|
في ذكرى تأسيسهِ الثلاثين .. تحية الى pkk
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 2486 - 2008 / 12 / 5 - 09:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الذكرى الثلاثين لتأسيس " حزب العمال الكردستاني " ، تحيةَ إكبار وإجلال ، لنضال الشعب الكردي في تركيا . هذا الشعب الذي رزح لعقودٍ من الزمن ، وما يزال ، تحت أقسى وأكثر الانظمة عنصريةً في المنطقة . - " الأتاتوركية " و " العلمانية " التركية ، وحتى " الحكومة ذات الطابع الاسلامي "، أثبتت كلها ، لحد الآن ، فشلها الذريع في إيجادِ حلٍ للقضية الكردية . ولا تريد السلطة التركية إستيعاب ان دخولها الى الإتحاد الاوروبي مجرد " وهم " ، إذا لم توقف الظلم والإضطهاد بحق الشعب الكردي . حزب العمال الكردستاني ، ما لَهُ : - تأسس حزب العمال الكردستاني ، كَرَد فعل ، على الطغيان الذي مارسته السلطات التركية على الكرد . لا سيما بعد فشل العديد من الاحزاب والحركات الكردية ، التي كانت تناضل سلمياً ولم تلق اُذناً صاغية من الجانب التركي . فكسب حزب العمال شعبية سريعة بإعلانهِ الكفاح المسلح . - أبرز إنجازات حزب العمال ،هو إستنهاض الشباب الكردي للنضال في سبيل حقوقهِ المشروعة ، وخصوصاً الفتيات . هذه الطاقة الجبارة التي كانت مُعّطلة . حيث جّنَدَ الكثيرات في صفوفهِ ، متحدياً الاعراف والعادات القبلية المتخلفة . - بإندفاعهِ الثوري وعنفوانهِ ، كسَرَ حزب العمال ، في السنوات الاولى ، بعد تأسيسهِ ، حاجز الخوف الذي كان يُكّبل الجماهير العريضة في المدن والارياف في كردستان تركيا . فرغم القمع الوحشي ، الذي مارستهُ قوات الامن التركية ، خرجت مظاهرات كبيرة في المدن الرئيسية رافعةً شعارات واعلام حزب العمال . وتمكن من تحجيم دور " المُرتزقة " او " حراس القرى " ، وهي الجماعات التي شكلتها السلطات التركية من ابناء العشائر الكردية وسلحتها من اجل محاربة ابناء جلدتهم . - إستطاع حزب العمال ، ان يتغلغل سريعاً في اوساط الكرد المغتربين والمقيمين في الدول الاوروبية عموماً وفي المانيا خصوصاً ، حيث أكبر الجاليات الكردية . واصبحت التبرعات التي يقدمونها ، من المصادر المهمة لتمويل حزب العمال الكردستاني . - نجح حزب العمال ، في خلق حركة فنية كردية واسعة ، لا سيما الفرق الموسيقية والغنائية والراقصة ، في تركيا وسوريا وكثير من الدول الاوروبية التي فيها جاليات كردية . وفي السنوات الاخيرة ، ورغم المحاولات التركية المضادة ، فأن القنوات الفضائية التي يرعاها حزب العمال ، تتمتع بشعبية كبيرة ، ليس عند كُرد تركيا فقط ، بل عند الكرد عموماً . حزب العمال ، ما عليهِ : - رفع الحزب في بداياته شعارات ثورية داعية الى كردستان الكبرى ، وتخبط خلال مسيرته ، بين طفوليةٍ يسارية ، وفوضوية ، أوصلتهُ الى التخلي عن شعاراته الكبيرة السابقة الى درجة الإكتفاء بالمطالبة بالحقوق الثقافية . وإنحدر في بعض الأحايين الى محاولات إقصاء كل الآخرين ، بدءاً من الساحة التركية وصولاً الى اجزاء كردستان الاخرى . فبعد إشتداد عودهِ ، لم يعدْ يعترف بأي احزاب او قوى في كردستان تركيا ، قد تختلف معه في الرؤى او النهج ، بل انه إصطدم معها ولم يسمح لها بالعمل الا وفق شروطهِ . ظهرت بوادر المَيل الى الإنفراد ، باكراً ، على سياسة حزب العمال الكردستاني . - لم يستفد الحزب ، من أخطاء وتجارب حركة التحرر الكردية ، في أجزاء كردستان الاخرى . بل انه في مناسبات عديدة اصبح طرفاً في تفاقم الاخطاء والمشاكل . فبعد خروج زعيمهِ " اوجلان " من تركيا في بداية الثمانينيات ،وإستقرارهِ في سوريا ، تَحّول الى ورقةٍ تتلاعب بها سوريا وِفقاً لمصالحها . وفي مرحلةٍ اخرى ، قدمت الحكومة العراقية تسهيلات ومعسكرات الى حزب العمال ، ولم يكن نادراً في ذلك الوقت ، تعاونه مع المخابرات