دعوة الى ورشة

عدنان شيرخان

الحوار المتمدن-العدد: 2414 - 2008 / 9 / 24 - 03:19
المحور: المجتمع المدني
    

تقف مجموعة من الاسباب وراء عقد ورشة مجتمع مدني او مؤتمر او دراسة حالة خارج العراق، اهمها الاوضاع الامنية، والخوف من ان يكون المجتمعون صيدا سهلا للمتربصين، ثم عزل المشاركين عن بيئتهم الاصلية، وقطع تاثير اجواء العمل والعائلة، لوضعهم في احسن الاحوال، التي يجني منها تحقيق اكبر الفوائد. اما ورشة دراسات الحالة فهذا موضوع مفهوم من عنوانه، يفضل السفر الى البلد صاحب التجربة المنتقاة التي تهم الحالة العراقية، والتعرف على ارض الواقع بالاشخاص الذين لعبوا ادوارا مختلفة وحجم تأثيراتهم على الحالة التي تهم المشاركين، الاستماع اليهم وتوجيه الاسئلة التي تساعد الى التوصل الى تكوين فكرة صحيحة عن الحالة موضوعة البحث، ثم زيارة الاماكن التي كانت مسرحا للاحداث التي غالبا ما تحولها الدولة المعنية الى متاحف يرتادها الزوار. بعد تسلم الدعوة بالمشاركة باحدى هذه الفعاليات، سيكون على المدعو ان يبحث ويقرأ ويتعرف على امور كثيرة تهم الورشة التي سيشارك فيها، وان لايكون حاله كاحوال الذين لايعرفون حتى العنوان الرئيس الذي من اجله اقيمت الورشة، او اولئك (الادعياء) الذين يتصورون ان مبلغ علمهم اكبر من اية ورشة يشاركون فيها، وان مجرد اسمائهم او مشاركتهم هي شكل من اشكال الدعم للورشة المقامة، وغالبا ما تكون احاديث هؤلاء انشائية لا مغزى حقيقي لها، سوى اللف والدوران حول الموضوع لعجزهم الواضح في الولوج الى صلبه، وتناوله بشكل موضوعي، وغالبا ما يجهل المشاركون الحقيقيون سبب دعوة مثل هؤلاء الاشخاص.يراعى عند اعداد قائمة المدعوين الى الورش التنوع، بالاعمار والمهن والاختصاص، قدر تحمل موضوع الورشة ذلك، والاهم الناحية الجندرية، وهو مشاركة النساء الفاعلة ومن جميع الاعمار، وعدم اهمال هذه الناحية. الشباب امل الامم ومستقبلها الزاهر، وعلى اكتافهم ستبنى دولة العراق الديمقراطية، ويزدهر المجتمع المدني، ونصيبهم حاليا في الورش، عليه العديد من الملاحظات، ومن اجمل ما سمعت في دول عديدة هو ان يتم اسلوب الاحتضان والتبني وفي مجالات عديدة، ليس فقط في منظمات المجتمع المدني، ان تتبنى الشخصيات الفاعلة في المجتمع المدني مجاميع من الشباب، تتولى تدريبهم ورعايتهم واشراكهم في الورش والندوات، اعطائهم كامل الفرصة ومساعدتهم للوصول الى مستوى التأهيل. اخيرا، لاتنتهي مهام الورش بانتهاء اليوم الاخير للورشة، غالبا ما يضع القائمون عليها الخطط والبرامج التي يمكن الاستفادة من الامور التي ترشحت من الورشة، كالطلب من المشاركين القيام بنشاطات محدودة لتطبيق مفردات الورشة، او متابعة التوصيات التي تتعلق بالمدافعة او المناصرة للموضوع المطروح، او الاتجاه نحو لفت نظر الحكومة وصناع القرار، او الضغط عليهم لاتخاذ قرار ما او الرجوع عن قرار. ومما تبدو الامور عليه، فان المشاركة في ورشة للجادين والمخلصين لمبادئ المجتمع المدني، ابعد واعمق من مشروع سفرة ترويحية، انها اطلاع ومعرفة وتجربة نوعية ونقلة تراكمية الى امام . .

#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات