أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - سهير قاسم - من يرد لهم طفولتهم!!!














المزيد.....

من يرد لهم طفولتهم!!!


سهير قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2060 - 2007 / 10 / 6 - 09:33
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


وتستمر معاناة الأطفال في فلسطين، إنهم يبحثون عن طفولتهم دون جدوى، يحاول الآخرون مساندتهم ولكن الأحداث لهم بالمرصاد تحول بينهم وبين الطفولة. الطفل الفلسطيني يعيش حياة مختلفة عن الآخرين في المجتمعات الأخرى، وذلك مرتبط بالظروف التي تعيشها الأسرة الفلسطينية التي باتت مهددة من مجالات متعددة، ظروفهم قاسية، يفرّون من مأزق ويقعون في آخر. إن طبيعة المجتمع الفلسطيني بحكم ظروفه الصعبة لها انعكاسات خطيرة جداً، على شرائح مختلفة، ولكن هناك شريحة لا يمكن إغفال معاناتها، إنهم الأطفال الذين يجبرون على تمثيل دور الرجال. وغير مطلوب منهم أن يعيشوا حياة الأطفال أبداً. ونتساءل،
كم مرة يكون الإنسان طفلاً، وماذا تفعل أم لخمسة من الأطفال عليها تربيتهم.
علي
علي الابن الأكبر الذي تفتّح ذهنه على بكاء والدته وصراخها من جرّاء الكارثة التي ألمّت بهم، زوجها توفي في ظروف غامضة لا يعلمها أحد عام 1989، وحينئذ بدأت الشكوك وعلامات الاستفهام تحيط بالأسرة وتلاحقها من موقف لآخر ومن مرحلة لأخرى.
لم يتجاوز علي العاشرة من عمره آنذاك تعهد لهم المجتمع بالمساعدة، كان ذلك لفترة وجيزة سرعان ما تخلى عنهم الجميع فالإشاعات لم ترحمهم، واتجهت إليهم علامات الاستنكار والاستهجان من تصرفات والدهم أو ربما من وضعهم الاجتماعي. استطاع علي أن ينهي دراسته وحصل على الثانوية العامة في ظل أجواء مريرة، بعد أن عمل بائعاً بعد الظهر وماسحاً للسيارات في حين آخر. والآن يشير عليه الأقارب والأهل أن يتجه للعمل بصورة مطلقة ويكتفي بالدراسة لأنه مسئول وعليه مساعدة والدته، وبالفعل اتجه للعمل كي يساعد أسرته التي تتكون من سبعة أفراد. خاصة أن الوالدة مريضة لا تقوى على العمل في الخياطة مثل السابق، وهي تعاني آلاماً في الظهر. وتحتاج إلى الرعاية والاهتمام.
منى
منى الأخت الكبرى بعد علي، حين استشهد والدها كانت في حول من العمر، ذلك اليوم الذي بات صعباً عليها أن تغيّبه عن مخيلتها، هي الآن طالبة في الصف العاشر الأساسي، تذهب للمدرسة وهي تشعر أنها مختلفة عن الأخريات؛ فزميلاتها يوجههن إليها عبارات من اللوم والعتاب، ووالدتها هي من تخيط ثياب بعضهن، وتعمل في بيوت أخريات حين آخر. جلّ تفكيرها أن تحقق لنفسها شيئاً، ولكن بحكم ظروفها أجمع الأهل على ضرورة تزويجها قبل فوات الآوان خاصة وأنها من عائلة تعاني السمعة التي لا تؤهلها للزواج بالصورة المطلوبة، وبالفعل تزوجت لأول طارق باب على أعتاب بيتها، رجل في الأربعين من العمر، وهي لم تتجاوز السادسة عشرة، ولكن ذلك يريح الأسرة من عناء فرد فيها.كانت تحاول إخفاء دموعها عن الجميع ولكنها أصرت على الحياة ضمن الظروف المتاحة لها.
هدى
عندما وقع الخبر على مسامعها لم تفهم كثيراً ما يجري حولها، ولكنها عرفت أن فرداً مهماً قد غاب عن الأسرة، إنه الوالد الذي يحمل إليها الهدايا والألعاب، وفي هذا اليوم أحست بشفقة الجميع عليها، وهي الآن تذهب للمدرسة، وتفكر مليّاً في أخوتها وما يجري حولها، أمها باتت عاجزة طريحة الفراش، وهنا يأتي دورها فعليها مهمة القيام بأعباء المنزل، وتغيب عن طفولتها، وتشعر أنها مسؤولة في غير وقتها.
محمد وأحمد
محمد كان يبلغ من العمر ثلاث سنوات، وأحمد الصغير كان في بطن أمه، "آخر العنقود" على رأي المثل، الآن هما طفلين محرومين، لا يعيشان حياة الطفولة التي يعيشها أقرانهم، لا والد أو والدة يوفران لهما الرعاية والاهتمام، هما مختلفان عن بقية الأطفال لا زيارة لهما ومتابعة فعلية في المدرسة، ولا ألعاب تحضر إليهما، ويسمعان كلمات تأنيب لهما ولا يفهمان كثيراً المعنى المقصود. هما في مرحلة البحث عن الحنان، ولكن الظروف أقوى من الجميع.

