أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نعيم عبد مهلهل - مقدمة ٌلتاريخ ِمدينةِ الناصريةِ .....















المزيد.....



مقدمة ٌلتاريخ ِمدينةِ الناصريةِ .....


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2522 - 2009 / 1 / 10 - 09:55
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أتخيل حياتي التي ذهبت كما غيمة شاخت وناحت وهامت على عشب الذكريات تطرز للشيب دمع التوجع في ابتعاد البلاد ، وحزن العباد ، وأشياء أخرى يسميها مالك ابن الريب : صعلكة العولمة وشخير الدبابات والورد الذي يرتدي الشورت القصير ويكتب بلاتينية قديمة أبيات الابوذية وخطابات لينين...
في اللغة أعذب الكلام ما ينطقه القلب لا اللسان. لم أجد في لساني اليوم عذوبة النطق وقد فارقت الضاد بحكم القوي وهاجرت إلى قاموس غوته أفتش فيه عن جملة أدبر في حالي أمام الجميلة موظفة دائرة الهجرة ، فيما قلبي خفت خفقان الحلم فيه بعدما ابتعدت أصابع الشوق عن ملامسة خد الموجة ودمعة العصفور ورصيف الشارع وفرن الصمون الحجري ..ما تلامسه هنا ..هو المطر اليومي وعجائز بمظلات مزركشة ، وفرقة نغماتها مصنوعة من أزمنة الفاينكغ وليس فيها شيئاً من بهجة خريف الفوانيس ومواسم حصاد القمح ونواح شهداء الحروب وشاي المقهى ...
بقيت تلك الأساطير عند من ظلوا هناك يلوكون حسرة لم الشمل وعودة شاشات السينمات الصيفية والكتب المستعارة من المكتبة العامة ، هذا البقاء الذي وفر لهم مساحة قليلة من الأمل بأن يعاش العمر كما تريده أفئدة القلوب لا كما تريده الفلسفات الفجة التي تعقد بأن كاتم الصوت والخنجر الغادر والعودة إلى داحس والغبراء هما الحل المثل لصناعة مملكة تعدد الزوجات والولاية والوصاية وماعون الثريد.
أولئك الذين تركتهم هناك ، الصديق والعشيقة وعابر السبيل وزميل الدائرة ومؤذن الجامع وشرطي المرور وبائعة القيمر والقهوجي وعضو قيادة الفرقة السابق وسائس عربة الخيل وبائع الصحف اليومية يعيشون أزمنتهم بقدر مركب ومرتبك نتاج ما نسميه في التداول اليومي ( سقوط النظام ) ويعني هذا انهيار الحكم السابق ومجيء المحتل ومعه الساسة الجدد الذين بشر بهم رامسفيلد ونتمنى أن لايبشروا به ، لأنه كما نابليون جاء بمعادلة الرياضيات ولكن عن طريق حربة البندقية ، ولهذا تاه هؤلاء الطيبون بين القبول والرفض وساعات القطع المبرمج الذي يعانون منه من تسعينيات القرن الماضي وحتى الساعة. وفي كلا الحالتين فالمتمني لن يأتي كما المشتهى ، الذي يجيئنا دائماً ما كان يجيء قبلنا لأهل سومر وبابل وآشور ، واغلبه خيول لغزاة وحكام طغاة وشيئا من خيال جنائن معلقة وأماسي لربيع قصير كتبنا فيه الأساطير وقصائد الشعر الشعبي وبعضا من دواوين الشعر الحر وأغنيات الريف ، وغير هذا فنحن مسحورون بالهاجس الصعب والذي فيه اكتشفنا الكلمة وبسبها دفعنا الثمن غالياً منذ احتراق أور وحتى احتلال بغداد.
تقع مدينة الناصرية في الجنوب العراقي ( 360 كلم جنوب العاصمة بغداد ) . بناها مدحت باشا وهدمها جنرالات الحروب والمقاولون الجدد وغبار موسم الصيف الطويل ، وبالرغم من هذا فهي واحدة من مدن الابتكار الكوني إذ تفتخر بأنها واحدة من منازل الخليقة التي آوت بحنان الرب هواجس لطفولة أكثر من ولي وقديس ونبي ، ومنهم إبراهيم الخليل الذي ولد في أور التي تبتعد بظلالها الرملي 15 كم عن المدينة ، وفي واحدة من قصباتها سطر أيوب أسطورة الصبر السومرية ، واشتغلت ذاكرة البشر على كشوف الحضارة ، من الكتابة والنحت والفلك وحتى صناعة الإمبراطوريات.
