من أجل حصد ثمار الاتفاقية

صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 2483 - 2008 / 12 / 2 - 07:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

والآن وقد وقعت اتفاقية انسحاب القوات الاجنبية من العراق وصُوت عليها فقد اصبحت الكرة في ملعب الحكومة العراقية كما يقال وعليها الآن ان تفكر في الخطوات اللاحقة الواجب اتخاذها للنهوض بواقع العراق والمواطن فالاتفاقية لا تقتصر على الجانب الأمني فحسب إذ لو كان الامر كذلك لاكتفينا بوزيرين فقط احدهما للدفاع والآخر للداخلية ولما احتجنا الى وزراء الصناعة والنقل والزراعة والكهرباء وغيرهم. نقول هذا نظرا ً لاهمية الاتفاقية وخطورتها إذ وردت فيها بنود اقتصادية مهمة سيجني منها الشعب العراقي الكثير فيما لو سعت الحكومة لتفعيلها فالولايات المتحدة الاميركية هي في طليعة الدول من ناحية التطور التكنلوجي وان هذه الميزة توفر لنا فرصة كبيرة للاستفادة من العلاقات بين البلدين ويجب علينا ان ننظر للأمر بصورة منطقية ومنهجية وهنا اعتقد ان علينا سواء بشخص رئيس الوزراء السيد المالكي ام بوساطة الوزراء المختصين ان نركز على الامور التالية: اولا استغلال البنود الاقتصادية في الاتفاقية وتفعيلها لغرض التنسيق مع الجانب الاميركي لمضاعفة الجهود لإعادة تأهيل الكهرباء واكمال مستلزماتها حتى الصيف المقبل وهو موعد الاستفتاء على الاتفاقية وستكون عملية إعادة تزويد المواطن بالكهرباء هي المحك وهي المؤشر الذي سيدفع المواطن الى التصويت بنعم على الاتفاقية. ثانيا الاتفاق مع الجانب الاميركي لإنشاء مجمعات صناعية في المحافظات العراقية المتعددة وجميعها تقريبا استتب الأمن فيها وان شبابها العاطلين في غاية الشوق للعمل خصوصا ً اذا اقترن انشاء المجمعات بتوفير المساكن قرب اماكن العمل لأننا لو نفذنا ذلك لحققنا طفرة كبيرة في الواقع العراقي ستأتي بنتائج كبيرة على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. ثالثا نرى انه يجب الاتفاق مع الجانب الاميركي على استيراد متطلبات المصانع المتوقفة عن العمل او المتلكئة ومنها مصانع الالبان ومصانع النسيج والجلود والعدد الكهربائية والادوية للإسهام ايضا في امتصاص البطالة. اما الجانب الزراعي فسنفرد له حديثا خاصا ً بفعل اهميته كون العراق بلدا ً زراعيا ً بالاصل وان التحرك الجدي في هذا الاطار والاستفادة من الخبرة الاميركية في مجال الانتاج الواسع للمحاصيل الزراعية ومحاصيل الخضر سيجعلنا وفي الامد القصير مكتفين بانتاجنا الزراعي.
من أجل ذلك وغيره وباقترانه مع خطة حاسمة لمكافحة الفساد الاداري والمالي واجتثاثه فاننا نعتقد ان تحرك حكومتنا ووزرائنا المختصين لتنفيذ الفقرات التي ذكرناها وغيرها وادخال ذلك ضمن خطة قصيرة الاجل تمتد لسنتين او ثلاث وليست عشرية كما جرت عليه العادة في تصريحات المسؤولين يكون كفيلا بزرع الامل والثقة في نفوس العراقيين بمغزى الاتفاقية وضرورتها ونكون بذلك قد حققنا كسبا كبيرا ً للامة العراقية وللدولة والحكومة ولمجمل الوضع السياسي الجديد.

#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل