أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان شيرخان - مكارم














المزيد.....

مكارم


عدنان شيرخان

الحوار المتمدن-العدد: 2411 - 2008 / 9 / 21 - 08:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عارضت أغلبية مطلقة من العراقيين فكر وسياسات وسلوك النظام السابق، وانكرت عليه اشياء كثيرة دأب على ترويجها وتسويقها لصالحه. وعلى نهج الانظمة الشمولية المحترفة اشاع اجواء بوليسية قمعية رهيبة جعلت من المستحيل التفكير باعلان اية معارضة ولو بأدنى حدودها، لان العقوبة كانت صارمة وشاملة واكبر مما يتخيله او يتحمله عقل بشري . وبات القوم بالانتظار، وكما يقول المفكر الايراني الكبير علي شريعتي أن كل منتظر معترض، وأن الانتظار ليس فلسفة للتسليم وانما هو يقظة وانتباه وتأهب دائم، وهو (والكلام لايزال للدكتور شريعتي) الايمان بمبدأ الظهور والثورة والانتفاضة والتغيير. وجميع المنتظرين كانوا على ثقة ويقين تام بأن قوى الظلم والظلام ووفقا لارادة ربانية محكوم عليها بالاندحار والهزيمة، وكتب التأريخ تثلج صدور المنتظرين باخبار زوال ملك الجبابرة والطغاة، وتنبأ ان الحق والعدل ليسا مجرد احلام تحملها الجموع معها الى قبرها.وبرحمة من الله تعالى تبدلت امور العراق، وحل نظام جديد، يريده العراقيون نظاما ديمقراطيا يقدس حقوق الانسان والحريات ويحترم الرأي الآخر، ويعتمد المشورة المخلصة، ويتقبل النقد البناء ويتفهمه، ويحارب الاتجاه الذي يفضي الى (شخصنة) الحاكم والمسؤول، وسد جميع الطرق الى الارتداد والعودة لنعت الحاكم بصفات الالهام والضرورة. ربما يحتاج العراق الى وقت طويل للانتقال الى نظام ديمقراطي متكامل، بسبب العقود الطويلة التي رضخ خلالها لحكم وفكر شمولي، لايزال يعشعش في عقول البعض، وثمة تصرفات ومفردات تعود بنا للزمن المظلم الظالم، علينا الوقوف ضدها لكيلا تؤسس لتيار مضاد لمبادئ الديمقراطية، ونفض اليد من هذه التصرفات والمفردات هو احترام لمشاعر العراقيين ووفاء للشهداء.بدأت وسائل الاعلام الحكومي تردد منذ فترة مفردة (مكرمة)، والذاكرة الشعبية العراقية تكره هذه المفردة وتمقتها لارتباطها بفكر وممارسات النظام السابق، وعرض رئيس ذلك النظام على انه الواهب والمانح الكريم السخي، وان العراق وثرواته هي ملك صرف له حصرا يهب لمن يشاء بغير حساب ولاسباب مختلفة، ويمنعها عمن يشاء، ولايخفى ان فكرة المكرمة غالبا ما ارتبطت عندنا بفكرة المنة والصدقة والاحسان.ولكن واقع العراق الجديد والثقافة السياسية التي يجب ان تسود تفيد : ان تخصيص مبلغ من ميزانية الدولة ومنحه لجهة او شخصية ما ولاسباب عديدة ليست مكرمة من شخص المسؤول مهما كان موقعه، وانما من العراق ومن مال العراق، وليس لهذا السياسي اي فضل في ذلك، بل ان المواطن البسيط هو صاحب الفضل الكبيرعلى جميع السياسيين، وبصوته الانتخابي اوصلهم الى ما هم عليه. يقضي بناء دولة المؤسسات التي تستند في كل صغيرة وكبيرة إلى الدستور وضع قوانين وآلية واضحة لجميع مفاصل الحياة، وسد الثغرات امام الاجتهادات الخاصة، ومنها ان يكون للدولة قانون وآلية لتكريم المبدعين وفي جميع المجالات، ومد يد العون لمن يعاني شظف العيش، ومساعدة سكان الاماكن التي تتعرض للكوارث الطبيعية وغيرها، وان تبتعد مثل هذه المسائل عن الشخصنة والمزاج والدعاية.المسؤول الكبير يكرم ويمنج من المال العام وحتى من حلاله الخاص من اجل العراق ورفعة رأسه، لا من اجل نفسه واعلاء شأنها، لانه تجاوز هذه المرحلة بانتخابه، يكفيه فخرا وعزة ان يكون مسؤولا كبيرا في العراق الجديد.



#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديمقراطية المحاصصة التوافقية
- ورش المجتمع المدني
- تحت التكوين
- ثقافة الاستقالة
- العدالة الانتقالية
- ثقافة الاعتذار
- اضطهاد وضحايا
- المرأة والبرلمان
- المصالحة في جنوب افريقيا : مهارات التفاوض وبناء الثقة أعادت ...
- مواجهة الوحش
- سرطان السلطة
- مانديلا : 90 عاما
- خيبة امل المنتظرين


المزيد.....




- المخابرات الألمانية تصنّف حزب البديل من أجل ألمانيا على أنه ...
- إسرائيل تعلن شن غارات جديدة على سوريا.. وتوضح الهدف
- -لحماية الدروز-..هل تصعد إسرائيل بسوريا؟
- سجن قاضية أممية في بريطانيا لأكثر من 6 سنوات بتهمة -استعباده ...
- مصدر مصري: إسرائيل تغلق معبر رفح من الجانب الفلسطيني وتمنع د ...
- الجيش الإسرائيلي يكشف عن المواقع المستهدفة في الغارات الأخير ...
- الخارجية الأمريكية توافق على عقد بقيمة 310.5 مليون دولار لصي ...
- إعلام: الولايات المتحدة تجهز عقوبات جديدة ضد روسيا قد يرفضها ...
- مرافعة تاريخية للجامعة العربية أمام العدل الدولية
- زعيمة حزب ألماني تتحدث عن خطأ ارتكبته أوروبا في قضية الأزمة ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان شيرخان - مكارم