بنيت المدينة في القرن التاسع عشر ، وبهندسة رجل بلجيكي خططها باستقامة ممتدة على طول أذرع الأفق ، لتصير شوارعها امتداد المستقيم تحت خط العين والبصر ، هذا الخط الذي مشت عليه خواطر أبناء المدينة من المبدعين ، وكانت الحنجرة الرخيمة أول نتاج أحلامها بفضل الطبيعة الساحرة للمكان المظلل بغابات النخل الغافية على طول نهر ضفاف الفرات الذي شق المدينة إلى نصفين . فكان القرن العشرين هو قرن التحولات للمدينة عندما أسست فيها المدارس ، واحدة للذكور وأخرى للإناث ومن بين معلميها العرب واليهود والصابئة والمسيحيين ، وهذا دليل على أن المدينة منذ بواكير وجودها حديث كانت مدينة للمواخاة والألفة بين المذاهب والأديان ، وكانت فيها محلة كبيرة لليهود وأخرى اكبر للصابئة المندائيين وفيها عوائل كثيرة من أصول فارسية وتركية وكردية وهندية وحتى عوائل أوزبكية أو قوقازية كما في بيت ( علي دنبه ) الواقع حتى هذه الساعة قرب صيدلية الحكمة في شارع الحبوبي وهم من سكنة المدينة منذ مطلع القرن الماضي. فيما يعد الشاعر المعروف عبد القادر الناصري رائدا للحداثة الشعرية في المدينة ومن المجيدين في كتابة الشعر وهو أصلا من عائلة كردية نزح أبوه من مدينة السليمانية وسكن الناصرية .
ولدت مدينة الناصرية من عاطفة الوالي وأرجيلة المتصرف ورغبة العثمانيون في إغراق المكان لحظة التمرد والعصيان ، لهذا كان تأسيسها بمكان اقل من مستوى النهر ومناسيب فيضانه لرغبة في لجم ثورات أبناءها بثورة الماء فكان عليها أن تعاني وحتى ستينيات القرن الماضي من الفيضانات الموسمية ويتذكر أهل المدينة ، غضب أبو جداحة وليالي السداد ومواويل القمر في الليل الذي كان يحتضن سهر الأبناء على مدينتهم ..
الغريب إن أغلب الذين يخططون لتأسيس المدن يتركون يوميات التفكير بولادة المدينة منذ حفر أسس بناء أول بيت أو مبنى وحتى إكمال بناء السور الذي يحميها ، لكن المهندس البلجيكي لم يترك ورقة واحدة ولم يعرف عن يومياته في المدينة وربما خططها دون أن يرى المكان وبالرغم من هذا فقد منح المدينة حداثة التمدن لتكون شوارعها دون أزقة مختنقة ولها امتدادات تتسع مع الخطوة ، وبمحاذاة ضفتي الفرات أسس ب أبنية وشارعا طويل وعلى مسافة ليست ببعيدة بني دار الحكومة ( السراي ) ليأتي ناصر باشا السعدون ليضع يافطة المتصرف الأول للمدينة وليبني أول جامع فيها مازال قائماً حتى هذه الساعة ، ومن ثم نمت المدينة كما تنمو سنبلة القمح ولتعيش عمرها بين مد وجزر وليسكنها الفقراء والأغنياء على حد سواء ولتهرع إلى ليلها الساحر بظلال النجوم أحلام الريفيين الذين ملوا من أزمنة الجفاف ورخص الغلة ليعشوا فيها عمالا إجراء ، أما موظفيها وأغنياءها وطبقتها الوسطى فلقد تعددت مذاهبهم وأصولهم بين اسر بغدادية ويهودية وفارسية وتركية وغير ذلك ، غير أن النسيج الاجتماعي في المدينة ظل يمتلك أغلبية الانتماء من أولئك الذين قدموا من ريف عشائرها المحيطة من بدور وغزي وحسينات والأزرق وغيرهم من العشائر الأخرى ، فيما أسس الصابئة المندائيون والذين كانوا يسكنون مدينة سوق الشيوخ ، أسسوا لهم في المدينة محلة سكنوا فيها بمحاذاة النهر فيما أسسوا لهم في قلب المدينة سوقاً يمارسون فيه مهنتهم الأزلية في صياغة الذهب والفضة ومازال قائما حتى اليوم ويسمى سوق الصياغ الذي زحفت إلى حوانيته اليوم مهن أخرى من أناس ليسوا مندائيين واغلبهم من الحدادين وبائعي المواد الإنشائية ، ولم يبق من محلات الصاغة المندائيون سوى القليل وذلك للهجرة الجماعية التي قام فيها مندائي العراق بسبب الأوضاع الأمنية السائدة وبعضهم هاجر العراق في زمن النظام السابق واغلبهم من المطاردين من الشيوعيين بعد انهيار الجبهة الوطنية منتصف السبعينيات من القرن الماضي. وكان لهم كما لبقية سكنة المدينة من مسلمين ويهود ومسيحيين دورا كبير في دفع عجلة التمصر والتحضر في المدينة عندما رفدوا المدينة بأجيال من المتمدنين واغلبهم من المعلمين الذين كان لهم الأثر الكبير في تنشئة الأجيال وخاصة في تعليم الرياضيات والقراءة الخلدونية للصف الأول الابتدائي والتي أجاد تدرسيها إجادة تامة المربي المرحوم بدري قمر ، ومثلهم برع من أهل المدينة من اليهود حيث كانوا تجارا ومعلمين وبعضهم كانوا من أوائل الذين أسسوا الفرق الرياضية ، ومن صناع الوعي السياسي الأول عندما شاركوا أبناء الطوائف الأخرى في الانتماء إلى التنظيمات الاجتماعية والسياسية الأولى في المدينة ، أما بقية المنجز الحضاري على سعته وامتداده فقد تكفل فيه أبناء الغالبية العظمى من أبناء المدينة من المسلمين حيث الجيل التربوي الأول والصناع والموظفين الحكوميين وجندرمة المدينة ومبدعيها من الشعراء والكتاب والفنانين حيث تفتخر هذه المدينة بأنها منحت ريادة الغناء العراقي الحديث جمع مؤسس للأطوار الريفية الأصيلة في حناجر مثلها الذهبي ( داخل حسن وحضيري أبو عزيز وجبار ونيسة )..
