أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - عدنان شيرخان - ما بعد التغيير














المزيد.....

ما بعد التغيير


عدنان شيرخان

الحوار المتمدن-العدد: 2438 - 2008 / 10 / 18 - 04:25
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


يكشف ضعف المتابعة الشعبية لوقائع جلسات محاكمة المتهمين في قضية قمع الانتفاضة الشعبانية العام 1991، عن عمق الملل والجزع والحيرة التي اصابت العراقيين كرد فعل للاخفاقات التي اصابت عملية التغيير والتحول. وكدليل على عدم الاهتمام فان قنوات تلفزيونية معدودة تنقل جلسات المحاكمة، وربما يعبر إعراض قنوات عراقية اخرى عن موقف سياسي من المحاكمة. ولكن الامر لم يكن دائما كذلك: فقبل خمس سنوات كان مجرد الحديث عن تلك الانتفاضة ومستوى العنف الدموي التي صاحب قمعها يقابل باهتمام بالغ، وكان الحلم يترأى للكثيرين ان يأتي اليوم الذي يوضع فيه كبار مسؤولي النظام السابق في قفص الاتهام. كان من المتوقع والطبيعي ان تشبع فترة حكم النظام الشمولي السابق بالشرح والتحليل والنقد، كما حصل ويحصل مع النظام النازي في المانيا والانظمة الشمولية التي انهارت في ارجاء مختلفة العالم، ونجا ذلك النظام الا في استثناءات محدودة من حملة نقد وتحليل منظمة، تشرح الكوارث والمآسي التي خلفها على جميع الاصعدة ومختلف مناحي الحياة. وربما يفسر ما كتبه الصحفي الكبير جهاد الخازن في صحيفة الحياة الاسبوع الماضي وجهة نظر العرب وبعض العراقيين في السكوت عن جرائم النظام السابق، عندما يقول: " كلنا طلب ذهابه، غير ان ما حدث بعد ذلك كان كارثة على العراق تجعل شرور صدام تتضاءل ازاءها "، وينطوي هذا الكلام والفكرة التي تقف خلفه على مغالطة واضحة، فلا يمكن لاي منصف وعادل ان يقارن بين فترة حكم نظام شمولي شرس راسخ الاركان امتدت 35 عاما، واخرى سادت فيها الفوضى والدمار والاخطاء الكبيرة واكثرها من الاميركان الذين احتلوا البلد تحت غطاء قرار اممي جائر، فخلال السنوات الخمس السابقة، استهدف العراق كدولة ومجتمع وكيان، تكالبت عليه قوى معادية عديدة غرست مخالبها وانيابها في جسده، استهدفت المواطن البسيط في حياته وعائلته وقوته، فكانت ولاتزال معارك حياة او موت تصاحب العراقيين يوميا. فلا يمكن ان يختلف العراقيون الذين يحسبون على الاغلبية التي عانت وعاشت مهمشة في تقييم فترة حكم النظام السابق والسنوات الخمس التالية، فموقف هذه الاغلبية يأتي حقيقة من هول معاناتها والتضحيات الكبيرة التي قدمتها مرغمة لا مختارة، انما الاختلاف بين النخب السياسية والمثقفة بشأن تقييم ونقد ذلك النظام وما تلاه، ومهما بذلت من جهود لإخفاء النوايا الحقيقية فأن الموقف من التغيير الذي حدث في التاسع من نيسان 2003 هو الدافع الذي يفسر العديد من مواقف السياسيين والمثقفين. في مجتمع يعاني من امراض اجتماعية وسلوكية عديدة، لم يكن من الصعب وجود من يفسر اية محاولة لتفكيك وشرح الفكر الشمولي للنظام السابق على انها طعنات توجه للمصالحة الوطنية، او تفسير التوجه لاستذكار جرائم ذلك النظام على انها محاولات لاثارة الفتن والنعرات الطائفية، ثمة تيار فكري واعلامي مهم يطالب باسدال ستائر النسيان