أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سهير قاسم - عذراً فلسطين تاهت بنا السبل!!!














المزيد.....

عذراً فلسطين تاهت بنا السبل!!!


سهير قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2046 - 2007 / 9 / 22 - 10:37
المحور: القضية الفلسطينية
    


غابت القضية الفلسطينية عن العالم الخارجيّ، وها هي تغيب عن أبناء الوطن، بات أصحابها يتغنون بماضيها، ويصيح الشهداء والجرحى صيحات مريعة، "أين أنتم ذاهبون؟ هذه الطريق ليست لنا، لقد فارقتمونا حدتم عن الصراط المستقيم؟ قلتم أنكم على الدّرب سائرون، فأي درب هذا!" أما الأسرى والأسيرات فما زالوا يعيشون مرحلة الصدمة، لم يخرجوا منها بعد. يصرخ الشيوخ والكتّاب والشّعراء، ويقف درويش معتذراً للماضي ويصرّح للمستقبل مبرراً بأننا تائهون عن الماضي، هل هذه كبوة الجواد؟ أم أنها الكارثة والمحنة التي ألمّت بالجميع دون استثناء، ووصلنا بالقضية إلى ما وصلت. وتبكي القدس وتنساب دموعها عتاباً ولوماً فهي لا تعلم في أي خريطة تبحث عن نفسها الآن. وماذا عن الأجيال القادمة التي تعيش الحاضر بآلامه. ها هو علي الصغير الذي لم يتجاوز العشر سنوات من العمر يراقب تصرفات والدته وإجهاشها بالبكاء، وهي تنظر إلى صورة زوجها الذي استشهد قبل ثلاثة أعوام في مواجهات مع الاحتلال، وفي الوقت نفسه تشاهد الأحداث الجارية في غزة مشاهد تقشعر لها الأبدان، يضع مجموعة من التساؤلات أمام والدته التي بكت مرات ومرات. إنها الآن تعاني مثل غيرها من النساء الفلسطينيات وتقف على مفترق طرق حقيقي، كيف تربي أبناءها، هل تعلمهم أن يحقدوا على بعضهم بعضاً، هل تكذب أم تضع الحقائق أمامه؟
اليوم تبكي زينب والدة علي بحرقة أمام تساؤلاته، وهي عاجزة لم يعد بمقدورها طرح الحل أو تقديم تبريرات له، ماذا تقول الآن وهو يتهمها بالكذب لأنها من علمته أن المناضل الفلسطيني يقارع الاحتلال ويقاوم مخططاتهم، بكل ما يمتلك من قوة، كيف قالت له بأن والده استشهد في ساحات القتال مع اليهود! لماذا قاتل ومن أجل ماذا؟ كانت القدس هي الهدف والطموح والأمل، تغير الحال وتبدّل، وأصبح تحرير غزة هو المرحلة الأولى كما يقولون، وهل بالفعل كانت محتله! يحق لعلي وغيره من الأطفال أن يطرح قضاياه ويبثّ حيرته وهمومه لذويه وللعالم وسط مصطلحات وكلمات مبهمة، وصوت رصاص مختلف هذه المرة، وإذاعات تبث وتروّج لأخبار متضاربة وفتن، إعدام وتخريب، وتصيح المرأة الفلسطينية والمواطن الشريف والحر، يبكي الجميع على أؤلئك الذين يقتلون ظلماً ودون ذنب، وهم يتساءلون لماذا نقتل نحن فلسطينيون!!
هذه الأجواء تعبّر عن انتزاع حقيقي للإنسانية من العقول والقلوب، من أؤلئك الذين يدّعون أنهم ذوي قرار، كي نتحوّل إلى بغداد ، المشاهد والوسيلة ذاتها، لا أحد ينكر أنكم قدمتم بالديمقراطية، ولكن لم تكتبوا في مخططاتكم المرئية والمكتوبة وعبر برامجكم أنكم ستخوضون حرباً ضد الشعب أولاً كي تكون الطريق والمرحلة الأولى نحو التحرير كما تدّعون، لقد تحدثتم عن إصلاح، وما زلنا نبحث، فهل الإصلاح هو إراقة الدماء الفلسطينية على مسمع ومرأى من أطفال ونساء فلسطين!
إن تلك ثقافة غريبة على مجتمعنا ذلك المجتمع الذي كان مقاوماً ومناضلاً ومدافعاً عن قضية عادلة اعترف العالم وأجمع بأننا أصحابها الفعليين، أما الآن ووسط تلك الأجواء ينتابنا الشك في كل ما يدور حولنا، لأننا نواجه واقعا مريراً.
ما نراه الآن هو تجسيد لواقع دولتين على الأرض، الوطن أصبح وطنيين، الضفة وغزة، وهذا ما كان مرفوضاً دائماً وما زال، حتى وإن تآمرتم، وإن قتل فينا الفكر والقول، فيحق للتاريخ أن يسأل ويسجل عليكم، الوطن ليس حصراً على أحد ولا يمكن أن يصبح جزءاً من الممتلكات الشخصية أو الحزبية، والانجرار وراء المؤامرات والمصالح الذاتية إلى هذا الحدّ وترك الوطن مجروحاً يصيح، كل ذلك مرفوض من التاريخ وهو المخوّل بمحاسبتكم. لا يوجد بيننا منتصر واحد ، كلنا خاسرون، ولكن التاريخ يسجل عليكم لا لكم، فاستعدوا له، لن يقف منكم وقفة الحياد، فأنتم من تحكمون بإعدام القضية !!!



