أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان شيرخان - ازمة اقتصادية














المزيد.....

ازمة اقتصادية


عدنان شيرخان

الحوار المتمدن-العدد: 2442 - 2008 / 10 / 22 - 08:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عاصفة اقتصادية ضربت اميركا عرفت بأزمة الرهن العقاري، وازدادت حدتها لتتحول الى اعصار اقتصادي انتشر بسرعة الى اوروبا واليابان وبقية انحاء العالم بدرجات متفاوتة، قورنت درجة قوته باعصار تسونامي المدمر، الذي لم يبق ولم يذر. بورصات العالم شهدت اياما وساعات سودا لامثيل لها حتى في الازمة الاقتصادية الكبرى ثلاثينيات القرن الماضي، خسائر بدأت بملايين الدولارات ثم تصاعدت لتصل الى المليارات في غضون ساعات معدوات، ووصف يوم 13 تشرين الاول ـ اكتوبر الحالي بالاسود، عندما اوشك كل شيء على الانهيار، ولكن اميركا ومعها دول اليورو تحركوا بشكل جماعي غير مسبوق ضخوا تريلونات الدولارات واليوروات الى المصارف لمنع انهيار النظام العالمي، وضرب الرؤساء اكفهم على صدروهم متعهدين بضمان اموال المودعين في المصارف مهما بلغ حجم تلك الاموال ولسنين مقبلة، لان انهيار ثقة المتعاملين والمودعين بالمصارف، كان يعني انهيار النظام المصرفي تماما، واعلان المصارف عجزها يعني افلاسها، كما حدث ايام ازمة القرن الماضي الكبرى. وادرك الجميع وبمرارة حقيقة قدرة اسواق المال على ايقاع افدح الاضرار بالاقتصاد العالمي.وسط هذه الاجواء، لم يستطع الشيوعيون في شتى انحاء العالم اخفاء فرحتهم العارمة بما يجري في الغرب، واعادوا مقولات ماركس كحتمية زوال الراسمالية، وكذلك فعلت وسائل الاعلام الايرانية التي احتفلت بالاعمدة والمقالات والخطب بالاوضاع الخطيرة التي يمر بها اقتصاد الشيطان الاكبر. ونقل عن آية الله جنتي :(إننا سعداء بالوضع الخطير الذي بات فيه الإقتصاد الأمريكي، إنهم يدفعون ثمن ذنوبهم، إن الله يعاقبهم)، وفي نفس السياق قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في خطاب بثه التلفزيون الايراني الرسمي ان الازمة التي تضرب الاسواق المالية الغربية عائدة الى "انعدام الايمان بالله “.في المعسكر الغربي هون البعض في البدء من امر الازمة، قالوا ان ما يحدث لا يعدو كونه جزءاً من دورات النمو والتباطؤ التقليدية في الاقتصادات العالمية بقطاعاتها المختلفة ومنذ مطلع سبعينيات القرن الماضي، وان اغفال معالجة ازمة الرهون الاميركي بشكل سريع كان السبب الرئيس الى تقافم الازمة، وكتب المبشر بانتصار الرأسمالية التاريخي بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، صاحب كتاب (نهاية التأريخ) فرنسس فوكوياما : ( الازمة المالية الحالية فصل من فصول تاريخ الديمقراطية وتعثرها)، ولكن اراء صريحة من داخل الدول الغربية رأت غير ذلك، وقالت اننا نمر بأزمة كارثية، هي الأسوأ حتى من الحربين العالميتين، وسيستغرق التعافي منها سنين طويلة اذا تم تجاوز المخاوف من توجه الاقتصاد العالمي الى الكساد، ودعوا الى محاسبة الذين تسببوا بالازمة، في اشارة الى وزير الخزانة الأميركي هنري بولسون، والذي يعتقد وعلى نطاق واسع ان اعلانه افلاس بنك ( ليمان براذرز) كان الخطأ القاتل الذي يقف وراء تصاعد الازمة الحالية. وافاد آخرون ان تدخل الدول الكثيف والمباشر في الاقتصاد سيضر بجوهر النظام الاقتصادي الراسمالي الحر الذي تستند عليه فلسفة الحكم في المعسكر الغربي، ووصف ضخ حكومات الدول للاموال وشراءها لحصص خاسرة في بنوكها "تاميما" لا تقدم عليه الا الدول الاشتراكية.