فبين الطور الشطراوي الذي ولد ببحة الجميلة وتألق في حنجرة داخل حسن وبين الطور الصبي الذي برع فيه جبار ونيسة يقف تاريخ المدينة على قدمين متعبتين من أسى أزمنة كان سحرها وجمالها ورقتها وبالاً عليها ، فقد كانت هذه المدينة منذ بواكير البدء الحضاري لها وحتى اللحظة مانحة معطاء لما يحتاجه الوطن من جند ومناضلين ومبدعين ، وفي جمع الهواجس الثلاث نحصل على حزمة من الدمع الذي ينبع من ذاكرة اللوح السومري ويصب في شهادة الوفاة التي تتداولها أمهاتنا في المحاكم ودوائر التقاعد وهن يتابعن مع انحناءة الظهر ولهيب الصيف معاملة أبنائهن من ضحايا الحروب الأسطورية والتي لا ولم تنته.
يكشف السجل الأساسي لأول دفعة مجندة من أبناء المدينة أرقاما تفوق أي أرقام لمدينة عراقية أخرى أثناء حملة التطوع التي قامت فيها الدولة العراقية عند تأسيس فوج المشاة موسى الكاظم في عشرينيات القرن الماضي ، وفي مطالعة للأسماء تجد أبناء الريف الملاصق للمدينة يمثل الأغلبية الساحقة ، وهؤلاء وأبنائهم تحولوا بمرور أزمنة الخدمة إلى عرفاء وجنود صف لتكتسب المدينة اللقب الشعبي المتداول بين ألوية وفرق الجيش العراقي بمدينة ( المليون عريف ).
أعتقد إن هؤلاء المليون على بساطتهم وبراءتهم وحبهم الجنوني في احتراف أنظمة الجيش وصرامتها مثلوا وجهاً وطنياً خالصاً يقع في خانة المشابهة مع الوجه الوطني القديم لجنود روما عندما تتشابه ساحات العرض وجبهات القتال مع تلك الرؤية التي كان يضعها قادة فيالق جيوش قيصر ليصير موت الروماني هو تألق لمثالية الانتماء إلى هيبة وجود مدينة هي ( روما ).
اعتقد أن موت العريف في ظروف جديدة لحرب عولمية تتشابه تماما مع ذلك الموت الإسبارطي أو ذلك الذي كان جنود سومر يدفعوه ثمنا لسعادة السلالة أو الأمير أو كما يقول اللوح القديم : لكي تبقى النخلة مزهوة على ضفافها ألفراتي وقريبة من ثمالة الإلهة وخلودها علي أن ادفع جسدي ثمناً لذلك أي كانت روح سومر طيبة أو شرهة لامتلاك أمكنة أخرى ).
وهكذا ترينا قوائم المتطوعين الأوائل في دائرة تجنيد الناصرية وجوها من رغبة قديمة لهاجس السيف والبندقية ليثبت فيها الإنسان وجوده من خلال هاجسين لاغير ، حماية التراب الوطني وقتل جوع المنزل وبطون الصغار الذي تركهم العريف في القرية أو زقاق المدينة حفاة ويرتجفون من البرد في انتظار حقائبه المحملة بقماش الشمال السميك وأكياس الجوز والحناء وغيرها من الهدايا التي كانت تصنع في القلوب فرحاً وبهجة واحتراماً لذلك الذي رغب ليكون متطوعاً في جيش العراق والملك والأمة العربية.
