أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - غائصٌ في مروجِ القصيدة














المزيد.....

غائصٌ في مروجِ القصيدة


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2523 - 2009 / 1 / 11 - 10:21
المحور: الادب والفن
    



تطلُّ القصيدة على مرافئ الحلمِ مثل غيمة معبقة بنكهة المطر، غيمة عطشى لوجنة السنابل، تطلُّ على روابي الذاكرة الفسيحة، حاملة فوق أجنحتها حنين الشمس إلى روابي الشمال، شمال غربة الروح.


القصيدة صديقة مترعة بندى الصباح، شهيّة كحبات الرمان، كرفرفات سنونوة، تحلق فوق نسمة ندية.


تدمع عيناي فرحاً إلى كنوزِ الذاكرة، أغرف من مغائر الطفولة عذوبةَ الشعر، طفولة معشَّشة بأبهى تجلِّياتِ الحرفِ.


غائصٌ في مروج القصيدة، لا يطربني ضجيج هذا الزمان ولا حوار هذا الزمان ولا جنون هذا الزمان!


تعجبني قصيدة منبعثة من أحلام وردة غافية فوق هضاب الأماني. أمنية مضمَّخة بهديل اليمام.


القصيدة يمامة تائهة في مهب العناق، عناق البحر لأسراب النوارس، هجرت نوارسنا بعيداً، مودعةً قلق القصيدة، عبرت جهة العشق حيث الشواطئ الدافئة تسترخي فوق بوح عاشقة من لون الضياء، ضياء قمر حزين من وهج اللظى المتطاير فوق أسوار حوشنا العتيق.


أكتب قصيدتي من وحي شموخ السنابل، من وحي صديقة عبرت سهواً إلى مخابئ حرفي، من وحي جرحٍ عميق تنامى في براري غربتي.


أكتب شعري من وحي دهشتي الملفحة بمرحِ الغابات، تمنحني الطبيعة تحليقاً انتعاشياً، كأنني غيمة مندلقة من حنين نجمة، هل كنتُ يوماً نجمةً متلألئةً في جفونِ السَّماء؟!


يقفز اسم جمانة حدّاد فوقَ مروجِ الذاكرة، شاعرة من لون البحر، عندما قرأتُ عودة ليليت، شعرت أن جمانة ترغب أن تكون ليليت العصر، ترغب أن تطير على أجنحة الريح، لعلها تكتبُ قصيدة من وحي الاشتعال، اشتعال الحرف على شهوة القمر، كيف تبرعمت ليليت في عوالم شاعرة متمايلة على أسرارِ المدائن، تحبُّ حبقَ السوسن، ترسم الزنابق على وميضِ الحنين إلى مصاطب الطفولة؟


هبّت رياح القصيدة في ليلة مفعمة بالأحلام، جمانة حدَّاد صديقة الشّعر وصديقة غربة هذا الزَّمان، هل تمايلتْ يوماً على خدود القصيدة قبل أن تتلقفها بهجة التجلّي وهي في طريقها إلى عناق حفاوةِ السَّماء؟!!


الشّعر صديق روحي وبوح قلبي في ليلة مسترخية على أجنحة المحبة.


جبران خليل جبران، زارني في ليلة مقمرة وهمس في روحي همسة مضمخة بالبكاء، هل ذرف جبران دمعته الأخيرة وهو يودّع الحياة أم أنه كتب قصيدة من وحي جمال تضاريس لبنان، من شموخ الأرز، من لونِ نضارةِ الغمام؟!


أكتب القصيدة من وحي عناقي، من وحي أوجاع غربة الروح، بشوق عميق إلى مروج الشرق، إلى بسمة الشرق، إلى قصائد الشرق، إلى نورانية الشرق، إلى طبيعة الشرق، إلى براري الشرق، إلى هدوء الشرق، إلى جمال الشرق، إلى استقرار الشرق، إلى طمأنينة الشرق، إلى حضارة الشرق!


أين تاهت حضارتنا، كيف توغَّلت في شرخِ البكاء، حضارة هائمة على رماح الحروب، على عتم الليل، على مفرقعات العصرِ، كيف ترنَّحَتْ وتوارَتْ بعد أن كانت يوماً ترفرفُ فوق أبراج دنيا العجائب؟!


متى سيفهم الشرق أنه منبع الحضارات، منبع الآلهات؟ متى سيفهم أنه يغوص في عصر ما بعد الحجارة، في عصر اللظى، في عصر النيران المتأججة على روابي الأحلام، عصر جانح نحو انسياب الدموع، عصر معششٌ بالعبورِ في جلافة الظلمات، عصر مرصرصٌ بالترّهات؟!


مَنْ أطفأ شمعة عشقي وهي في انتظارِ شهقة الصباح، من قتل طفلة غافية تحت أغصان التين في ليلة محفوفة بالأحلام؟!


قلقي، قصيدتي، رسالة منبعثة من أوجاع غربتي الفسيحة في الحياة، الحياة بكل تلاوينها ومنغَّصاتها صديقتي الهائمة على بحبوحة حلمي، صديقة حرفي وليلي وبوحي. متى سأكتب قصيدتي المتنامية على أهداب الطفولة؟!


تعالي يا قصيدتي نغني للقمر أغنية البحر، نرتل للسماء ترتيلة المطر لعلها تحنُّ علينا وتهطل فرحاً من بهجة ازرقاق السماء، السماء صديقتي والليل لحافي الوثير، الشعر معراج طريقنا إلى الخلاص، خلاصنا من ضجر هذا الزَّمان!



الشعر حالة انتعاشية، منبعثة من خوابي الرُّوح الشفيفة، تصبُّ في مآقي الأطفال وهم يمرحون في أحضان الزنابق وفي أعماقِ مروجِ الاقحوان! ... ...



ستوكهولم: 12 ـ 10 ـ 2008
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
http://www.sabriyousef.com



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دماءُ الأطفالِ النَّديّة
- تبرعمَ في عمقِ الوهادِ عشبةُ الخلاص
- غافياً على أركانِ القصائد
- تحريرُ فلسطين بطريقةٍ تخرقُ الأساطير
- وجهٌ طافحٌ بالتَّمرُّدِ على سلطةِ الأبواطِ
- هرباً من جلاوزةِ العصرِ
- حسرةٌ تنمو في جبهةِ النَّهارِ
- أيّها المتمرِّدُ في وجهِ الرِّيح
- ماتَ الشَّرقُ ماتَ الغربُ ماتَتِ القيمُ
- حيرةٌ كبرى تُسَربِلُ أجواءَ المكان
- تواصلٌ أكثرَ صفاءً من الماءِ الزُّلال
- يرحلُ العمرُ سريعاً متوغِّلاً دكنةَ اللَّيل
- لونٌ متناثرٌ من حفيفِ الرِّيح
- حاملاً بينَ جناحيهِ نقاءَ الحياة
- ضحكاته المترقرقة مثلَ خيوطِ الهلالِ
- نحكي عنِ العشقِ ولا نتعبُ مِنَ التَّعبِ
- يفرشُ ضحكةً مجلجلة فوقَ خميلةِ اللَّيلِ
- تتناثرُ شظايا الحزنِ فوقَ عباءةِ اللَّيل
- أيَّتها الشَّهقة المنقوشة فوقَ وجنةِ الرُّوح
- أزقّةٌ تحملُ بينَ جوانِحِهَا نكهةَ الطِّينِ


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - غائصٌ في مروجِ القصيدة