وفي معرض التغطية الاعلامية اليومية المحترفة لاذاعة (البي بي سي) للازمة الاقتصادية، علق احد مقدمي البرامج على رسالة من مستمع من بغداد، قال فيها ان البلد الوحيد الذي يجري عكس التيار في هذه الازمة هو العراق (؟!!)، وضرب مثلا اسعار العقارات في بغداد وبقية المحافظات التي ترتفع اسبوعيا، مقابل انخفاض اسعارها في اميركا والدول الاوروبية الى نسب تجاوزت 50 بالمئة، وان مظاهر من نمو وازدهار اقتصادي يمكن ملاحظتها، كحمى اقتناء السيارات الحديثة، وازدياد اعدادها وموديلاتها في شوارع بغداد.وبسبب تحسن الاوضاع الامنية وقلة المعروض للبيع من البيوت الكبيرة في احياء بغداد الراقية، فان اسعار بعض هذه البيوت يضاهي او يزيد على اسعار الفيلات في اميركا والدول الاوروبية، وان هذه البيوت تباع بملايين الدولارات، ولا يستغرق عرضها للبيع سوى ساعات قلائل، وان كتلة نقدية هائلة تبحث عن منفذ لاستثمارها بدون اية مجازفة، وجدت في سوق السيارات الحديثة والعقارات فرصتها الضالة.وتبرز هذه الامور بشكل جلي حجم التناقض الكبير في مداخيل العراقيين، والى بعض الاثار الاقتصادية السلبية التي رافقت التغيير الذي حصل العام 2003، والى الطعون بشرعية الثروات التي ظهرت بعد ذلك التاريخ، وان تغيير نظام الحكم لم يصاحبه تغيير في نمط توزيع الثروات، لصالح الطبقة الفقيرة والمتوسطة، التي تآكلت وقل عددها بسبب الحروب والحصار الاقتصادي المرير، ومع كل عام من اعوام الحصار كانت تنزل اعداد كبيرة مودعة الطبقة الوسطى الى الفقر والعوز، وبعد تحسن امور العراق الاقتصادية ينبغي ان ينصب الاهتمام المخلص على انتشال اعداد كبيرة من خط الفقر وتسكينهم في الطبقة المتوسطة، الضامنة للاعتدال والوسطية والامن المجتمعي، وان تنصب جميع الخطط والمشاريع على تحسين اوضاع هذه الطبقة، وان تكون المستفيد الاول من ثروات البلد.في العراق ولد من رحم هذه الطبقة تحديدا العلماء والادباء والمثقفون والرياضيون، لان الفقر -قاتله الله- ابتلاء ومصيبة، وان الغنى والطبقات البرجوازية منشغلة بزيادة ثرواتها، تستطيع ان لم يعجبها المقام ان تنتقل وثرواتها الى دول الجوار، وهذا ما حصل لمرات عديدة في تاريخ العراق القريب.




#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد التغيير
- رد الاعتبار
- ثقة منهارة
- دعوات
- الديمقراطية الرقمية .. دور ايجابي للتكنولوجيا في اشاعة الثقا ...
- معيار التغيير
- جذر المشكلة
- المعرفة والوعي
- عبرات
- دعوة الى ورشة
- الأمبيريقية . . !
- مكارم
- ديمقراطية المحاصصة التوافقية
- ورش المجتمع المدني
- تحت التكوين
- ثقافة الاستقالة
- العدالة الانتقالية
- ثقافة الاعتذار
- اضطهاد وضحايا
- المرأة والبرلمان


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان شيرخان - ازمة اقتصادية