أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - هل سينخرط الاتحاد الاشتراكي في إستراتيجية تطويق النظام ؟(1)














المزيد.....

هل سينخرط الاتحاد الاشتراكي في إستراتيجية تطويق النظام ؟(1)


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2535 - 2009 / 1 / 23 - 09:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لا شك أن المتتبع للحياة السياسية في المغرب يلاحظ تواتر الدعوات إلى التحالف وإلى الحوار التي يوجهها الاتحاد الاشتراكي إلى إسلاميي حزب العدالة والتنمية وجماعة العدل والإحسان . وكون الدعوات تصدر عن حزب الاتحاد الاشتراكي في هذه الظرفية بالذات يطرح أكثر من علامة استفهام . لأن حزبا من طينة الاتحاد الاشتراكي في قناعاته الفكرية وتوجهاته السياسية ومشروعه المجتمعي أولى له وبه أن يتوجه بالأساس إلى عائلته السياسية التي تتقاسمه المرجعية والإيديولوجية والتضحية والبرامج والأهداف ، وفي مقدمتها أحزاب وفصائل العائلة اليسارية التي جزء مهم منها بادر إلى توجيه دعوة صريحة وملحة إلى قيادة الاتحاد الاشتراكي قصد التأسيس لتحالف إستراتيجي . إلا أن هذه الدعوة لم تتم الاستجابة التلقائية والفورية لها ، مما يستبعد البعد الإستراتيجي في دعوات التحالف والحوار التي يطلقها الحزب . ومن ثمة يرهن الاتحاد الاشتراكي نفسه لإستراتيجية الإسلاميين التي تهدف إلى تطويق النظام الملكي وعزله تدريجيا عن مقوياته الدينية والوطنية . فهل يمكن أن تتقاطع أهداف الاتحاد الاشتراكي مع أهداف إسلاميي العدالة ولتنمية و العدل والإحسان ؟
في الحوار الذي أجرته أسبوعية "الوطن الآن" عدد320 بتاريخ 8 يناير 2009 علل عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي دعوة جماعة العدل والإحسان إلى الحوار بالتالي ( أطلقت هذه الدعوة كديمقراطي وغيور على هذا البلد ومؤسساته ) . ومن ثمة يرى السيد لشكر ( ضرورة الدفع في اتجاه التأسيس لتقارب بين المناضلين الديمقراطيين أيا كان موقعهم وأيا كانت مرجعيتهم ، ارتكازا على مدى امتدادهم وتمثيليتهم داخل المجتمع ). وبالتالي يعتبر دعوته تدخل ضمن الإعلان عن ( حالة استنفار قصوى في صفوف الديمقراطيين استنصارا للديمقراطية ودفاعا عن قيمها ) . فهل حقا الحوار مع جماعة العدل والإحسان والتحالف معها يخدم الديمقراطية ويقوي مؤسسات الدولة الدستورية ؟ لنترك قيادة الجماعة وأدبياتها تكشف عن الموقف الحقيقي للجماعة من الديمقراطية ومن مؤسسات الدولة كالتالي :
ـ كشفت آخر وثيقة نشرتها الجماعة بتاريخ 26/7/2008 عن التشبث بمعارضة الديمقراطية ومناهضتها للاعتبار الأساسي التالي ( مأخذنا الجوهري على الديمقراطية أنها تتغافل الشطر الآخر، لا تقترح على الإنسان مخرجا من الكفر وهو الظلم الأكبر، مأخذنا عليها لازمتها وضجيعتها اللاييكية التي تستبعد كل ضابط أخلاقي فإذا بالحرية تتجاوز كل الحدود وتتوق إلى كل ممتنع، ونحن قمة حريتنا أن نكون عبيدا لله (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً) (الفرقان: 63). مأخذنا الجوهري عليها أنها فلسفة ضد الإسلام وآلية مقطوعة عن الله، ونحن شورانا عبادة وليست شكلا تواضع عليه الناس) . ومعنى هذا أن الجماعة لن تنتصر للديمقراطية ولن تفي بمبادئها وقيمها . وإذا طالبت الجماعة الآن بالديمقراطية ، فلأنها تتوقع أن الناخبين سيصوتون لصالح الجماعة . لكن ما أن تتمكن الجماعة من السلطة حتى تنقلب على الديمقراطية وتلغي العمل بها وبقيمها وفق ما يقتضيه حكم الجماعة وموقفها من الديمقراطية باعتبارها "ضد الإسلام وآلية مقطوعة عن الله" . فهل يدرك قادة الاتحاد الاشتراكي أبعاد دعوتهم وأهداف الجماعة من الحوار المطلوب ؟ إذا كان السيد لشكر يعتبر أن المؤسسة الملكية بإمكانها رعاية التوافق بين الأطراف السياسية المتحاورة ، بمن فيها جماعة العدل والإحسان ، والعمل على تجسيده ، فإن للجماعة رأيا آخر لا يستقيم البتة مع رغبة لشكر ودعوته ، بدليل ما تنشره الجماعة نفسها ومنه ( لا نعارض من أجل المعارضة، ولانحصر معارضتنا على مستوى تدبير المعاش، بل نعصي الحكام لأنهم خرجوا عن الإسلام وخربوا الدين وارتضوا أنصاف الحلول وباعوا الأمة لأعدائها) . هذا هو موقف الجماعة الثابت والحقيقي من الملك . فهل بإمكان الملك أن يرعى التوافق مع من يتهدد حكمه ويتهمه بالكفر وتخريب الدين وتهديد الهوية؟ أليست الجماعة هي من أصدر وثيقة "جميعا من أجل الخلاص" وفيها تقرر الجماعة ( إن النظام المخزني بصيغته الحالية وبمنهجيته السياسية أصبح يمثل عائقا أمام الديمقراطية والتنمية في هذا الوطن، كما أصبح مهددا لهوية الأمة في الصميم ومهددا لمصالحها المختلفة، بل أصبح مهددا للاستقرار الإقليمي والمتوسطي بعشرات الآلاف من هكتارات المخدرات، وبهجرة يغذيها بسياسته التفقيرية القاتلة ). كيف يستقيم موقف الجماعة هذا مع قول السيد لشكر ( أطلقت هذه الدعوة كديمقراطي وغيور على هذا البلد ومؤسساته ) ؟ بالتأكيد السؤال البديهي هو : هل التحالف أو الحوار مع جماعة العدل والإحسان يخدم البلد ومؤسساته ؟ بمعنى هل الجماعة من مصلحتها وأهدافها خدمة البلد ومؤسساته ؟ الأمر ليس سرا ولا تنجيما ، بل هو حقيقة لا تتردد الجماعة في التأكيد عليها بمناسبة وبغيرها . وما صرح به الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان لموقع"العربية نت " يوم 6/1/2009 يرفع كل لبس كالتالي : "نؤكد أننا لسنا مستعجلين، وما نتطلع إليه ليس حوارا محدودا، بل يجب أن يشمل جميع القضايا، مثل الحكم والمؤسسات، كي نتفق جميعا على أي مغرب نريد أن يكون، وليس فقط حوارا من أجل تدابير جزئية وشكلية". ) . ومن ثم فالجماعة لا تسعى أبدا إلى إصلاح النظام أو تطوير أدائه ، وإنما هدفها إزالته (لا نعارض من أجل المعارضة، ولانحصر معارضتنا على مستوى تدبير المعاش، بل نعصي الحكام لأنهم خرجوا عن الإسلام وخربوا الدين وارتضوا أنصاف الحلول وباعوا الأمة لأعدائها.) . للحديث بقية .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- الحكومة تستعجل الانفجار الاجتماعي .
- ثقافة تبضيع المرأة ونخاستها .
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- الثورة الهادئة وجرأة التغيير السلس .
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- المرأة أولى ضحايا ثقافة الأزمة والبدونة(2) .
- المرأة أولى ضحايا ثقافة الأزمة والبدونة (1).
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- الحوار مع شيوخ السلفية الجهادية والرهانات الممكنة .
- هل بتنا بحاجة إلى حكومة أجنبية لتدبير شأننا العام ؟
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- هل تتقاطع رهانات الأحزاب مع إستراتيجية الملك ؟
- إستراتيجية الملك ورهانات الأحزاب .
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- الأحزاب السياسية ورهان المرحلة .


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - هل سينخرط الاتحاد الاشتراكي في إستراتيجية تطويق النظام ؟(1)