أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماء محمد مصطفى - وطني .. ابكي عليك














المزيد.....

وطني .. ابكي عليك


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 2124 - 2007 / 12 / 9 - 10:28
المحور: الادب والفن
    


ابكي عليك في هذا الليل الطويل، كأنه صحراء بلا انتهاء.. وانا كورق الشجر، صار حفيفي صدى البكاء .
ابكي ذكريات تسبق خطواتي على الطريق الى نسيان جراحاتك المحفورة في اخاديد الزمن..
ابكي وجوها غادرتنا.. نعرفها .. او لا نعرفها.. لكنها غابت وراء الافق.. ربما حملت صورنا في حقائبها او لم تحمل..
ابكي وجوها توارت خلف التراب في اوقات غادرة، تاركة وراءها قلوبا تنتحب، واطفالا يتامى، وجراحا لا تداوى.
ابكي اياما عشناها مع زملاء العمل او اصدقاء الطفولة والصبا.. وخطوات على السلالم ماكنا نعرف انها ستمحى مع اول ريح الشتاء..
كانت هناك دموع.. لكن ثمة ابتسامة امل من وراء الغيوم تشرق، بيد ان البلاء الذي ألمّ بنا اليوم، خبأ وجه الشمس، وصير الدموع انهارا.. فالى متى تستمر انشودة البكاء.. والى متى يصبر السامعون.. الجالسون تحت منصة المسرح.. او على المنصة حتى؟
نهر الدم يتسع..
الاحلام.. دمى مقطوعة الرؤوس.
و.. حبيبي يضيع مني في لجة نشرات الاخبار.. يتسمر امام عيون الفضائيات ويخفق قلبه خوفا على الوطن، وهو يسمع مالا يثلج، وتنهار احلامه عن وطن نهاره اضواء، وليله تأملات، فالنهار مسرح للهاونات والمفخخات، والليل هواجس وكوابيس صاخبة بفنون القتل والدمار.
ما عادت في الوطن فسحة تتسع للحلم.. وماعادت فينا فسحة تتسع للرومانسية.. ربما نكون قد نسينا عبارات الحب، وهجرتنا موسيقى الاغاني الخالدة، وفرغت مساحة المساءات من خطواتنا الوئيدة نحو دجلة.
كيف هي اخباره.. دجلة ؟
يقولون ان الصمت الموحش يطبق على ضفافه، وماءه تضمخ بدماء الرؤوس المقطوعة.. والتساؤلات.
و.. دجلة هذا، يعني الوطن..
والوطن صمته صخب الشوارع الساخنة والمصالح المتضاربة والفوضى الجاثمة، وأناسه حيارى بين انتظار ولا انتظار.
ماذا عسانا ننتظر غير النهايات التي غدت معلومة؟!
اننتظر الخلاص حقا؟!
لن تخلصنا من هذا البلاء الا ارادة الله..وارادة الشجعان المخلصين من ابناء الشعب .. فالى الله ، لتخلص القلوب وتخشع وتستغفر بانتظار شروق الشمس على ضفاف دجلة، لتغتسل امواجه بجدائل الشمس، وتتطهر.. والى المخلصين لتتطلع العيون ، وتتكاتف السواعد مع سواعدهم عسى ان يأتي الخير والسلام الينا ..
وحتى ذلك الحين، سأظل ابكي عليك ايها الوطن الجريح في هذا الليل الطويل.. الكئيب.



#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصول لاتشيخ
- حال الدنيا : اكذوبة حرية التعبير
- حال الدنيا : غربة
- الدنيا حب وحرب : غربة
- قصة قصيرة : اسوار الجميلة النائمة
- اعمار النفوس .. طريق الخلاص
- بلاء كل يوم
- مغادرة الطفولة بالقوة
- صنفوا القتلة على قدر ( شرفهم وانسانيتهم )!!
- صور يومية من هموم المرأة العراقية


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماء محمد مصطفى - وطني .. ابكي عليك