أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان شيرخان - ثقة منهارة














المزيد.....

ثقة منهارة


عدنان شيرخان

الحوار المتمدن-العدد: 2431 - 2008 / 10 / 11 - 05:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لكل نظام سياسي تقوم عليه الدولة في مرحلة من مراحلها (كاريزما) خاصة به، ومزاج يمكن التعرف عليه من خلال سلوكه الداخلي مع مواطنيه، وخارجي مع الدول الاخرى، خاصة دول الجوار، التي غالبا ما تكون اول مسرح لاستعراض العضلات، كتحويل مسائل الحدود الى مشكلة مستعصية الحل، والرجوع الى التأريخ القريب والبعيد لايجاد ذرائع لشن الحروب، فهذه انظمة غير متحضرة عدوانية متوحشة وفاقدة للشرعية، لايمكنها ان تعيش بسلام، وقد مد الله بعمر بعض تلك الانظمة، انتهت من حرب وانتقلت الى اخرى، الحجج جاهزة والاعلام مستعد للتصعيد، والشعراء في كل واد يهيمون.
اما على الصعيد الداخلي فالموضوع اعقد وامر، الانظمة الشمولية تتصرف وتتعامل مع مواطنيها من منطق الشك والالغاء والتهميش، الجميع اعداء النظام والقائد والقيادة، ما لم يثبتوا العكس، يستثنى من ذلك فئة او شريحة او طائفة تكون عادة محل ثقة القيادة، تلعب دور حامي النظام الداخلي، وتكوّن العمود الفقري لقوى الامن الداخلي.
الانظمة الشمولية في شتى انحاء العالم تجمعها صفات مشتركة، وشفرة حكمها معروفة الرموز، ثمة خلل كبير في العلاقة بين النظام والمواطنين، تتسع منظومة الواجبات طولا وعرضا، وقد يفقد المواطن حياته عقوبة على عدم تنفيذ احداها، بينما تنكمش منظومة الحقوق، التي لا يتمتع بها كاملة الا فئة قليلة، والنتيجة النهائية : " لايمكن الوثوق بها"، الانظمة التي ادعت الحرص والسهر على راحة المواطنين كانت تطبق على ارض الواقع افكارا وتكنيك حكم مثل (جوع كلبك يتبعك)، قمع وسجون وتعذيب واقسى الاهانات لحقوق الانسان، ازمة تلو اخرى، لكيلا يفطن الناس تحت ظل اي بؤس يعيشون، دورات من اليأس والخوف والقنوط .
بعد تهاوي وسقوط الانظمة الشمولية، ستجد الانظمة الجديدة نفسها امام مشكلة التعامل مع المواطن، الذي فقد الثقة والامل بمن يقود العملية السياسية، عنده حساسية وله مواقف مسبقة ازاء من يجلس على كرسي الحكم، انه يعاني من ارث ثقيل من القمع والاضطهاد والكذب والضحك على الذقون والكلام الكثير والفعل القليل، يعاني من ارث عقود الحروب الماثل امام عينيه من عسكرة جميع مفاصل المجتمع الى تبعات معالجة اوضاع مئات آلاف المعاقين والضحايا الابرياء، ومن سيادة ثقافة المراقبة والتجسس والتقارير. ليس من السهولة ازالة هذا الارث الثقيل بكلمات مختصرات، خاصة اما اذا شاب الحكم الجديد، اخطاء قلة الخبرات، او تغلغل المفسدين بين طيات الجهاز الحكومي، وكلما زادت الوشائج التي تربط اوضاع ما بعد التغيير بالاوضاع العامة لايام الحكم الشمولي، كلما زاد المواطن نفورا، وسينأى بنفسه بعيدا كما كان سلوكه ايام الحكم الشمولي. لقد وضع امآله العريضة وانتظر التغيير عقودا طويلة، وكان يحسب لفرط تفاؤله وشدة تعلقه بالامل ان مجرد تغيير النظام الشمولي سيغيير جميع احواله نحو الاحسن . .



#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوات
- الديمقراطية الرقمية .. دور ايجابي للتكنولوجيا في اشاعة الثقا ...
- معيار التغيير
- جذر المشكلة
- المعرفة والوعي
- عبرات
- دعوة الى ورشة
- الأمبيريقية . . !
- مكارم
- ديمقراطية المحاصصة التوافقية
- ورش المجتمع المدني
- تحت التكوين
- ثقافة الاستقالة
- العدالة الانتقالية
- ثقافة الاعتذار
- اضطهاد وضحايا
- المرأة والبرلمان
- المصالحة في جنوب افريقيا : مهارات التفاوض وبناء الثقة أعادت ...
- مواجهة الوحش
- سرطان السلطة


المزيد.....




- إيلون ماسك ينتقد مجددا مشروع قانون الإنفاق الذي اقترحه ترامب ...
- مقتل 20 شخصًا بينهم أطفال في غارة على سوق مزدحم في مدينة غزة ...
- بالصور: المشاهير يتوافدون على البندقية لحضور حفل زفاف جيف بي ...
- عودة 36 ألف لاجئ أفغاني من إيران في يوم واحد
- مظاهرات تطالب بإسقاط الرئيس الصربي بشبهة فساد
- جيش الاحتلال يلقي منشورات في غزة تتضمن آيات قرآنية
- مظاهرات إسرائيلية ترفض صفقة تبادل جزئية
- المجلس الإسلامي السوري يعلن حلّ نفسه
- أنباء عن تقدم بمفاوضات غزة وزيارة نتنياهو لواشنطن مشروطة
- محللون: مستقبل نووي إيران بات غامضا وإسرائيل ستعتمد التعامل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان شيرخان - ثقة منهارة