أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - اسماء محمد مصطفى - وداعاً.. ايها الشهاب














المزيد.....

وداعاً.. ايها الشهاب


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 2230 - 2008 / 3 / 24 - 03:59
المحور: الصحافة والاعلام
    


نجم آخر في سماء الصحافةالعراقية، هبط على الارض مضرجاً بالدم.
قلمٌ عراقي آخر غير قابل للبيع والشراء، قد كفّ عن نزيف الحبر بعد ان استنفد نزيف دمه.
ضميرُ حي ظل ينادي بحقوق للصحفيين العراقيين حتى آخر نَفَس.
قلبُ ابيض لم ينسََ زملاءه حتى وهو طريح الفراش.
والد الصحفيين العراقيين ، شهاب التميمي، يخطفه الغدر من بيننا، ليترك بيته الذي احبه وأثثه بعد طوفان الخراب، بالحب والايمان الصادق بعبور العراق محنته، وإن طالت وطال معها القتل المجاني الذي جعل نقابتنا خالية من ظل التميمي وبصماته الحنون.
سنفتقدك، ايها الصديق.
ايها الضمير الذي يمثل كل الضمائر الحية في زمنٍ لا ضمير له..
لماذا اخذوك منا؟
أهكذا كانت قيمك ومبادؤك تسبب (الحساسية) لجلودهم النتنة ؟
أهكذا كان وجودك على رأس نقابتنا الحرة يضج مضاجعهم ، ويُقلِق سرائرهم ويعطل مطامعهم ؟!
ها قد خطفوك من بيتك ( النقابة ) ، فهل نتركها لهم ؟
أتتركون نقابتكم لكل مَن هبَّ ودبّ ايها الصحفيون ؟
لقد اخترتم الشهاب على رأس النقابة من قبل ، وعليكم أن تختاروا شهاباً أيضاً ، وإن كلفكم الاختيار أن تجف شرايينكم ..
ليس لكم سقف ٌ يحميكم من رصاص الغادرين سوى السماء ..
أما الارض ، فلم تعد سوى طرق مفخخة بكمائن الموت ، إذ ابتلينا بواقع مرير .. بفوضى عارمة .. بعصابات تصول وتجول كيفما تشاء من غير أن يردعها قانون أو قبضة قوية .. فمصيبتنا ، أننا بلا حماية ، بل كل مواطن بلا حماية ، فهل يستأجر كل مواطن حارساً شخصياً ( بودي غارد ) يحميه إن لم تكن الحكومة قادرة على حماية الناس ؟!
الصحفيون ، لاينتظرون من الحكومة عزاءً حين يهبط من سمائهم نجمٌ .. لايريدون منها رثاءً ، حين يصمت قلم .. لايطلبون منها فرصة للعيش حين يتعرضون للتهديد ، وتُقطَع عنهم أرزاقهم .. إنهم لايريدون سوى أن تكون هناك ، بالفعل ، سلطة رابعة ، وأن تظل أصواتهم عالية ، أعلى من صوت البغي ، وان يكتبوا بحرية من غير ان يشعروا بالتهديد، انهم يريدون وطنا ً آمناً لجميع العراقيين.
وهكذا كان الشهاب، التميمي، يريد حين سعى الى اقرار قانون لحماية الصحفيين، لكنه كان اعزلَ إلاّ من صوته النقي وتطلعاته النبيلة، ليسقط برصاص الغادرين.
قد رحلت عنا، أبا ربيع، لكنك فزت، والذين تلطخت ايديهم بدمائك هم الخاسرون.. هنيئا ًلك ضميرك وقيمك وشجاعتك وسعيك لخدمة الاسرة الصحفية، فما زرعته في حياتك، تحصده في مماتك ذكرى لن تموت في قلوبنا..
وليس من صورة نجسد فيها احترامنا لذكراك، الآن، افضل من حماية نقابتنا من المتطفلين، اصحاب الأفواه الكريهة الواسعة والضمائر الميتة.



#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفقراء يدفعون الثمن دائماً !
- شاطئ الورد..شوهته المفخخات!!
- قبلة قبل الموت
- الفرح في وطنٍ مُغتصَب .. مسروق .. مجروح ؟!!
- وطني .. ابكي عليك
- الفصول لاتشيخ
- حال الدنيا : اكذوبة حرية التعبير
- حال الدنيا : غربة
- الدنيا حب وحرب : غربة
- قصة قصيرة : اسوار الجميلة النائمة
- اعمار النفوس .. طريق الخلاص
- بلاء كل يوم
- مغادرة الطفولة بالقوة
- صنفوا القتلة على قدر ( شرفهم وانسانيتهم )!!
- صور يومية من هموم المرأة العراقية


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - اسماء محمد مصطفى - وداعاً.. ايها الشهاب