أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سهير قاسم - عذراً أطفال فلسطين،،، إنهم لا يريدون توريط جيوشهم؟!!














المزيد.....

عذراً أطفال فلسطين،،، إنهم لا يريدون توريط جيوشهم؟!!


سهير قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2540 - 2009 / 1 / 28 - 07:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تشنّ إسرائيل حرباً همجية على أطفال غزة في الوقت الذي يمر به العالمين العربي والإسلامي بمرحلة غير مسبوقة من التردي والانحطاط على الأصعدة كافة، وفي الحقيقة يصعب إطلاق مسميات دقيقة على تلك المرحلة التي أصبح يتفاخر فيها قادة العرب والمسلمين بتوجيه المسبّات والشتمائم وتبادلها، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على اللامسؤولية ومجانبة الحقيقة التي يدركونها في خلجات صدروهم. إنهم شركاء إسرائيل في مخططاتها التي تهدف إلى تكريس واقع دولتين في فلسطين واحدة في غزة، والأخرى في الضفة الغربية. الأمور باتت جلية وواضحة، كيف لا ونحن نرى الصراع والتناقض المرير، قمم تعقد، وما أدراك ما القمم! الواحدة تلو الأخرى ليس لها هدف سوى تقوية التناقضات العربية والفلسطينية الداخلية في فلسطين خاصة، والتي هي أصلا نتاج لانقساماتهم، هم في ذلك ينفذون سياسات إسرائيلية بصورتها الحرفية، يقومون بدور أكثر جرأة من الاحتلال نفسه، لا يتنكرون لدماء شهداء العرب والفلسطينيين فحسب، إنهم يتاجرون علانية بدماء هذا الشعب الذي بذل وما زال يبذل الغالي والنفيس في سبيل قضية شهد لها القاصي والداني.
لم استطع منع الذاكرة من التحليق في الماضي ليس البعيد، تحضر صور القمم العربية، ربما في الأماكن نفسها مع تغير الزمان وبعض الوجوه، تلك القمم كانت تعقد بإجماع عربي حتى وإن كان ذلك شكلي، صحيح أن نتائجها كانت تخرج دون اتفاق، إلا أن الإجماع الشكلي على الوحدة والحضور كان يظللها. ما الذي يجري الآنّ! في هذه الآونة نرى مهرجانات مخجلة ومشينة لشيوخ لا شغل لهم غير الفتنة وتبرير الدمار والتخريب الذي تقترفه إسرائيل، تعقد هذه القمم لمجموعة من الدول دون أخرى، ليس ذلك فحسب، بل يجتمعون كي يشتتوا القضية أكثر، ويوفروا غطاء للحرب وللتناقضات في فلسطين. يحدث ذلك ودماء الأطفال تنزف في غزة. نقول لهؤلاء المجتمعين ماذا قدمتم من جديد، ما رسالتكم لأطفال يذبحون كل يوم، لهؤلاء المستنجدين الذين ما زالوا ينتظرون منكم الكثير على أمل بنصرتهم، لكنهم رأوا حقيقة من يدّعون أنهم قادة وزعماء الأمة، يتمازحون ويتضاحكون، لغتهم لغة شارع غير مسئول أو على وجه الدقة لغة طيش وفوضى عارمة.
والغريب العجيب أن تركز تلك الدول المجتمعة في قممها على المزايدات لا غير، لا علاقة لهم بالوطن والوطنية إلا المسميات، تاريخهم مشين وشاهد عليهم، هم يريدون أن يتقنعوا بغطاء الوطنية، لا يهمهم قتل الأبرياء، يضحّون بهم في معركة هم شركاء فيها أصلاً. في الوقت نفسه يضعون على أجنداتهم وبرامجهم جدول اتهامات بالخيانة لغيرهم، كأنهم أصحاب وأهلّ للوطنية، نسوا أو تناسوا أنهم غارقون في بحر من الخيانة. ولنقف عند واحدة من تلك الدول، دولة قطر التي هي عنوان الخيانة تزاود اليوم على الوطنية، تنصّب نفسها الحكم، تستضيف قمة عربية لا تبعد كيلومترات عن القاعدة الأمريكية التي استقرت في أرضها وجوها وفضائها، شيخهم غير آبه بدماء الأبرياء في فلسطين يعبث بالقضية من جديد! يتحدث باسم الوطنية وهو الشريك والحليف لمن يقتلون أطفال فلسطين ومن قبلهم تدمير العراق وحدث ولا حرج؟! فهل يعتبر تخاذل هذا الأمير وغيره شرف ووطنية وتعتبر أفعال الآخرين تخاذل؟! لماذا لا يسأل نفسه عما أنجزه لفلسطين غير الدعم المعدني وتوفير مكان آمن في قلب الوطن العربي للولايات المتحدة الأمريكية التي أعدّت أسطولها لنصرة إسرائيل إن اقتضت الضرورة؟!
مطلوب من الطفل الفلسطيني أن يحمل سلاحه ليذود عن الجيوش العربية التي لا يجوز شرعاً أن تخوض حرباً خاسرة، أو أنها ما زالت في مرحلة استعداد للحرب، لكن هذا الطفل عليه مسؤولية خوضها! عليه أن يكون الضحية دائماً، تحصل الجيوش العربي على ترخيص رسمي ومبرر لا داعي لاعتذارها عن الحرب، لا يمكنهم القتال في الوقت الراهن، لكن الأطفال قادرون ومطالبون بذلك! تلك السياسة كان يكتمها القادة سابقاً لكنهم اليوم بكل وقاحة يطلقون تلك العبارات، كأنهم بمعزل عما يجري على الساحة الفلسطينية.
باتت تلك القمم ضرورة ملحّة لتبرر لإسرائيل فعلتها، بدلاً من أن يلموا الشمل الفلسطيني والعربي، لجأووا إلى تغذية الفتنة وإشعالها دون حياء حتى من أنفسهم.
لم تكن تلك التجربة الأولى للفلسطينين مع العرب فقد واجهوا وعانوا كثيراً من التخاذل عن نصرة القضية الفلسطينية التي أصبحت في مهب الريح؟ استمروا في تخاذلكم، احتموا بالوطنية، البسوا زياً ليس لكم، فعوراتكم ظاهرة عليكم؟!



#سهير_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشلاء الأطفال،،، بساط لمجهول
- النضال،،، ما بين التكريم والثمن !!!
- شجرة الزيتون... حاضرة فينا؟!!
- يحدث في رمضان!!
- وداعاً شاعر العرب والقضية!!!
- تموت القضية... وتحيا الحزبية!!!!!
- حركة التهدئة الإسلامية؟؟؟
- ذاكرة الحياة!!!
- ما زالت تروي قصة أرض لم تعش فيها!!!
- ثقافة الفساد
- في ذكرى الثورة الفلسطينية؟
- بلا حدود!!!
- من يرد لهم طفولتهم!!!
- عذراً فلسطين تاهت بنا السبل!!!
- من أنتم حتى تبددون القضية؟؟؟
- الاعلام الموجه وثقافة فوق القانون!!!
- الثانوية العامة في مهب الريح!!!
- وطن يباع ويشترى وتصيح فليحيا الوطن!!!
- أيها الماضي لا تعيرنا كلما ابتعدنا عنك
- أرواح تزهق ثمناً لمؤامرات رخيصة


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سهير قاسم - عذراً أطفال فلسطين،،، إنهم لا يريدون توريط جيوشهم؟!!