عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 2445 - 2008 / 10 / 25 - 02:36
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
على صفحات جريدة القاهرة الغراء ،
تكرر خطأ تعبيرى ، وكأنه كاليقين ، من قبيل :
الرئيس جورج بوش القبطى0
والاديب أسحق اديب القبطى 0
والذى كتب مثل هذه التعبيرات ،
والذى مرّرها ،
يقصد أنهما : مسيحيان 00
لأن الأول أمريكى 0
والثانى سورى 0
وهذا الخطأ ،
هو امتداد لخطأ شائع يتردد على ألسنة الكثيرين ، بقولهم :
أقباط مصر0
وكأنهم يقولون : مصريو مصر !
فكلمة : " قبطى " هى بعينها كلمة : " مصرى " 0
وهى لا تدل على الديانة ،
وانما تدل على الجنسية 0
فليس كل قبطى مسيحى ، وليس كل مسيحى قبطى 0
وإذا قلنا : " القبط " ،
فنحن نعنى بالقبط المصريين ، بعامة 0
وكلمة : " القبط " ، مشتقة من الكلمة اليونانية : Aigyptos ،
والتى اطلقها اليونان فى مصر على سكان البلاد الاصليين ،
وعنها أخذ الرومان اللفظ اللاتينى Aeguptus ،
والفرنسيون : Egypte ،
والانجليز : Egypt ،
والالمان : Agypten ،
وغيرهم من شعوب العالم فى مختلف اللغات 0
على أن الكلمة اليونانية : Aigyptos ،
ترجع فى أصلها إلى الكلمة المصرية الهيروغليفية : هاكبتاح Ha Ka Ptah ،
أى : " بيت أو : معبد روح الإله بتاح أو : فتاح"0
وهو من أهم الالهة المصرية،
فهو يمثل قوة الابداع والخلق 0
ولا يزال المصريون يرددون ، كتراث ، قولهم : " يا فتاح ياعليم " !
و بحذف حرفى العلة المدغمين : AI أو : E ،
أصبحت الكلمة تنطق : Gypt 0
ولأن حرف : " G " لاينطق فى لغة العرب إلا معطشاً ،
فقد قربوه إلى : " القاف " ، فصارت الكلمة تنطق : قبط Gopt 0
أما اسم : "مصر " ،
فهو مشتق من : " مصرايم " ،
وهو ابن حام بن نوح ،
وهو العاشر من آدم 0
وهو من سكن أرض مصر 0
فالمصريون جميعاً قبط :
اقباط مسيحيون 0
وأقباط مسلمون 0
الاقباط المسيحيون ، هم المصريون الذين ثبتوا على ايمانهم المسيحى ولم يتركوا ديانتهم 0
والاقباط المسلمون ، هم المصريون الذين اعتنقوا دين الاسلام 0
وللاسف ، فالمسلم القبطى عندما يسئ إلى المسيحى القبطى ،
لا يفهم أنه يسئ إلى نفسه ، وإلى وطنه!
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