وأتساءل هنا عن دور المجتمع في محنة ألمّت بهذه الأسرة، وهؤلاء الأطفال الذين هم أولاً وأخيراً ضحايا تعرضوا لعقاب دون ذنب، فهل تدرك المدرسة مدى معاناة محمد وأحمد، هل أقران الأطفال وزملاءهم على فهم ودراية بمشاعر أؤلئك الأطفال؟ هل نعيش ونفكر بالمشاعر التي تسيطر على مثل هؤلاء الأطفال الذين حرموا من طفولتهم، وهم ليسوا مجرد صدفة أو حالة بعينها، بل هم ظاهرة في المجتمع الفلسطيني. أم نكتفي بالقول، هم ليسوا كأطفال العالم، وهذا قدرهم.



#سهير_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عذراً فلسطين تاهت بنا السبل!!!
- من أنتم حتى تبددون القضية؟؟؟
- الاعلام الموجه وثقافة فوق القانون!!!
- الثانوية العامة في مهب الريح!!!
- وطن يباع ويشترى وتصيح فليحيا الوطن!!!
- أيها الماضي لا تعيرنا كلما ابتعدنا عنك
- أرواح تزهق ثمناً لمؤامرات رخيصة
- الوطن الجريح سيحاسبكم
- سرقتم منا القضية
- الموظفون لا يستطيعون تسديد التزاماتهم والجهات الرسمية لا تكت ...
- صرخة المرأة العاملة
- واقع التعليم بين الماضي والمستقبل؟؟؟
- طفولة معذبة
- إبعاد جهاد وموت الأم
- مأساة منى
- تراشق الاتهامات ... بعيدا عن الموضوعية
- المعاقون في المجتمع الفلسطيني؟؟؟
- المسؤولية
- هل أنقذت القمة العربية أطفال غزة من الغرق؟
- فلسطينيو العراق أتطهير عرقي ام ماذا


المزيد.....




- مصدر لـCNN: إسرائيل تطلع منظمات الإغاثة على خطط لإجلاء المدن ...
- إجلاء قسري لمئات المهاجرين الأفارقة من مخيمات في العاصمة الت ...
- إجلاء مئات المهاجرين المتحدّرين من جنوب الصحراء من مخيمات في ...
- إجلاء قسري لمئات المهاجرين المتحدّرين من جنوب الصحراء من مخي ...
- وقفة أمام مقر الأمم المتحدة في بيروت
- نائب مصري يحذر من خطورة الضغوط الشديدة على بلاده لإدخال النا ...
- الأمم المتحدة: فرار ألف لاجئ من مخيم إثيوبي لفقدان الأمن
- إجلاء مئات المهاجرين الصحراويين قسرا من مخيمات في العاصمة ال ...
- منظمة حقوقية: 4 صحفيات فلسطينيات معتقلات بينهن أم مرضعة
- السفير الروسي ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا المستقيل يبحثان ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - سهير قاسم - من يرد لهم طفولتهم!!!