أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اسماء محمد مصطفى - خمس سنوات من الغرق في السعادة والرفاهية ..!!














المزيد.....

خمس سنوات من الغرق في السعادة والرفاهية ..!!


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 2245 - 2008 / 4 / 8 - 10:34
المحور: كتابات ساخرة
    


خمس سنوات مرّت من عمر العراق واعمارنا ، منذ احتلاله .. خمس سنوات من الاحلام والتطلعات مرّت ، فتحقق لنا فيها الكثير الكثيرمن الاحلام الوردية والبنفسجية ، حتى بات الأنسان العراقي مصاباً بتخمة السعادة ، الأمر الذي يتطلب منه ان يقوم بتصدير سعادته الى الآخرين في أ ي دولة من دول العالم التي تدعي الرفاهية ، لترى بنفسها رفاهية تفوق رفاهيتها ..
كيف لا ، وقد تحقق للعراقي كل هذا .. إقرأوا معي هذه القائمة الوردية :
ـ استطاع المتوالون على تسنم مقاليد السلطة تحقيق حالة عجيبة غريبة من الأستقرار ، فأصبحت مدن العراق تسهر حتى الصباح ، والبيوت تفتح ابوابها حتى ساعات متأخرة من ليالٍ بالسَمَر مقضية !!
ـ وفي حالة لم يسبق لها نظير ، تنفس العراقيون نسيم الحرية ، فتحققت امنياتهم في ان يقولوا أي شيء يدور في اذهانهم من غير ان يكون ثمة ( اخ اكبر ) يراقبهم من ثقب باب او من كاميرا في سقف ما مخفية !!
ـ وشهدوا ديمقراطية مثالية ، وشاركوأ باصابع بنفسجية .. حتى ان عدوى الديمقراطية قد تكون وصلت الى العلاقة بين المرأة والرجل ، إذ إنّ الزوج يمكن ان يتكلم بكل حرية وبلا خوف عن رغبته بالتعددية الزوجية ، لتشمل خارطته البيتية كل اطياف المجتمع النسوي ، وياويلها لو قالت له زوجته لا لن اسمح لك بإسم الدكتاتورية ، فإنه عنذاك يقول لها : هذا حقي في الديمقراطية !!
ـ وحيث إن الوطن يطفو على كنوز نفطية ، فقد دخلت مفردة حصة الفرد من النفط الوطني ضمن مفردات الحصة التموينية ، فأرتفع رصيد وزارة التجارة لدى الشعب العراقي على نحو منقطع النظير ، لكن لم ينافسها على عرش حب الشعب لها سوى وزارة النفط التي ساهمت في رفد كل بيت عراقي بحصته النفطية ، وكذلك أغرقت السوق ببراميل النفط واسطوانات الغاز وبأسعار تشجيعية ، حفظت جيوب الناس من الاحتراق بالوقود ، وبذا اصبحت ميزانية الاسرة محمية !!
ـ ومما تحقق على مستوى الوظيفة الحكومية انها صارت امتيازاً يتمنى الشباب الحصول عليه ، فأدنى راتب لايقل عن خمسمائة الف دينار ، ولاوجود لفوارق شاسعة بين ادنى راتب واعلاه ، كلٌّ يحصل على استحقاقه وفقاً لسني خدمته الوظيفية و( تعبه ومجهوده وخبرته العملية ) .. حتى أن رصيد الفتاة الموظفة قد زاد في سوق الزواج ، فصارت الاكثر شعبية ، يتهافت عليها الخاطبون طالبين ودها علّها تنثر على طريقهم زهوراً وردية وأوراقاً نقدية !!
ـ ولابد من الاشادة بدور الدولة في السيطرة على اوضاع السوق ، فلم تسمح بحصول سباق ماراثوني بين الاسعار والرواتب ، لأنها تعرف أن ّ سباقات من هذا النوع تهزم فيها الرواتب ، عادة ، لذا زودت الرواتب بجرعات منشطة ، فهزمت الأسعار ، ولو بطرق منشطة غير شرعية !!
