أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماء محمد مصطفى - بين الحب والحرب : مكانٌ داخل نفسي .. خارجها














المزيد.....

بين الحب والحرب : مكانٌ داخل نفسي .. خارجها


اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة

(Asmaa M Mustafa)


الحوار المتمدن-العدد: 2466 - 2008 / 11 / 15 - 08:03
المحور: الادب والفن
    


(1)

كهفُ صمتٍ في رحمهِ يحتويني .. جنيناً ، يتشبث بالحبل السري ..
جدرانه تسور صوتي .. يبارك تلاشي وجودي في اسطورة جمودي ..
لكن حلماً دافئاً يتوسل لحظة تعبر في مخيلتي .. يمتص آهات وجعي ..
كهفي يفتقد دفئك .. جدرانه تلهو بكريات الصدى .. أفتقد المكان داخل نفسي ، بيد ان الضجيج خارج الكهف يهدد سكينة روحي .. اتوسل نايات الصمت في قلبي ألاتقطع الحبل السري .. ألا تطردني الى مكان داخل نفسي ..
اي إمرأة انا عشقت الحب ، وقد صورَّهّ لي الوهم عصياً على التمزق في حلبات الحرب والحياة ؟!
ـ الحرب لعبة ..
ـ الحياة خدعة ..
ـ الحرب خدعة ..
ـ الحياة لعبة ..
والحب وأ نت وأ نا .. ضحية الخدعة واللعبة ..
للحلبات طقوس لاتشبه طقوس شغفي .. صخبي .. بنائي مدرسة للعشق ..
لذا اطاح عصف للريح بحلمي .. ظلاً للحزن تركني ..
.. فرت ظلال الذكرى من فراغاتي .. وتعرت ارصفة مدن الحب من خطواتي .. فغدا وجهي للطرقات النائية رماداً ، وعلى طفل الحب تناثرت شظايا قلبي ..
قلبي .. كان ذاك اسمه على ما اذكر ..
احدى عطايا الحرب ان تفقد الحب ذاكرته ، او تحرض على تناسيه .. تحيل الحياة الى خفقات خرساء لا تذكر ..
قلبي بعد ايام النزف اشبه بألبوم ٍ غطاه غبار اللعبة والخدعة ..
وأنت تسألني العودة من اقصى محرابي ؟!
هناك مع الصمت يعقد حزني هدنة ..
فمي .. يتبناه الصمت ، يحيره تأرجح قلبي موجوعا ً بين المكانين ..
لا تلح عليّ بالسؤال ..
امنحني زمناً أتأمل نفسي في مرايا المكانين ..
دع صمتي يواجه صمتي .. يحملني صوب قرار حاسم .. ربما صرخة يطلقها جنين الكهف باتجاهك .. او .. بالحبل السري تتشبث أصابعي ..
في الكهف اتركني ، تصالحني نفسي او تخاصمني .. قد اقطع الحبل بهدير ندائك .. يهرعُ
الرضيع في ّ الى ذراعيك .. الى داخل نفسي ، او امنحُ الحرب وجودي ، والذكريات .. وأتسور المكان خارج نفسي ..
فقط ، امنحني وقتاً كيما اعرف اي الأجنة انا ..

(2)

باساطير الجزرالنائية ، هل احلم معك؟
هل اتشبث ، وبي الحلم يتشبث ، في بلد مسفوح الاحلام ، ونثار الرماد يتراقص فوق شظايا الاجساد ؟!
ما عاد يتسع للحلم ، هذاالزمن !
ماعاد يعرف عناوين تضاريسي ، ذاك الفرح !
فاعجب لهمس ٍ تحت ظلال الشجر .. لاختلاس لحظة عشق من زمن ٍ للحرب نُذِر..
حتى جموح الفرح ، يعجز عن أسري ..
يغلب سؤال لحوحُ جموحَ الحلم :
اما زال الحب يسير طليقا بلا خشية ، ام يتعكز خائفاً مثلي ؟!
اما زالت فضاءات المخيلة وشواطئ اللازورد تغري القلب بالغرق ، أم حاصرها جفاف الحروب ؟!
لحظة تسرق لي بسمة لحب خجول .. بيد إن اسطورة هدوءٍ تجتاح وجودي ، تمحو اللحظة ، تعيدني الى خارج نفسي ، إذ تتكسر ايقونة احلامي بدوي قنبلة .. ثمة اجساد تتناثر قريباً من مكاني !!
البركان المسعور يسحب رأسي من جسد ذكرياتي باتجاه محرابي .. يلدغ العقرب زمناً داخل نفسي : وقتك لايتسع لحب او حلم !!
وأنتَ ..
رأسكَ مسمار في جدار نشرة انباء ..
غضب الجرح والخيبة يسلبك حق الحب ..
هذا وقت الغضب ..
طقوس الحب والحلم .. ترف وبطر ..
تصرخ بي : كما قال لك ِ عقرب : الساعة تعلن البكاء عن الوطن !!
تتناثر دموع الحلم على زجاج الوقت مطراً لايبلل السعفات اليابسات ، فلا يتغنج الثمر..
تلقي السماء كرتها الفضية على وسادتي ، تعزيني .. تهجو اغترابي ..
ويحه .. زمن الغدرأيبس الغيث فينا ، فصارَ دمعنا كراتٍ تتناسل بين عقاربه ..
ويحه .. الخنجر المسموم في جسد الوطن ..
ويحه .. الحب ما عاد هو ..
ويحه .. الحلم ماعاد هو .. ماعاد نحن ..
تضاريس الوطن تغيرت .. طقوس الحياة اُستبدلَت ..
ذكرياتنا في اثير الادخنة ذوت ، وبين المقابر تاهت ..
تواقون نحن لحلم جديد .. في اساطير المحيطات اللازوردية والجزر البلورية ..
وتوقي رهن ُ زمنِ ِ تسمرك في جدران نشرا ت الاخبار ..
قل .. ان المسمار سيهبط قمراً على وسادة حلمي ، عندئذ اقول ..
انّ افقاً للحياة قد يتسع ..
قل لي بصوتٍٍ يعلو هدير الموت الاحمر.. انّ مكاني هو أنت .. عندئذ اقول ..
انّ مكانا ً غير مكانك .. غير مكان أناسي .. لن يحتل نفسي ..



#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)       Asmaa_M_Mustafa#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يكون للصمت على الشفاه صدى
- الطبيعة تعزف موسيقاها ، والقلب كذلك ..فماذا لو خلا العالم من ...
- تذكرة الى مدن الحب (1)
- إنعشوا الحب
- اطفالنا والعنف .. الذاكرة المخدشة
- خمس سنوات من الغرق في السعادة والرفاهية ..!!
- غارة نسائية : المبدعة وأنيابهم
- هروب المرأة الفراشة الى الحرية
- قصة قصيرة هواجس صاخبة
- قصة قصيرة صبي الاشارة الضوئية
- ميزانيات انفجارية ، لكن في الهواء !!
- وداعاً.. ايها الشهاب
- الفقراء يدفعون الثمن دائماً !
- شاطئ الورد..شوهته المفخخات!!
- قبلة قبل الموت
- الفرح في وطنٍ مُغتصَب .. مسروق .. مجروح ؟!!
- وطني .. ابكي عليك
- الفصول لاتشيخ
- حال الدنيا : اكذوبة حرية التعبير
- حال الدنيا : غربة


المزيد.....




- العثور على جثمان عم الفنانة أنغام داخل شقته بعد أيام من وفات ...
- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماء محمد مصطفى - بين الحب والحرب : مكانٌ داخل نفسي .. خارجها