ولدت الناصرية مع حلم تركي ، وانتهت اليوم مع حلم متعدد الجنسيات ، وبين الحلمين تحاول المدينة أن تغرد خارج السرب وتصنع خصوصيتها الجنوبية التي تريد فيها النأي عن تواريخ مثل تلك ، فهي تحاول حتى في أرشفة وجودها أن تذكر فقط اسم مؤسسها مدحت باشا ولا تشير إلى غير ذلك.
فما يربطها بوالي والصدر الأعظم لاحقاً سوى الفرمان السلطاني ، وما تلاه كانت المدينة خاضعة لسلطة عشائر المنتفك وبقيت تحمل اسم لواء المنتفك الذي لحقت فيه أمصاره القديمة والمستحدثة كقضاء سوق الشيوخ والشطرة وقلعة سكر الجبايش والرفاعي وغيرها من النواحي والقصبات.
أسس الباشا المدينة ثم نساها إلى هموم أخرى حملته من منصب إلى عزل والى المؤامرات والنفي بعد أن حضي بشرف أن يكون صدرا أعظماً للحاضرة السلطانية في الأستانة لينتهي فيه الأمر منفياً في الحجاز وليكتب لزوجته الشركسية حنينه إلى أمكنة أحبها وعاش في رؤى تحديث أشواقها كما في بغداد عندما أسس خط التروماي وجلب الكهرباء واستحدث ولأول مرة في العراق نظام التجنيد الإجباري ، لكنه وكما اطلعت على أوراقه وبعض المتناثر من تلك الذكريات واليوميات لم يأت على ذكر المدينة التي صنعت بفرمان منه ، وربما نسى تلك البيوت المشيدة بالطين والقصب والآجر لتنمو بعد حنين وتصير رقما صعبا في ذاكرة الجيوش الانكليزية الزاحفة بجيوشها الهندية والايرلندية والاسترالية والانكليزية من البصرة صعوداً إلى بغداد وليتوقف طويلا زحفها عند البطيحة في معركة باهيزة وليكتب ضباط الحملة الكثير عن هذه المدينة التي كانت بالنسبة لهم خط المواصلات الرابط بين الكوت والبصرة وبغداد ، وربما اثر هذا التوقف الطويل في سير العمليات في هزيمة الجنرال الانكليزي طاوزند في معركة الكوت أمام جيوش الترك بقيادة الفريق خليل باشا وليخضع هو وجيوشه إلى حصار طويل انتهى باستسلامه وأخذهُ أسيراً إلى بغداد ومن ثم إلى الأستانة.
بين العصملي والسير برسي كوكس المفوض السامي البريطاني تأخذ متصرفية المنتفك حظها كما باقي المدن وتفتح الناصرية أذرع التحول للحكومة الوطنية الجديدة بالرغم من الانتداب والوصاية والاستعمار المبطن.
تبنى فيها المدارس الجيدة بمعلميها من المسلمين واليهود والصابئة ، تبنى فيها المستشفيات ، وتشيد الحدائق في وسط شارع الأسطوري ( عكد الهوى ) قبل أن يغير أسمه إلى شارع الحبوبي تيمنا بالمجاهد ألنجفي العلامة محمد سعيد الحبوبي الذي توفي في بيت العضاض في شارع الحبوبي أثناء عودته من حملة الجهاد في معركة الشعبية في ثورة 1920 الوطنية ، ولينتصب اليوم تمثاله البرونزي في ساحة في منتصف مسافة الشارع تماما تكاد تكون أهم نقطة حيوية في المدينة ، ليقف الشيخ الجليل متكأ على عصاه وهو يقص للأزمنة الغابرة والقادمة وللأجيال قصة مدينة آوت فيه الجرح ومدته بعدد الخيل والرجال والقصائد.
وربما كان ليوناردو وولي مكتشف مقبرة أور الملكية قد شاهد المراسيم الفخمة لتشيع الشهيد الحبوبي إلى مثواه الأخير في النجف ، فتنقيب وولي تكاد أن تكون معاصرة للثورة الفالة والمكوار وليكتب وولي عن مشاهداته الأولية وانطباعاته عن المدينة في الاماسي كررها لأكثر من مرة وهو يتجول في شارعها الطويل والمريح والمسمى ( عكد الهوى ) : إن المدينة التي امتدت على طول قامتها الطينية والمسورة بالطوب الأحمر الكبير وأبواب الخشب الهائلة ، لاتنتمي إلى ألف ليلة وليلة وذلك الشرق الذي نتخيله في حكايات شهرزاد وكهرمانه وعلي بابا ، بل هي مدينة تتنفس الأشياء الجديدة بصورة من يريد أن يركب السحب ليمسك الحضارة ، ولهذا كانت سدارات الأفندية في عكد الهوى تساوي بالتمام والكمال العقال العربي ، وكانت البناطيل الإفرنجية التي يرتديها شباب المدينة تذكرني بأناقة الشباب الارستقراطي اللندني ، وغير ذلك فالمدينة عندما تشرب من الفرات بتلك الشراهة العجيبة فهي تسقي بفرح ودهشة أمكنة الأثر القديم التي تحيط فيها من كل جانب ، أور واريدو ولارسا ولكش وتل العبيد.).
