أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سهير قاسم - إبعاد جهاد وموت الأم














المزيد.....

إبعاد جهاد وموت الأم


سهير قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1890 - 2007 / 4 / 19 - 07:13
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


عاشت وحيدة في بيت أهلها فوالديها لم ينجبا غيرها، عانت الكثير فوالدتها كانت دائما حريصة على الذهاب إلى كل من يدلها على شيخ أو طريقة تمنع زوجها من البحث عن امرأة أخرى لتنجب له أطفالاً ذكورا، عدا أن نظرة المجتمع إليها كفتاة لا أخ أو أخت لها لا تسرّ كثيراً. وأخيرا تزوجت هدى، وكانت فرحتها عارمة فهي الآن المسئولة وهي التي ستنجب الأطفال الكثيرين، مع أن زوجها فقير الحال وقد تربى في عائلة كبيرة العدد. أنجبت هدى طفلتها الأولى وفرح لها الجميع حتى وإن تمنوا أن يكون المولود الأول ذكراً. ولضيق الحال قررت أن تعمل في البيت فاشترت ماكنة خياطة لتساعد زوجها الذي أصبحت معاناته تزيد يوما بعد يوم. ثم أنجبت هدى مولودتها الثانية والثالثة والرابعة والخامسة، وبطبيعة الحال فإن المجتمع الذي تعيش فيه لا يرحم والجميع يطالبها بالإنجاب كي يأتي الذكر لأخواته، خاصة وأنها أصبحت مثاراً للشفقة من قبل من يعيش في هذا المجتمع.
وبعد صبر خمس سنوات أنجبت البنت السادسة، فقرر زوجها وتحت إلحاح أهله أن يتزوج من أخرى لإنجاب الذكور، وبالفعل حدث ذلك وتزوج، وبعد مضي عامين أنجبت هدى الذكر وفرحت وفرح لها الجميع، أما زوجها فلم ينجب من زوجته الأخرى،حيث أنه يعاني حالياً من المرض.
كم كانت فرحة هدى وزوجها بالمولود الجديد، ولكن الهمّ يزداد يوما بعد يوم والحياة لا ترحم، البنات يلتحقن بالمدارس الواحدة تلو الأخرى، وهن بحاجة إلى مصاريف كثيرة والصغير جهاد يكبر وهو يحتاج كذلك إلى مصاريف.
مرضت هدى من كثرة الخياطة للزبائن وأصيبت بداء في المفاصل ومع ذلك تشعر بالفرحة الآن، فجهاد في مرحلة الشباب، إنه يترعرع بين أخواته وهو دائم الشفقة والحنان عليهن وعلى أمه خاصة وأن والده قد توفي في داء خطير، فرأى بأنه المسئول الأول والأخير. وما كان منه إلا أن ترك المدرسة ليكون صاحب المهمة، وحاولت أمه منعه ولكن هيهات، إنه الشاب الذي لا يمكنه أن يصبر على تعب أمه فعمل في إحدى المحال التجارية كخطوة أولى على الطريق.
وفي إحدى الأيام وأثناء عودة جهاد إلى البيت رأى أحد الجنود يعاكس واحدة من أخواته فلم يكن أمامه إلا أن ضربه بسكينة وكانت الضربة قاضية، فاعتقلوه وعذبوه. فزعت الوالدة عند سماعها الخبر وهرعت مسرعة باحثة عن ولدها الذي هو السند الوحيد لها ولبناتها.
وبقي جهاد في السجن قرابة العامين وأخيراً اقترب موعد محاكمته ، وتقرر إبعاده من فلسطين إلى إحدى الدول الأوروبية، وأبعد فعلاً وذاقت الأم الحسرة واعتصرت ألما على وحيدها خاصة وأنها منعت من السفر إليه ومرضت مرضا شديدا وعندما سمع محمد بمرض والدته جن جنونه وحاول أن يخاطب الصليب الأحمر أو أي جهة تمكنه من رؤية والدته دون جدوى.
وماتت هدى وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة وهي تقول "محمد ولدي الوحيد" وكانت البنات قد سجلن شريط فيديو لها في آخر أيامها، وعندما رآه جهاد ذلك الشريط لم يستطع الحديث وسالت دموعه على وجنتيه، واكتفي بقول جملة واحدة "ماتت الوالدة وأبعد جهاد ولكن بقي الوطن فأين أنت يا وطن؟؟؟



#سهير_قاسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأساة منى
- تراشق الاتهامات ... بعيدا عن الموضوعية
- المعاقون في المجتمع الفلسطيني؟؟؟
- المسؤولية
- هل أنقذت القمة العربية أطفال غزة من الغرق؟
- فلسطينيو العراق أتطهير عرقي ام ماذا
- الساحة العربية مباحة


المزيد.....




- “فرحة في البيوت” بدء صرف دفعات منحة المرأة الماكثة… هل اسمك ...
- “بشروط بسيطة وسهلة” رابط وخطوات التسجيل في منحة المرأة الماك ...
- 935 شهيدًا في العدوان الصهيوأميركي على إيران بينهم 38 طفلًا ...
- دراسة أثرية: النساء حكمن أولى الحضارات البشرية
- “شغال وفعال” خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالجزائر 2 ...
- بيان حملة “عدالة سكنية للنساء” بشأن التعديلات المقترحة على ق ...
- للمرة الأولى.. الدانمارك توسّع التجنيد الإجباري ليشمل النساء ...
- بادري بالتسجيل واستفيدي بالفرصة.. خطوات التسجيل في منحة المر ...
- فرصة ذهبية لكل امرأة.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- ما قصة المرأة التي طلبت من أبنائها عدم اللعب لتوفير مصاريف ا ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سهير قاسم - إبعاد جهاد وموت الأم