#سهير_قاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أنتم حتى تبددون القضية؟؟؟
- الاعلام الموجه وثقافة فوق القانون!!!
- الثانوية العامة في مهب الريح!!!
- وطن يباع ويشترى وتصيح فليحيا الوطن!!!
- أيها الماضي لا تعيرنا كلما ابتعدنا عنك
- أرواح تزهق ثمناً لمؤامرات رخيصة
- الوطن الجريح سيحاسبكم
- سرقتم منا القضية
- الموظفون لا يستطيعون تسديد التزاماتهم والجهات الرسمية لا تكت ...
- صرخة المرأة العاملة
- واقع التعليم بين الماضي والمستقبل؟؟؟
- طفولة معذبة
- إبعاد جهاد وموت الأم
- مأساة منى
- تراشق الاتهامات ... بعيدا عن الموضوعية
- المعاقون في المجتمع الفلسطيني؟؟؟
- المسؤولية
- هل أنقذت القمة العربية أطفال غزة من الغرق؟
- فلسطينيو العراق أتطهير عرقي ام ماذا
- الساحة العربية مباحة


المزيد.....




- مرح ومحبوب.. قابلوا -داكي- أحد -أكثر البطاريق شعبية في العال ...
- مطابخ غزة تحذر من نفاد الطعام خلال أيام بعد شهرين من الحصار ...
- أكبر لوحة قماشية في العالم... فتى نيجيري مصاب بالتوحد يدخل م ...
- معاناة الصحافيين في غزة: بين نيران الحرب وواجب نقل الحقيقة
- تصنيف حزب البديل الألماني -يمينيًا متطرفا- - الأسباب والعواق ...
- عناصر تزيد من دهون البطن مع التقدم في العمر .. ثلاث طرق للوق ...
- مسؤول استخباراتي أمريكي سابق: إدارة بايدن أعطت كييف السلاح ل ...
- إصابات جراء هجوم مسيرات أوكرانية على نوفوروسيسك جنوب روسيا
- بوليانسكي: العلاقات التجارية الروسية الأمريكية تراجعت إلى مس ...
- مقتل 6 أشخاص وإصابة العشرات بسبب التدافع في مهرجان ديني غرب ...


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سهير قاسم - عذراً فلسطين تاهت بنا السبل!!!