تختلف رؤية وولي للمدينة عن رؤية مسس بيل السيدة الانكليزية التي لعبت في التاريخ العراقي الحديث دورا يشابه دور لورنس في تاريخ الجزيرة العربية ، وكانت مشرفة على عملية صنع الساسة العراقيون في زمن الانتداب وبعده وكذلك كان لها دورا كبيرا في الإشراف على المكتشف من الآثار العراقية في كل مواقع التنقيب وخاصة تلك التي اكتشفت في أطلال نينوى ومقبرة أور ومدينة أوروك السومرية وغيرها من الأماكن الأثرية.
فالمس جيروتد بيل ترى مدن الجنوب ومنها الناصرية إنها مدنا مغبرة بفعل صيفها الطويل وفقرها وجهلها بالرغم من أن هذه المدن تجلس على أعظم كنوز الأرض واعرق تواريخ البشرية ، إن نظرات أبناء المدن المنحدرين من أريافها القريبة تنبئ الفاهم أنهم يبحثون عن مجهول الدائم والذي لم يجدوه).
بين رؤية وولي وبيل تختلف عاطفة المستعمر ويتغير استقراءه ، فهذه المدن المغبرة ومنها الناصرية ، تعرف مجهولها جيدا وظلت وعلى الدوام تحاول أن تميط عنه اللثام وتبعد عن أجفانه الغبار لكنهم لم تستطع وحتى اللحظة بسبب تراكم المفارقات التاريخية والحوادث الجسيمة والطيبة المفرطة بالتفاؤل التي تجعل ابن الناصرية يلوذ بحنجرة الابوذية ليتخلص من رغبة الانتحار مثلاً عندما تفرض عليه جبهة عبدان موتاً غير مستحق.
في عدة مجلدات ضخمة تقبع خواطر حلم المدينة مؤرخة بحبر القلم الشيفر بأمل المؤرخ الراحل المحامي شاكر الغرباوي ، رئيس تحرير ومؤسس أول مجلة محكمة في المدينة ( مجلة البطحاء ).
فقد اطلعت شخصيا على تلك المجلدات في زيارات متعددة للمؤرخ في بيته ونحن نطمئن على مرضه العضال ، وكان كل حلمه أن يطبع تأريخ مدينة الناصرية في حياته ، وكان يعتبر المشروع هذا جنته المستحقة التي لم ينلها فحتى اغماضته الأخيرة في السنين الأولى للقرن الجديد لم ترى هذه المجلدات دفء التنضيد وترى النور بالرغم من كل المناشدات لمثقفي هذه المدينة في الزمن الذي تلي الاحتلال وبعده ، وكان على جامعة ذي قار أن تأخذ زمان المبادرة ولكنها لم تفعل ذلك حتى الساعة على حد علمي والتي للمؤرخ الغرباوي الفضل الكبير في تأسيسها حيث لم تمل حنجرته ومرافعاته واسترحامه من الحكومة في الطلب لتأسيس هذه الجامعة ولم يجلس محافظاً على كرسي الإدارة في المدينة إلا وكانت على مكتبه في أول أيام ولايته مضبطة أو عريضة طلب تأسيس جامعة ذي قار كما تمنى تسميتها وسميت كذلك بعد أن أسست كلية التربية كنواة لها. كما سمعت إن جمعية أبناء مدينة الناصرية من ساكني مدينة بغداد قد أعلنت رغبتها بطبع تلك الأجزاء وبمتابعة وإشراف من المحامي غالب الحاج فليح والأستاذ ستار ملا خضر ، ويبدو إن الخطوة تعثرت لأسباب نجلها.
يتداخل وجه المرحوم شاكر الغرباوي مع وجوه نخب مثقفة من أبناء المدينة من مجايليه وقبلهم ، تقرا في ظلال نظراتهم رؤية المدينة لفلسفة وجودها عبر مفازات محفزة لإثبات خصوصية المكان ، فهي من أمكنة الانعطافات التاريخية الحديثة بالنسبة لهذه البلاد ،وكأنها تأخذ هذا النفس من ذاكرة أور السومرية كانت قبلها صانعة لتلك الانعطافات منذ ولادة النبي إبراهيم الخليل في واحد من بيوتها وحتى إحراقها على يد العيلامين في زمن الملك آبي ــ سين آخر ملوك سلالة أور الثالثة.
