أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عدنان شيرخان - اضطهاد وضحايا














المزيد.....

اضطهاد وضحايا


عدنان شيرخان

الحوار المتمدن-العدد: 2393 - 2008 / 9 / 3 - 08:50
المحور: حقوق الانسان
    


احدى احقر واخس آليات حكم الانظمة الشمولية والعنصرية انها تقسم المواطنين الى فئات حسب ولائهم وقربهم من مذهب او قومية او عشيرة او قرية الرئيس وافراد القيادة، او انتمائهم لحزب السلطة الاوحد، او حسب لون بشرتهم . ففي جنوب افريقيا كان نظام الفصل العنصري ينظر الى الجنس الابيض بانه الارقى والاذكى والاحسن .وأن الغالبية السوداء اصحاب البلاد الاصليين لا يستحقون العيش بحرية ومساواة مع البيض الذين جاؤوا من وراء البحار، ووضع النظام المقيت قوانين لتثبيت دعائم حكمه العنصري، صبت جميعا في مصلحة البيض السياسية والاقتصادية والاجتماعية، اما في النظم الشمولية فكان المواطنون سواسية امام القانون، ولكن على الورق، اما على ارض الواقع فأن فئة قليلة تلقى معاملة تمييزية تفضيلية، تحصل على اعلى المرتبات والمراكز الوظيفية المهمة، ويمتد السحت الحرام الى الاقارب والمعارف والاصدقاء .ألقت هذه السياسات التي استمرت عقودا طويلة بظلالها القوية على الفريقين، الفريق الذي وضعه النظام في التصنيف الارقى والاحسن، واولئك الذين يضطهدهم ويزدريهم ويهمشهم .بعد التغيير يجد الفريقان انفسهم امام تحديات يصعب تجاوزها، وفي خضم احوال جديدة يصعب التكيف معها، فالذين عاشوا في مستوى فوق استحقاقاتهم بسبب انتمائهم للاقلية الحاكمة يصعب عليهم الاعتراف بالوضع الجديد والتعايش معه، عندما يصبح من الضروري ان يتساووا مع الاخرين بالحقوق والواجبات، والمشكلة الاخرى التي تهمنا كثيرا هي ما يتعلق بالاغلبية التي اضطهدت وعانت وتعذبت لاسباب سياسية او عرقية، سيحتاج هؤلاء الى قوانين واجراءات وربما برامج طبية نفسية لمعالجة الاثار التي ترتبت على بقائهم تحت ضغط السلطات الامنية. وسيبقى المواطن يعاني من عقد تتعلق بالنظام السابق اهمها على الاطلاق عقدة الخوف التي زرعها ورعاها النظام الشمولي او العنصري وظل يراقب تأكيد وجودها. ولسنا بحاجة الى الكثير لاكتشاف عودة هذه العقدة بين حين وآخر الى التصرفات والاراء، خاصة في المجتمعات التي انتقلت من الحكم الشمولي بدون ان تمر بمرحلة العدالة الانتقالية او الترميمية، التي تهتم بمواجهة الماضي عن طريق تقصي الحقائق ونشرها في لجان الحقيقة، والتعويضات المادية والمعنوية عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان.ان تفكير مسؤولي الانظمة الجديدة بعد التغيير بتفادي المرور بمرحلة العدالة الانتقالية، ضرب من الجنون واللاواقعية السياسية والاجتماعية، لانه سيعيد من حيث لايدرون او يدركون الروح والاعتبار الى النظام القديم، خاصة عندما تظهر تشريعات وقوانين تتولى الدفاع عن قضايا من كان مستفيدا من النظام السابق، وتحرص على ايجاد تسويات بشأن خدمتهم ورواتبهم وتقاعدهم، قبل ان يجد ضحايا النظام من يدافع عنهم. فيبقى السجين السابق والمفصول السياسي والمدفون في مقابر جماعية، شاهدا على ظلمين، احدهما كان سببه النظام الشمولي السابق، والآخر رغبة القادة الجدد في ان يقال عنهم انهم سائرون في درب المصالحة الوطنية، التي لا تعني ولا تقضي بتخطي عذابات واستحقاقات الضحايا



#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة والبرلمان
- المصالحة في جنوب افريقيا : مهارات التفاوض وبناء الثقة أعادت ...
- مواجهة الوحش
- سرطان السلطة
- مانديلا : 90 عاما
- خيبة امل المنتظرين


المزيد.....




- محكمة استئناف تؤيد حظر توقيف المهاجرين في لوس أنجلوس
- قمع الشرطة الألمانية لمظاهرة داعمة لفلسطين في برلين واعتقالا ...
- تصاعد العنف في برلين ضد المتضامنين مع غزة واعتقالات واسعة خل ...
- قانون التظاهر يثير جدلاً واسعاً في العراق.. منظمات حقوقية تح ...
- حكومة نتنياهو تواجه أزمة إنكار المجاعة في غزة بعد فيديو يظهر ...
- جدعون ليفي: نتنياهو يواصل ارتكاب أسوأ جرائم الحرب في غزة بدع ...
- جدعون ليفي: نتنياهو يرتكب أسوأ جرائم الحرب في غزة بحماية من ...
- تفسير دخول قطاع غزة المرحلة الثالثة من أزمة الجوع والتهديد ب ...
- عائلات الأسرى الإسرائيليين تندد بتصعيد الاحتلال وتطالب بصفقة ...
- محكمة فيدرالية تمنع عملاء الهجرة من تنفيذ -اعتقالات عشوائية- ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عدنان شيرخان - اضطهاد وضحايا