عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 2216 - 2008 / 3 / 10 - 08:28
المحور:
الادب والفن
هل كان الاسكندر الكبير ،
يتصور - وهو يعاقب ألف صورى بالصلب جزاء تمردهم عليه - ،
أن هذه الاداة التى استخدمها للعقاب ،
ستغدو ، رمزاً : للمصالحة والمغفرة ؟! 00
هل كان الرومان ، الذين مجّدوا القوة00
يتخيلون - وهم يبعدون بقوة القانون - :
رسم الصليب عن جسم وحياة مواطنيهم ، وعن افكارهم وعيونهم واذهانهم ،
باعتباره ، اداة : للعار ، واللعنة ، والفضيحة 00
أنه سيصبح ، اداة : للبركة ، والقوة ، والسلطان ؟! 00
وهل كان اليونانيون ، الذين لهم حكمة العالم 00
يعتقدون – عندما قالوا : بأن صلب الاله جهالة - ،
أن اتباع المسيح :
لن يكفوا عن الكرازة بالاله المحب ،
الذى صلب ومات من أجل أولاده ،
و قام منتصراً غالباً،
مخلصاً البشرية من القبضة الشيطانية ؟!00
وهل كان اليهود ، الذين ظلوا يطلبون : المسيا كملك ومحرر 00
يفكّرون – وهم يعثرون بالصليب - ،
بأن الصليب ليس الطريقة الوحيدة لخلاص العالم وحسب ،
بل هو التعبير الوحيد لمحبة الله الفائقة ؟!00
وهل كان الشيطان ،
الذى حاول مراراً وتكراراً انزال المسيح من على الصليب ،
على لسان اللص اليسار 0
وعلى لسان الجموع الغفيرة 0
والذى لا يزال يقشعر امام الصليب ،
ويتعذّب به ،
ويخرج مقهوراً من اجساد الناس بقوة تأثيره0
يحلم : بأن يأتى اناس يشاركونه فى بغض الصليب00
ومطاردته 00
ومحاربته فى كل موضع 00
لأنه يؤذى مشاعرهم 0
حتى أن الوالى عبد العزيز بن مروان أمر فى عهده بكسر جميع الصلبان 0
وحتى الاعتداء المعاصر على دير الصليب ،
بمنطقة هور التابعة لمركز ملوى بالمنيا بصعيد مصر ،
بهجمة وحشية ،
يساندها – فى وضح النهار - أحد القيادات السياسية 00
تركت بعدها : غباراً من البارود ، والرماد ، والتراب ، والموت ؟!
،000،000،000
سأتوقف عند هذه الـ "هل "00
وسيظل الصليب ، هو موضوع :
انشغالنا ، وتأملنا ، ودموعنا ، وجهادنا ، وصبرنا ، وتسامحنا ، وفرحنا ، وخلاصنا ، ونصرتنا ، وكل حياتنا !
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