ففي الناصرية عاش ( فهد ) مؤسس الحزب الشيوعي العراقي وأمينه العام الأول ، وللوزارات العراقية أعطت المدينة اثنين من رؤساء الوزارات هما المرحوم صالح جبر في العهد الفيصلي الثاني ، والسيد ناجي طالب في الزمن العارفي ، كما كان المرحوم فؤاد الركابي من مؤسسي حزب البعث العربي الاشتراكي وأمينه العام أيام جبهة 1957. وشغل إحدى الحقائب الوزارية ، مع عدد من أبناءه الذين استوزروا في حقب الحكومات المتلاحقة ، عدا المناصب السياسية المهمة في الكثير من الأحزاب عبر تاريخ العراق الحديث. كما تفتخر المدينة بأن الكثير من عقولها الفاخرة من أساتذة واكادميين جامعيين يجلسون على الكراسي التعليمية في الكثير من جامعات العالم، حيث يكتب لواحد من أبناء المدينة والذين يرجعون إلى أصولها أن يسمى باسمه واحدا من الكويكبات الفلكية من قبل جمعية الفلك البريطانية وهو الدكتور عبد العظيم السبتي من الطائفة المندائية ، وهو اليوم أستاذ ممارس في اختصاصه في أرقى الجامعات البريطانية. ومثله الكثير من تحتفي فيهم جامعات الغرب.
وفي الجانب الفني للمدينة ريادة في الغناء العراقي الحديث ، وكان أصوات أبناءها من أول الأصوات التي صدحت في الإذاعة العراقية ، ووقف المطرب المرحوم داخل حسن جنباً إلى جنب مع مطرب المقام العراقي محمد القبنجي ليبثا على الهواء أول الحفلات الغنائية. وفي الشعر أيضاً كانت لها ريادة في إبداع أبناءها أمثال قيس لفته مراد وعبد القادر الناصري ورشيد مجيد وغيرهم. وينعكس هذا على بقية الفنون والإبداعات الأخرى.
هكذا تعيش المدينة ويتغير هاجس وجودها من حال إلى حال ، متغير يخضع لظرفية التواريخ التي تكاد أن تكون تواريخ صاخبة لأزمنة لم يهدا فيها فصل واحد من فصول الراحة التي ظل الناصري يتمناها بعيداً عن الحروب والقسر السياسي والجهل الذي يولد من تراكم ذلك القهر ومسبباته ، وبالرغم من هذا يملك الناصري ذاتاً نقية تمتلك في عراقة وعيها إلى حضارة النشيء الأول لبيوت وعوائل المدينة فيما يتراكم عليها سعال غرباء تزحف بهم ظروف ومستجدات لواقع هو في المحصلة نتاج ما حصل للبلاد جراء المسببات التي خلقت الوضع الحالي وقبله ، غرباء المدن البعيدة والريف القصي والبلاد المجاورة ، وهم اليوم يمتزجون مع نسيج المدينة ويخلقون ذائقة أخرى قد يتشوه فيها بعض الرؤية والمشهد ، ولكن المدينة كحالة لخصوصية وجودها المميز تحاول أن تنأى عن مزاج الغرباء وسلوكهم لتبقى مدينة رائقة لصفاء الوعي واللحظة المدهشة.
لحظة الشعر واللوحة التشكيلية والنوتة الموسيقية ورسالة الحب والقصة التي تطرق بأصابع الذكريات بيوت الزمن وتوقض من ماتوا وهاجروا من الصحاب والربع والخليل.
للمدينة جانب مدهش وشيق في حداثة وجودها الذي لم يتعدى بعد القرنين من الزمن.
هذا الجانب كشفه مرة الشاعر قيس لفته مراد في إهداءه لكتابه الفانوس ، عندما خصنا بهذا الإهداء بحبر يرتجف فيه أسى العزلة والمرض والثمالة ، والإهداء يمشي في طياته حلم المدينة وحقائق عاشتها عبر أزل قديم حتى قبل أن يومئ الباشا بنظراته إليها ويضعها على الخارطة الجغرافية.
كتب الشاعر في إهداءه الي على الصفحة الأولى من كتاب الفانوس: من أجل هذه المدينة التي ينظر من تحت أجفانها الفرات ويشبع فؤاد العاشق قبلات وورد ، أضع تاريخ شوقي السومري بتاريخ كل مبدعي المدينة وفقراءها ، ومعهم أتمنى أن أهنئ باغافة أطول من بوسة الشمس إلى النخلة ، ولكني لا اقدر أن اجبرها لتكون لي مادامت هي للجميع ، وعرفانا بمحبتي الأزلية لها أوقد هذا الفانوس في ليليها الطويل))..