ـ وحقيقة ان حالة غير معهودة شهدها قطاع الاعمار والاسكان ، إذ زينت الصروح والمباني السكنية شوارع العراق وأحياءه ، واستراح العراقيون من ازمة أرّقتهم منذ سنوات طوال.. غير منسية !!
ـ كما انّ المدن والمناطق انفتح بعضها على البعض الآخر ، ولم يحصل مايريب من نزعات طائفية وتهجيرات وقتولات على الهوية .. حتى ان الدول الاخرى افتقدت الى العراقيين الذين لا يغادرون الوطن إلاً لأنفاق الفائض من اموالهم في جولات سياحية !!
ـ وأما البيت ، فهو جنة المواطن ، إذ يعود من عمله مشتاقاً للبيت ولتوفر كل اسباب الراحة فيه ، فهو في الشتاء دافئ ، وفي الصيف بارد ، بفضل سخاء الكهرباء الذي يمنح المواطن فرصة الاسترخاء على فراشه من غير أن يتقلب بسبب الحر في ظهيرات تموزية أو ترتعد فرائصه من شدة البرد في ليالٍ شتائية !!
ـ ولابد من الأشادة بما شهدته الشوارع عندنا من اتساع ، حتى بتنا نقطعها في اوقات قياسية ، حيث لازحام ولا عوارض ولا حتى يتصدع الرأس بأشعة عمودية !!
ـ خمس سنوات من الهدوء الاسطوري ، حيث يمكن لأيّ منا ان يلقي ابرة على الارض فيسمع صوتها ، حيث لااطلاقة نارية تأتيك بعشوائية ، ولاسيارات مفخخة تسلب احلامك وتبطش باحبابك ، ولامواجهات قتالية ، ولاخوف من بطش مجموعات مسلحة أو عصابات ارهابية !!
ـ خمس سنوات تناولنا فيها بشراهة اطباقاً شهية من شوربة الديمقراطية ، وسلـَطَة الحرية ، ودولمة التعددية ، ومرق الأمان ، ، وباجة النزاهة وحفظ المال العام ، وتبسي الرفاهية ، فماذا نريد بعد ، ولماذا لانستحي من شكاوانا غير المبرَرَة ومطالبنا غير الشرعية حين نقول نريد من الحكومة كذا وكذا وكذا .. ألسنا نحيا بغنج ٍ ودلال ، فلا احد منا يركض وراء حصة تموينية او اسطوانة غاز او عبوة نفطية او يتذمر من غلاء او زحام او سكن بالايجار .. ماذا نريد بعد كل هذا ؟ لماذا لانقمع طمعنا ورغباتنا ولانرضى إلاّ إذا استجابت الحكومة لآخر مطالبنا ( البطرة ) وهو القيام برحلة الى القمر مكوكية !!



#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غارة نسائية : المبدعة وأنيابهم
- هروب المرأة الفراشة الى الحرية
- قصة قصيرة هواجس صاخبة
- قصة قصيرة صبي الاشارة الضوئية
- ميزانيات انفجارية ، لكن في الهواء !!
- وداعاً.. ايها الشهاب
- الفقراء يدفعون الثمن دائماً !
- شاطئ الورد..شوهته المفخخات!!
- قبلة قبل الموت
- الفرح في وطنٍ مُغتصَب .. مسروق .. مجروح ؟!!
- وطني .. ابكي عليك
- الفصول لاتشيخ
- حال الدنيا : اكذوبة حرية التعبير
- حال الدنيا : غربة
- الدنيا حب وحرب : غربة
- قصة قصيرة : اسوار الجميلة النائمة
- اعمار النفوس .. طريق الخلاص
- بلاء كل يوم
- مغادرة الطفولة بالقوة
- صنفوا القتلة على قدر ( شرفهم وانسانيتهم )!!


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اسماء محمد مصطفى - خمس سنوات من الغرق في السعادة والرفاهية ..!!