أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماء محمد مصطفى - من غير زعل : حرب القناعات














المزيد.....

من غير زعل : حرب القناعات


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 2467 - 2008 / 11 / 16 - 02:35
المحور: حقوق الانسان
    


التوافق الدائم والتطابق الكامل في الآراء ووجهات النظر أمران مستحيلا التحقق في كل الاوقات وعند كل المواقف والظروف ما دام العقل البشري ليس واحداً بأفقه ووعيه واتجاهاته ، كأصابع اليد تماماً إذ لا تتساوى ، لذا فإن ّ طرح وجهات نظر متعددة حول موضوع واحد ـ قد تكون متكاملة احيانا او متقاطعة تماماً اومتسمة بالتضاد في جوانب معينة احياناً اخرى ـ عملية تغلب على معظم علاقاتنا الوظيفية والاجتماعية والأسرية والشخصية .
وكثيراً ما تطفو على سطح الحوارات والمناقشات مسألة التعنت في الرأي .
لكن ليس بالضرورة أن تُعَد هذه المسألة مأخذاً على صاحبها إذ قد يكون رأيه صائباً يستحق أن يستميت في الدفاع عنه بينما يتصوره الآخرون مخطوءًا .
قد يقول قائل ان ّ التعنت في الرأي سلوك سلبي حينما يكون الرأي مغلوطاً .
وأقول إنّ السلبية نسبية هنا ، إذا كان تصحيح الخطأ وارداً بفعل المناقشات المستمرة التي تمنح المخطئ فرصة أن يرى الحقائق بوضوح ، فيرجع عن رأيه بعد حين ، لكن الخطأ الأكبر والسلبية المتناهية تكمنان في اتخاذ احدهم موقفاً متعصباً ومضاداً من الآخر الذي طرح رأياً مخالفاً لقناعات الأول الذي يتناسى أو يتجاهل إن ّ من حق كل انسان ابداء الرأي ، بيد إن ّ هذا الحق لايفهمه البعض الذي يتلبسه هاجس مصادرة آراء الآخرين من جراء ضعف نظرته وضيق أفقه الذي لايسمح له بالتفاعل مع الآراء الاخرى محاولاً فرض رأيه عنوة وبعصبية ، ولربما يستخدم كلمات غير لائقة ينعت بها المختلفون معه في الرأي محاولاً التقليل من شأنهم مما يدل على ضحالة فكره ورثاثة آرائه .
إن ّ مثل هذا ، عليه أن يتوقف قليلاً ويلتقط هواءً نظيفاً ينقي ليس رئته وإنما عقله عسى أن يرتقي بوعيه ، فيبدي آراءه بموضوعية ويتقبل المناقشة بحياد دون ان يحاول إلغاء حق الآخر في التفكير بصوت عال ٍ .
إن ّ الاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية ، ولا يحولنا الى اعداء ، ولا يحيل المساحة التي نقف عليها الى حلبة حروب وصراعات شخصية ،
بل هو مدعاة لنستفيد من الوعي الآخر ، وليفهم بعضنا بعضاً ، فقد تكون ثمة حقائق غائبة عن آفاقنا يتيسر لنا اكتشافها من خلال وجهات نظر مخالفة لوجهات نظرنا ، طرحها احد الاقرباء اوالزملاء او الاصدقاء او .. حتى الآخرين الذين لاتربطنا بهم أي علاقة .
ولولا تبادل الآراء وتعدد الافكار وتفاعلها ما تطورَ الانسان ، وما أتسعَ افقه ، وما انتعشت العلاقات الانسانية ،
لكن ماذا عسانا نقول لضعاف البصيرة الذين لايجيدون طرح آرائهم بودٍ ولطف ٍ وبطريقة منطقية مُجرَدة من الانفعال والانحياز للذات ؟
وماذا نفعل لهم وهم لايتطورون ، إذ يبقون يدورون في حلقات تعصبهم الاعمى وذاتيتهم المصابة بالحَوَل ؟!!
إذ لاينظرون الى ذوات الآخرين بإستقامة ، لأنهم لايرون بوضوح سوى قناعاتهم ، ولايسمعون إلاّ اصواتهم ومن غير ان يفكروا للحظة إن قناعاتهم قد تكون بلا منطق ، وأصواتهم بلا أصداء ..



#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الحب والحرب : مكانٌ داخل نفسي .. خارجها
- حين يكون للصمت على الشفاه صدى
- الطبيعة تعزف موسيقاها ، والقلب كذلك ..فماذا لو خلا العالم من ...
- تذكرة الى مدن الحب (1)
- إنعشوا الحب
- اطفالنا والعنف .. الذاكرة المخدشة
- خمس سنوات من الغرق في السعادة والرفاهية ..!!
- غارة نسائية : المبدعة وأنيابهم
- هروب المرأة الفراشة الى الحرية
- قصة قصيرة هواجس صاخبة
- قصة قصيرة صبي الاشارة الضوئية
- ميزانيات انفجارية ، لكن في الهواء !!
- وداعاً.. ايها الشهاب
- الفقراء يدفعون الثمن دائماً !
- شاطئ الورد..شوهته المفخخات!!
- قبلة قبل الموت
- الفرح في وطنٍ مُغتصَب .. مسروق .. مجروح ؟!!
- وطني .. ابكي عليك
- الفصول لاتشيخ
- حال الدنيا : اكذوبة حرية التعبير


المزيد.....




- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل
- زاخاروفا: هناك نقطة مهمة غائبة عن الانتقادات الأمريكية لحالة ...
- البرلمان البريطاني يقر قانون ترحيل المهاجرين غير النظاميين إ ...
- لجنة مستقلة: الأونروا تعاني من -مشاكل تتصل بالحيادية- وإسرائ ...
- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اسماء محمد مصطفى - من غير زعل : حرب القناعات