أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سهير قاسم - أرواح تزهق ثمناً لمؤامرات رخيصة














المزيد.....

أرواح تزهق ثمناً لمؤامرات رخيصة


سهير قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1964 - 2007 / 7 / 2 - 10:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


صرخات وآهات تنبعث من أرض غزة، الأطفال والنساء والشيوخ، يعيشون ويشهدون واقعاً مريراً، ينزفون من جرح هذه المرة مختلف وعميق، القاتل والضحية فلسطيني، البندقية فلسطينية، تسيل الدماء والأشلاء هنا وهناك، وتغيب الضمائر الحية، وأتساءل، ما بال هذا الشعب يعيش في الوطن غريباً بين أهله؟ فرض عليه أن يكون ضحية للسياسات والمؤامرات في مواقع وأزمنة مختلفة وطويلة.
ووسط تلك الأجواء المشحونة والحرب الأهلية الدامية لا يترك الابطال ورواد الدم وسفكه بطولاتهم فيطل علينا القائد العام للفتنة من دمشق، ليقول الكلمات نفسها في كل مرة بعد جولة الاقتتال " لنعد إلى الحوار، لنقف صفاً واحداً، نحن نمد يدنا للآخرين" وكأن إراقة الدماء هي أبسط الأمور، وكأنها باتت المخرج دماء الفلسطينين رخيصة إلى درجة عجيبة، هل مطلوب لتنفيذ أي مخطط أن يموت العشرات ويجرح المئات، ما بال هؤلاء الساسة وكأنهم جنّوا بمرض خبيث اسمه السلطة، ألا يخجلون من أنفسهم عندما يطلقون الكلمات، وفي الوقت نفسه يرون الدماء، أم أنهم يغضون الطرف ولا تعنيهم إلا مصالحهم الذاتية!!!
بعيداً عن الحزبية، النساء تستصرخكم، ويناديكم الرجال والأطفال طالبين لأنفسهم النجدة والنجاة، ألا تخجلون، الشهداء والجرحى والمعتقلون يتألمون، يصرخون، ولا آذان صاغية، كل ذلك من أجل تنفيذ أجندات خارجية، دخيلة غريبة خارجية عن أبناء هذا الشعب الواحد، الذي قاوم في الماضي، ها هو اليوم يقع فريسة وضحية ولقمة سهلة، كل ذلك باسم الديمقراطية والدين.
إن ذوي القرار منا ابتعدوا عن الحكمة والروية، عن الطريق التي رسموها لشعبهم، دمروا منجزات هذا الشعب، وفوق كل ذلك افتقدوا الإنسانية، افتقدوا للكرامة ولماء وجوههم، وها هي العصابات تقرر مصير الحلم الفلسطيني والطموح الذي يأت عبثاً أوبصورة عفوية، بل رسمته وخطتت له دماء الشهداء. تعبث بهذا الشعب وبقضاياه أيد خفية بصورة غير مباشرة، وأخرى فلسطينية بصورة مباشرة ويفخر بها الكثيرون دون أدنى محاسبة أو شعور بالمسؤولية، لو أنهم أرادوا وعزموا على تجاوز المؤامرة لفعلوا وعادوا إلى الصراط المستقيم، ولكنها شهوة السلطة التي تدمرها أصحابها أولاً، والتي هي سلطة متميزة عن كل سلطات العالم، سلطة تحت نير الاحتلال. وتتسارع الأحداث وتخرج القضية عن إطارها لتقول للعالم ها نحن الآن قد بنينا دولتين. تم فصل الوطن،هل نفرح بذلك؟ ربما نتغنى بزيادة دولة عربية على خريطة العالم ونكون قد حققنا إنجازاً شكلياً وغنيمة. إن الفصل وتكريس مبدأ الدولتين أصبح واقعاً حياً على الأرض الفلسطينية، مع كل أسف. أما المستغيثين في غزة من أبناء هذا الشعب، فلا يكلّون وهم يناشدون الضمائر الحية في هذا العالم، فهل لهم من ناصر أو معين؟ يناشدون الإنسانية التي افتقدها ذابحوهم، فهل تصل أصواتهم إلى أؤلئك الذين يطمحون إلى الحوار كي يذبحون المزيد من الأنفس في الجولات الأخرى؟ أستغرب كيف يحدث كل ذلك، وما الفجوات العميقة والغريبة التي تحدث في مجتعنا الفلسطيني خاصة بين المواطن وذوي القرار، مع أننا لسنا بسلطة حقيقية ونجمع على أنها ضرورة ولكنها وهمية.
مطلوب الآن من الجهات المسئولة ولا اقصد ذوي القرار فقط، لأنهم غائبين أو مغيبين، بل الشعب وعامته أن يكونوا على قدر من المسؤولية الذاتية التي تجنبنا كوارث نحن في غنى عنها ويطبقوا مبادرات يرونها الأفضل لمصلحة هذا الشعب الذي يفتقد للقيادة وللمسئولين.



#سهير_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن الجريح سيحاسبكم
- سرقتم منا القضية
- الموظفون لا يستطيعون تسديد التزاماتهم والجهات الرسمية لا تكت ...
- صرخة المرأة العاملة
- واقع التعليم بين الماضي والمستقبل؟؟؟
- طفولة معذبة
- إبعاد جهاد وموت الأم
- مأساة منى
- تراشق الاتهامات ... بعيدا عن الموضوعية
- المعاقون في المجتمع الفلسطيني؟؟؟
- المسؤولية
- هل أنقذت القمة العربية أطفال غزة من الغرق؟
- فلسطينيو العراق أتطهير عرقي ام ماذا
- الساحة العربية مباحة


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سهير قاسم - أرواح تزهق ثمناً لمؤامرات رخيصة