ومثل الراحل قيس لفتة مراد يحاول أبناء المدينة من أقاح وجودها أن يوقدوا الشموع في ليليها الطويل الذي ينز فيه لهيب نهار تنقطع فيه الكهرباء لساعات...
هذه الشموع بالرغم أنها تزيد اللهب والحرارة إلا أنها تبقى بالنسبة لهم مثل بارقة أمل بان تزال غمة هذا الوضع المتعب لمدينة كان غبارها فصل الصيف فقط ، والآن غبارها الفصول كلها بسبب حاجتها للأمكنة الهادئة والحدائق والشوارع والأرصفة المعبدة. بعد أن أتعبتها فصول عجيبة ورهيبة من الحروب وأهمها حرب برزان والتي أشتد أوارها على أبناء المدينة في أوائل السبعينيات ، وحرب الثمان سنوات بين العراق وإيران . وفي تلك الحربين أعطت المدينة من الشهداء والمفقودين والأسرى ما لم تعط أي مدينة عراقية ، وقد شكلت تلك الليالي المخيفة التي كانت تجلب فيها نعوش شهداء حروب الشمال المصنوعة من خشب البلوط طقسا يكاد أن يكون يومياً حيث وقت زمن وصول نعوش هؤلاء المساكين قبل منتصف الليل بساعة على أكثر مواقيت وصول الحافلات مع مأموريها فتستيقظ المدينة الغافية مع شعاع نجوم السماء الصافية على نواح الأمهات المفجوعات بتلك الزيارة الليلية وهن في أغلب الحيان يتوقعن بفطرة الأمومة ما سيحدث بسبب ضراوة القتال ودقة تصويب القناصة الكردي ببندقية البرنو ، فكان اغلب شهداء المدينة الذين سرقتهم حروب الشمال يقتلون بسبب رصاص هذه البندقية التي التصقت بذاكرة النساء بالرغم من عدم شيوعها كسلاح في الجنوب ، لتدخل في زغاريد الأعراس في مفارقة غريبة عندما تقارن بأنوثة العروس وعفتها بقولهن ( جبنالك برنو ما ملعوب بسركيه ).
تلك الليالي الحزينة من تاريخ المدينة لم توثق في نص إبداعي طويل ، ولم تنتبه إليه أوراق الذكريات جيداً ، سوى بعض القصائد الشعبية التي دونها شعراء المدينة على شكل مرثيات واستذكار لأولئك الذين كانوا يأتون إلى مدينتهم في عودتهم الأخيرة إليها سوى ببدلة جبلية ملطخة بدم الإصابة والدمعة التي تئن من مرارة أن الأمهات سيوقظهن صوت طرق الباب وهن نائمات على السطوح ثم يبدأ فصل النواح بجملة الجزع القائلة ( أنا قلت يا علي ..والشمال كال جيبيه ألي ) أو تلك التي كانت نساء مدينة العمارة يهزجن مع وصول تلك النعوش البيضاء ) طركاعه الفت برزان بيس بأهل العمارة )..
انتهت حرب الشمال وتنفس شباب المدينة الصعداء ليأتيهن هاجس لموت جديد هو أشد وطأة من موت ( حرب برزان ) ، عندما بدأت حرب ضروس بين العراق وإيران على خلفية المشاكل العقائدية والحدودية بين البلدين ، لترى الناصرية ما لم ترى غيرها من مدن العراق عندما راح ضحية هذه الحرب طوابير من أبناءها الشهداء ، وهذه المرة كانت نعوش الشهداء تصل في وضح النهار ويميزها ذلك العلم الذي كان النعش يلف فيه والسيارة التاكسي الذي تحمله ، ليزداد النواح والحماس وطاعة الأمر لواجب يعتقد الكثير أن طاعته هي وليدة البناء النفسي للمرحلة والخطاب السياسي ودور الأعلام وأمور تتعلق بالعلاقة التاريخية المرتبكة بين العراق وبلاد فارس. وقصة هذه المرحلة من تاريخ المدينة طويلة ودونت بأكثر من رؤية في كل المجالات ولكنها اليوم تخضع للكثير من تأويل النقد بين الإدانة والرضا ، وفي النهاية لا يمكن إلغاء تلك الهواجس من تاريخ المدينة بأي شكل من أشكال انتماء هذه الهواجس ، ومن يحاول أن يلغي القيمة الفنية والتوثيقية فهو يحاول إلغاء تاريخ ومرحلة معاشة بكل فصول محنتها وجمالها وآلامها.
