صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2413 - 2008 / 9 / 23 - 09:26
المحور:
الادب والفن
14
..... .... ... ....
السَّماءُ العالية لا تبدو عالية
تقتربُ رويداً رويداً
نحوَ شفاهِ الأرضِ
تكادُ أنْ تخنقَ الشَّهيقَ المنبعثَ
مِنْ أحشاءِ الأرضِ
صراعٌ أجوفٌ
يشبهُ لغةَ الأساطيِر!
تطايرَتْ أشلاءُ الحمامِ
نحوَ الأعالي
عجباً أرى جراحاً فائرة ..
ارتطَمَتْ بِخيوطِ الشَّمسِ
فتناهى صداها إلى مسامعِ الرِّيحانِ
إلى الكائناتِ المتناحرةِ
تحتَ عباءاتِ السَّماءِ
فوقَ قممِ الجبالِ المتهالكة
في قاعِ البحارِ!
زمجرَ الهلالُ
وانبثقَ مِنْ فاهِ النَّيزكِ صرخةٌ
زلْزلَتْ أمواجَ المحيطِ
ارتجفَتِ الكائناتُ
عندما رأَتْ وجْهَ الأرضِ
تزدادُ تصدُّعاً ..
النيازكُ غضبى
الشَّمسُ عطشى
تريدُ أنْ تبلِّلَ ريقَهَا
بمياهِ المحيطِ
كي تخفِّفَ مِنْ وَهجِ الإشتعالِ
العمرُ يتدَحْرَجُ
فوقَ أكوامِ القفارِ!
الموتُ عدالةُ الفقراءِ
عدالةُ العدالاتِ
انتصارُ الحقِّ في وجهِ الطغاةِ!
نعمةٌ هاطلة علينا من الأعالي
بابُ خلاصٍ
من جلاوزةِ العصرِ
من مناطحاتِ أصحابِ النَّياشينِ
الموتُ واحةٌ مريحةٌ
وَضْعُ حَدٍّ لعذاباتِ السّنينِ
الموتُ عدالةٌ
لا تطيلُهَا عدالات
جبابرةُ العصرِ تحني رقابَها
تحتَ أبَّهةِ الموتِ ..
لا مفرّ مِنَ العبورِ
في ميزانِ شهقةِ الموتِ
شهقةِ العدالةِ!
عبورٌ ولا كلَّ المعابر ..
بوَّابةٌ عادلة
يعبُرُهَا كلَّ البشرِ!
خرقَ نفوذكَ مدارَ النُّجومِ
على حسابِ شهيقِ الرَّعيّةِ
على حسابِ دماءِ الغنائم
نفوذٌ مدبَّقٌ بالاسودادِ
مشنفرٌ بالضغينةِ
قممُ الجبالِ مرتكزة
على صخورٍ متراصّة
هشاشة الأرضيّة
تجرف أعلى القممِ إلى القاعِ
تتباهى متبختراً
كطاؤوسٍ مجوَّفٍ بالقشِّ
تزرعُ الأرضَ باروداً
غير مكترث لأحزانِ العصافيرِ
لأحزانِ البحارِ
لأحزانِ المسافاتِ
المرشرشة
فوقَ أعناقِ المدائنِ ..
وجعٌ مكتنـزُ الأشواكِ
يقبعُ فوقَ صحارى الرُّوحِ!
جرحَت لغة التآمرات
خدودَ اللَّيلِ
لغةٌ من لونِ التَّماسيحِ
من لونِ الفقاعاتِ
تفتِّتُ هضابَ العمرِ
تشرخُ هدوءَ الشَّفقِ
سهولَ الرُّوحِ
غير آبهة بأخطبوطِ الألمِ
المفروش على مساحاتِ الجسدِ!
لغةٌ من لونِ الزَّمهريرِ
أكثرَ قتامةً من سوادِ اللَّيلِ
من مغائرِ القبورِ ..
لغةٌ مفهرسة من وقائعِ الجنونِ
بعيدةٌ عن خصوبةِ الرُّوحِ
عن خفقةِ القلبِ
بعيدةٌ عن نسمةِ الصَّباحِ
معفَّرةُ بأشلاءِ العناكبِ
تقتلُ بهجةَ العيدِ
خارجة عن جموحِ الشَّوقِ
عن تضاريسِ المكان!
..... .... ... ... يتبع!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