنا - : " أن تجبرهم على الاشتراك مع زملائهم المسلمين فى ترديد الآذان المنبعث من الجامع المجاور للمدرسة ، وتأمرهم بحفظ الأدعية الدينية الاسلامية ، واسماء الله الحسنى ، وإلا عاقبتهم بالضرب ! وعندما علم آباؤهم بذلك ، قابلوا المعلمة ، وطلبوا منها أن تحترم مشاعر ابنائهم ، وحقهم فى الانتماء لديانتهم0 فالدين لله 00والوطن للجميع 0 وكما أن من حق الطفل المسلم أن يعتز بدينه ، فمن حق الطفل المسيحى أيضاً أن يعتز بدينه0" 0 ولكن ماذا كانت نتيجة هذه المقابلة ؟! 00 أنت سألت ، لتجيب : " لقد وعدتهم المعلمة أن تراعى مشاعر التلاميذ المسيحيين 0 لكن ما فعلته : كان أشد قسوة وإيذاءً لمشاعرهم 0 فعندما يتردد اذان الصلاة من الجامع ذى الميكروفونات المزعجة والملاصقة للمدرسة تماماً ، كانت المعلمة تأمرهم بالوقوف صامتين ، بينما يردد زملاؤهم المسلمون الاذان ، وهم جالسون على مقاعدهم ! فماذا كانت نتيجة هذا التصرف العجيب من المعلمة ، التى كان يجب عليها أن تقدم لجميع تلاميذها : اناشيد جميلة عن المحبة والصداقة ، والوطن الجميل الذى ننتمى إليه جميعا ؟! " لا زلت تطرح اسئلتك ، لتجيب عليها : " كانت النتيجة مزعجة ، بل ومخيفة جداً 00! فقد بدأ بعض التلاميذ المسلمين يصفون زملاءهم المسيحيين بأنهم كفار ، وسيدخلون النار 00 بل وهدّدوهم بإلقائهم من ( اتوبيس المدرسة ) ، لأنهم : ( أعداء المسلمين ) ويجب التخلص منهم !" وتستمر كلماتك التى تفرك الملح على جرحنا ، قائلاً : " وهكذا لم يعد إخوتنا المسيحيون يشعرون بالسعادة وهم ذاهبون إلى مدرستهم 00 وبدلاً من أن تشرق الشمس على ابتسامتهم وهم يصطفون فى الطابور الصباحى ، أصبحت عيونهم تمتلئ بالدموع كلما استيقظوا ، استعداداً : ليوم دراسى جديد ! " وتختتم صرختك المعذّبة ، بكلمات نتمنى أن تحدث ثقوباً فى الظلمة الجائعة : " والآن ألا يجب أن نعتذر لأشقائنا المسيحيين : لما يحدث من معلمتهم00 التى لا تفهم شيئاً عن التربية السليمة والتعليم الصحيح ، والايمان الحقيقى بالله ، والذى لا يتحقق إلا بالايمان بجميع الأديان السماوية ، واحترامها ؟ 000 000 000 تحية لك ياشاعرنا الانسان احمد زرزور ! تحية لك أيها القلم الكبير فى يد الطفولة والمحبة ! اننى اثنى على محبتك وغيرتك بكل جميل 0 واكن لك اعظم الاحترام ، واقدّرك اعظم تقدير 0 00 اعترافاً بالقيم التى تجسدها 0 وأدعو الجميع إلى الاقتداء بروحك الطيبة الشريفة ، التى لم تستطع تغاضى نداء اعين اطفالنا البريئة 0 والسكوت على من يجرح روح انسان آخر 0
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تاريخ البذاءة
-
خواطر ستالايتية
-
من مكة إلى المدينة 00
-
00 يحدث فى رمضان !!
-
وقت الاعتزال !!
-
لبن العصفور
-
مجابهة الايمان !!
-
سلاح الدين !!
-
يا له من حل !
-
أقنعة التشكيل !!
-
دع معرفة الآخرين تشرق فى قلبك !
-
وتحفرون قبوركم بأيديكم !!
-
قصة قصيرة : لمن هذه الدموع ؟!000
-
الى مروج التمدن
-
مى الصغيرة 00وأخواتها 000!
-
00 ومن بيوتكم ينتشر الجمال !
-
الشرطة درع الشعب 00
-
احملوا شعلة المشاعر الألمانية !!
-
من المفاهيم الخاطئة 00
-
أمة : السيفان 00
المزيد.....
-
الغضب يجتاح مدينة تونسية بسبب تدفق المهاجرين الأفارقة الراغب
...
-
يونيسف: 600 ألف طفل في رفح الفلسطينية مهددون بكارثة وشيكة
-
الأمم المتحدة تتهم إسرائيل برفض دخول المساعدات لغزة
-
تونس.. أزمة المهاجرين بين مخاوف التوطين واحترام حقوق الإنسان
...
-
-الأونروا- تحذر من خطورة ترحيل سكان رفح إلى منطقة -المواصي-
...
-
الأونروا: آثار كارثية منتظرة حال تنفيذ إسرائيل أي عملية عسكر
...
-
مصدر فلسطيني: حماس تتجه إلى وقف مفاوضات تبادل الأسرى بعد تهد
...
-
-انتحل صفة غير صحيحة-.. فيديو اعتقال مواطن في الرياض والأمن
...
-
مدير الأونروا في غزة: المكان الذي وجه الجيش الإسرائيلي بعض س
...
-
الداخلية الروسية توضح أسباب إصدار مذكرات اعتقال بحق سياسيين
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|