العراقية ، بالضد من الحركة التحررية الكردية العراقية . ولم تكن اصابع المخابرات الاقليمية ، من تركية وسورية وعراقية وايرانية ، بعيدة ، عن إشعال فتيل الحرب القذرة التي إندلعت بين حزب العمال الكردستاني من جهة ، وحزبي سلطتي اقليم كردستان ، من جانبٍ آخر ، خلال التسعينيات . هذهِ الحرب التي يتحمل حزب العمال جزءاً مهماً من مسؤوليتها ، والتي أودت بحياة المئات من أشجع وأجمل الشباب والشابات الكرد ، في حربٍ وسخة وخاطئة ، مكاناً وزماناً ومُحتوى ! وكان من نتائجها الثانوية السلبية ، تأجيل وتشويه البناء الديمقراطي الصحيح في اقليم كردستان العراق ، وتركيز تسلط الحزبين بحجة الخطر الخارجي . - لجوء الحزب الى اساليب قسرية احياناً في تجنيد الشباب والشابات وخصوصاً في القرى والارياف ، بغض النظر عن رضاء وإقتناع اهاليهم . - لم يأخذ الحزب بنظر الإعتبار ، الإختلافات الكبيرة بين ظروف واوضاع ، كل جزء من اجزاء كردستان ، وحاول ان يطبق اساليبه ونظرياته ، بصورةٍ ميكانيكية في كردستان ايران والعراق وسوريا ، مما ادى الى الوقوع في مطبات كثيرة ، كان في غنى عنها . - تقديس وتأليه مؤسس الحزب وقائده " عبد الله اوجلان " ، بحجة الحاجة الى ( رمز ) . وحتى بعد أسرهِ من قِبَل المخابرات التركية ، فأن الحزب لم يفلح في خلق " قائد " آخر بديل . وتكررت مأساة " شخصنة " القيادة وتصوير الامر وكأنه سيزول كل شيء ويضمحل بمجرد موت او غياب " القائد الرمز " ، وهذه دلالة ضعف . ................ على الرغم من كل شيء ، فأن حزب العمال الكردستاني ، يكفيهِ فخراً بأنه إستقطب جماهير الكرد في كردستان تركيا ، وحّركَ المياه الراكدة في مدن وقرى جنوب وشرق الاناضول ، واعاد تسليط الضوء على " ميزوبوتاميا " . وسواء تماشت الولايات المتحدة الامريكية مع رغبات الطورانية التركية ، وأطلقت صفة ( الإرهاب ) على PKK ، فأن هذا الحزب المناضل " رغم اخطاءه وخطاياه " ، يظل نبراساً وأملاً ينير درب جماهير الكرد المظلومة في كردستان تركيا وغيرها .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عودة العشائرية
-
بين الإصلاح السياسي والإتفاقية
-
كاريكاتير ديمقراطي
-
ثمانية اسباب مُحتملة ، لإغتيال باراك اوباما
-
إنتخابات مجالس المحافظات .. مؤشرات اولية
-
الآغا والاسطة محمد
-
مجالس إسناد كركوك .. جحوش موديل 2008 !
-
بعد فوز - الحمار - على - الفيل - ..دروس وعِبَر
-
مليارات العراق الفائضة .. وقروض صندوق النقد الدولي
-
غارة البو كمال ..توقيتٌ سيء لخطوةٍ متأخرة جداً
-
الإتفاقية الامنية ..بين الواقع والطموح
-
- مفاجأت - علي بابا جان !
-
إنتخابات مجالس المحافظات ..حزب الفضيلة الإسلامي
-
إنتخابات مجالس المحافظات .. مؤشرات
-
البعثقاعدة يُهجرون المسيحيين من الموصل
-
الشَبَكْ : ما دامَ لدينا - قدو - ، فلسنا بحاجة الى - عدو - !
-
القادة العراقيون .. قبلَ وبعد التحرِلال !
-
إنتخابات مجالس المحافظات : إنْتَخبوا العلمانيين !
-
الأحزاب الحاكمة والتَحّكُم بأرزاق الناس
-
يومٌ عراقي عادي جداً !
المزيد.....
-
فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ
...
-
تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق
...
-
السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا
...
-
الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو
...
-
بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو
...
-
شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك
...
-
دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
-
مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر
...
-
قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
-
مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|