الكتابة عن الناصرية مهنة لا تمل بالنسبة لأبنائها من الذين ابتلوا بعاطفة الكتابة وحرفيتها ، وحتى البسطاء يحاولون أن يعبروا عن ابسط هاجس يثبتون فيه صدق الانتماء للمكان ، ومجرد الجلوس في المقهى أو النزهة على ضفاف الفرات أو تذكر أريج الورد في متنزه المدينة أو حضور عرض مسرحي في بهو بلديتها يعيد إليك قناعة عن المدينة موجودة ، وباقية وليس لرياح العبث العولمي ونقص الخدمات أن يغير فيها شيئا ، فهي مدينة تحسب في أرقام القلب كمعادلة نتيجتها خلود لعاطفة الطيبين الذي سحبهم ارق صفاء النجم ليكتبوا أو ليعيدوا مواويل الشوق لبساتينها وهم يكتوون بثلج ربايا الشمال أو لهيب حجاب الحرب أو ذلك المهجر الذي هطلت فيه سويعات التذكر لينام في خاصرة المحب شجن الحلم لواحدة من أعذب بقع الدنيا .
مدينة تاريخها ينطق بأغاني العصافير والسنونو وديك السطوح الطينية ، تلك التي تتعشى بصوت أم كلثوم وتفطر على صوت فيروز وتقضي قيلولتها على نغم حنجرة داخل حسن وهو يهتف كما موسيقار سومري ( لو رايد عشرتي وياك ..حَجي الجذب لاتطريه ..أدوْر علَهَ الصدك يا ناس راح وبعد وين الكاه ).
هذا نواح الماء والشجر ، وهو وحده من يصنع المدن الأصيلة تلك التي تشدنا إلى خاصرتها أكثر كلما بعنا عنها مسافة أطول. مدن الملح والغبار ودموع رسائل الحب وموسيقى دفعات التجنيد الإجباري وخبز التمن وزمن آلميني جوب وسارتر ومواكب الحسينية .. الخضارة والكسبة والندافين.
مدينة الناصرية الشاهد لجزء مهم من تأريخ العراق الحديث تبقى تسجل في رُقم الطين وجدران المعابد وبيوت محلاتها القديمة خواطر حلمها الأبدي بأن تظل وتدوم إلى الأبد فوانيس للطريق الواصل بين النجوم واجفان العشاق .ومتى تأتي لحظة الراحة والنفس العميق تبقى المدينة أمانة في عنق المتصرف والقائمقام ومدير الصحة والمجلس البلدي ، والوطني الغيور الذي تبحر الرياح في جيوبه وليس الحساب المصرفي.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلجامش وملوك ورؤساء الجمهوريات ..
- البارسوكوليجي 2009
- انظر إلى غزة ...أنظر إلى العربي....!
- قراءة الباطن الروحي ( للمغربي ) شكسبير وتنظيم القاعدة...
- عيد ميلاد مجيد يا أهل ناحية الحَمارّْ ....
- طالما .. العراق حيٌ ..فأنت الحي وليس فلوريدا...
- قيصر والعراق وحبة التين
- الحسين ( عليه السلام ) ، وغاندي ( رحمهُ الله ) ، وكارل ماركس ...
- أشراقات مندائية
- شيء عن السريالية ، والغرام بالطريقة التقليدية...
- الفصيحُ لايشبه الصفيح .. وحنيفة لايشبه الصحيفة ....
- من أمنيات الترميذا يوشع بن سهيل
- الصابئة المندائيون وسوق الشيوخ وتشريفات القصور الرئاسية...
- ميثلوجيا العدس
- التاريخ الوطني لشركة أحذية باتا...!
- الانتحاريُ الجَميلْ ..وجَنتهُ التي عَرضُها السَمواتُ والأرضْ ...
- طلبان كابول ، وشرطي من أهل السويج ...
- فلفل أحمر .. وكحل تحت عيون نادية لطفي ...
- خذ من عينيَّ قصيدتكَ .. وأشعلْ قمراً في البابِ الشرقي...
- كم كانت أحلامنا جميلة ..!


المزيد.....




- ساندرز لـCNN: محاسبة الحكومة الإسرائيلية على أفعالها في غزة ...
- الخطوط الجوية التركية تستأنف رحلاتها إلى أفغانستان
- استهداف 3 مواقع عسكرية ومبنى يستخدمه الجنود-.. -حزب الله- ين ...
- سموتريتش مخاطبا نتنياهو: -إلغاء العملية في رفح وقبول الصفقة ...
- تقرير: 30 جنديا إسرائيليا يرفضون الاستعداد لعملية اجتياح رفح ...
- البيت الأبيض: بايدن يجدد لنتنياهو موقفه من عملية رفح
- عيد ميلاد الأميرة رجوة الحسين يثير تفاعلا كبيرا..كيف هنأها و ...
- شولتس.. وجوب الابتعاد عن مواجهة مع روسيا
- مقترحات فرنسية لوقف التصعيد جنوب لبنان
- الأسد: تعزيز العمل العربي المشترك ضروري


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نعيم عبد مهلهل - مقدمة ٌلتاريخ ِمدينةِ الناصريةِ .....