على الذاكرة العراقية، والبدء بذاكرة جديدة تبدأ من يوم سقوط النظام، تتراقص بين سطورها كلمات " الاحتلال والقادمين معه على ظهور الدبابات"، وكأن الاغلبية التي همشها وسحقها ذلك النظام هي التي جاءت بالاحتلال وفتحت له الابواب او كانت موكلة بالدفاع عن الثغور التي غادرها من كان موكلا بالدفاع عنها. وعلى الضد من ذلك فأن الاغلبية العراقية المهمشة تحَِمل النظام السابق ورموزه وانصاره ومؤيديه المسؤولية الاخلاقية والادبية عما آلت اليه امور العراق، والمواطن البسيط الذي لم يدرس القانون يقول : كان يكفي لادانة رأس النظام السابق وقيادته العسكرية والحزبية محاكمته على هروبهم من ساحات المواجهة، وان يطبق عليهم ما كانوا يفعلوه بالجنـــود الفارين من اتون نار الحرب مع ايران والكويت واميركا. ومواطن آخر يقول : كان يكفي العرب المتباكين على وطنية العراقيين وعروبتهم ان يوقفوا القوات الاميركية المتجهة لاحتلال العراق عندما مرت من قناة السويس ورست في موانئ عربية وقصفت العراق من القواعد التي بنيت على ارضهم، لو كانوا فعلوا ذلك او عشره لحق لهم اليوم ان يزايدوا على وطنية العراقيين، الذين كانت تفصلهم عن ذلك النظام بحور من القمع والجرائم. ولم يكن يكفي الاميركان ان يسقطوا النظام السابق بلا خطة واضحة لما بعد السقوط، ويدعوا الحبل على الغارب؛ بل جعلوا من العراق مختبر تجارب تفشل العشرات بانتظار ان تنجح واحدة، سيفيدنا ما اورده مؤخرا السير جيرمي جرينستوك، موفد رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير إلى العراق بعد غزوه العام 2003، عندما قال : " إن سنوات من التقدم المحتمل" أهدرت في الأيام الأولى من أبريل نيسان وذلك بعد خلع الرئيس العراقي السابق صدام حسين. موضحا أنه "بعد خمس سنوات من غزو العراق، مازلنا لا نعرف إلى أين سيصل الوضع هناك... لا يمكننا أن نضع الأخطاء التي ارتكبت بعد غزو العراق خلف ظهورنا، وذلك لأن آثار هذه الأخطاء مازلت مستمرة ومؤثرة، ولو إلى حين، على مصداقية اميركا وبريطانيا في الساحة الدولية”. بقليل من الصراحة : كنا ولا نزال نعيش في ظل (وضع راهن) ليس في صالحنا وصالح وطننا ومستقبله، نحن في ازمة تلو اخرى ومنذ اكثر من نصف قرن، المواطن العراقي برغم شجاعته وقوته وطول صبره، ـ خصال تحسده عليها شعوب وأمم ـ، ملّ وضجر وتعب، ويريد من السياسيين الاسراع بايجاد حلول شافية ترفع عنه المعاناة التي لازمته، انه يقول بملء فمه كفى . . اريد حاضرا ومستقبلا افضل للعراق .



#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد الاعتبار
- ثقة منهارة
- دعوات
- الديمقراطية الرقمية .. دور ايجابي للتكنولوجيا في اشاعة الثقا ...
- معيار التغيير
- جذر المشكلة
- المعرفة والوعي
- عبرات
- دعوة الى ورشة
- الأمبيريقية . . !
- مكارم
- ديمقراطية المحاصصة التوافقية
- ورش المجتمع المدني
- تحت التكوين
- ثقافة الاستقالة
- العدالة الانتقالية
- ثقافة الاعتذار
- اضطهاد وضحايا
- المرأة والبرلمان
- المصالحة في جنوب افريقيا : مهارات التفاوض وبناء الثقة أعادت ...


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - عدنان شيرخان - ما بعد التغيير