عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 2513 - 2009 / 1 / 1 - 03:13
المحور:
الادب والفن
حاول بطليموس ، وشرلمان ، وجانكيزخان ، وغيرهم ... ،
أن يؤرخوا الأعوام : بإسمهم ، أو : بيوم فتوحاتهم ،
فلم يتمكنوا ؛
لأنهم أرادوا فرض أنفسهم على التاريخ ..
أما أنت يا يسـوع ،
فميلادك أضحى تأريخاً للتاريخ ، وفاتحة التقويم العميم !..
تمخضت الأرض من قبلك عن رجال عظام ،
ذيلت أسماءهم بلقب أثير ،
فكم سمعنا عن :
اسكندر الكبير ، وبطرس الأكبر ، ونابليون الأعظم ، ووليم الظافر ..
لكن واحداً من هذه الألقاب لا تليق بعظمتك ؛
لأنك أنت هو المسيح ، وكفى !..
عاش جاريبالدى لإيطاليا ، وكرمويل لإنجلترا ، وواشنطون لأمريكا ، وغاندى للهند ...
أما أنت فعشت للجميع ، ومت لأجلهم !..
لم تتكلم سوى لغة واحدة ، هى لغة الشعب ..
لكن كل لغات شعوب الأرض ، تتغنى باسمك بكرة وأصيلاً !..
لم تؤلف كتاباً واحداً ،
ولم تكتب سوى مرة واحدة على الأرض ..
لكن سفر الأسفار مكرس لذاتك ،
وترجم إلى أكثر من ألف لغة ، ولهجة ،
وفاق انتشاره كل الكتب ،
و تأدبت فى حضرته عيون الأدب !..
لم ترسم صورة واحدة فى أيام جسدك ،
لكن جبابرة الفن والتصوير ،
ما زالوا يتسابقون فى تخصيص ابداع ريشتهم لذاتك ،
ولتزيين بيتك !..
لم تنظم قصيدة فى حياتك ،
لكن قصائد نابغى الشعراء ،
تقدم عند قدميك ،
تتلى فى مديحك : يوم ولدت ، ويوم مت ، ويوم بعثت حياً !..
لم تنشئ قطعة موسيقية ،
لكن أروع الألحان ، تعطر الأجواء يوم ذكراك المجيـد !..
لم نسمعك مرة واحدة مترنماً ،
بل رأيناك ثلاثاً باكياً ،
لكن أبدع الترانيم القلبيـة ، ترفع لديك ، صلاة : حمداً وترتيلاً !..
لم تضع حجراً على حجر ،
ولا لبنة على لبنة ،
لكن بدائع فن البناء والعمارة ، مقامة بيوتاً لعبادتك جيلاً فجيلاً !..
لم تخترع اختراعاً ،
ولم تكشف عن حقيقة علمية ،
لكن أعظم المخترعين ،
وأجلّ المكتشفين ،
يخرون أمامك : سجداً وركوعاً ؛
لأنك أنت ملك العلم والمعرفة !..
أسس الاسكندر ، وشرلمان ، ونابليون ، دولاً ...
لكنها زالت فى حياتهم ،
أو : بعد مماتهم ؛
لأنها أقيمت على القوة الغشوم ..
لكنك أيها الناصرى ،
أقمت ملكوتك : بالمحبة ، والوداعة ، والتواضع ، والخدمة ؛
ليظل خالداً بخلودك ،
وليظل نجمك : مضيئاً ، مشعاً ، متألقاً على مغارة عالمنا ؛
لنأتى إليك بقلبنا ،
وننحنى لجلالك ؛
راجين الولادة الجديدة ، بك ومعك !..
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