أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - توارَى حطامُ الرُّوحِ بينَ الضَّباب














المزيد.....

توارَى حطامُ الرُّوحِ بينَ الضَّباب


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2410 - 2008 / 9 / 20 - 09:45
المحور: الادب والفن
    



12

.... ... ... ... .....
تناثرَ الأرجوانُ حولَ الضَّريحِ
طفلٌ يحملُ غصنَ الزَّيتونِ
زهرَ البيلسان
انطفأت شمعةُ العمرِ
ارتعشَتِ السَّنابلُ
عندما تناهى إلى مسامِعِهَا
أجراسُ الرَّحيلِ

تندملُ الجراحُ من نعمةِ النّسيان
ويرحلُ الإنسانُ
كما ترحلُ البلابلُ والزُّهورُ
يعلو إلى فوق
كما تعلو قطراتُ النَّدى

لماذا لم تسقوا الياسمين؟
جفّتْ أغصانُ التُّوتِ
سقطَتْ ثمارهُا الصَّغيرةِ
على أهدابِ اللَّيلِ

مآتمٌ لا تُحصى
.. وتخرُّ المياهُ عبر الميازيبِ
أشجارُ التِّينِ تحني رأسَهَا ..
هجرَتْ سفينةُ العمرِ بعيداً
أرائكٌ من القشِّ مرميّة
بينَ أركانِ الصَّقيعِ
وداعاً زمهريرُ اللَّيالي
أزيزُ الرَّعدِ ..

انبلجَتْ مآسٍ قبلَ فجرٍ ضاحكٍ
تكسَّرَتْ أُصُص الرَّياحينِ

خبزٌ يابسٌ أصبحَ حسرةُ الحسراتِ
تناثرَتْ على امتدادِ الشَّاطئِ
أجسادُ طيورٍ برّية
اختنقَتْ بغازِ ثاني أكسيدِ الجنونِ
طافَتْ أبقارُ البحرِ
فوقَ وجهِ المياهِ
اصطدَمَتْ بمقدِّماتِ السُّفُنِ
حامَتْ فوقَهَا النُّسورُ
تنهشُ أجسادها المنتفخة
شعاعُ الشَّمسِ
يزيدُ الأجسادَ انتفاخاً

حطامُ الرُّوحِ توارَى بينَ الضَّبابِ
الريحُ تزيدُ مِنْ وَهجِ الاحتراقِ
هربَتِ الأسماكُ
إلى أعماقِ القاعِ

انزاحَ الأفُقُ مِنَ الآفاقِ
ارتجاجٌ مخيفٌ في صدغِ كوكَبِنَا
ذبُلَ الأقحوانُ قبلَ الأوانِ

نكهةُ الشمّامِ تخفِّفُ
مِنْ تعبِ النَّهارِ
يبسَتْ باقاتُ الزَّيتونِ
رؤى شاقوليّة تهرسُ الطُّفولةَ
لا تبالي بآهاتِ الشَّبابِ
رؤى طافحة بالرَّمادِ
تكسرُ أياطيلَ* الجبالِ
مغطاةٌ ببَرْدَعاتِ الحميرِ
آمالٌ منهارةٌ
تجرحُ أحلامَ المساءِ

ربّما يهطلُ نيزكٌ
فوقَ جبهةِ الحياةِ
فوق لُجينِ العمرِ
مَنْ يستَطيعُ أنْ ينقذَ كوكبَنا
مِنْ هجومِ النَّيازكِ
عبثٌ أنْ يفكِّرَ الإنسانُ في الحروبِ
ضَرْبٌ من الجنونِ!

أَجرامُ السَّماءِ مستاءةٌ
مِنْ جرائمِ البشرِ
أينَ المفرُّ من غضبِ النَّيازكِ؟

حضارةُ الإنسانِ على كفِّ عفريتٍ
داسَ الإنسانُ
في جوفِ العفاريتِ
ولّى عهدُ الأماناتِ
عهدُ المؤانسةِ
عهدُ الوفاءِ
تراخَتْ عزّةُ النَّفسِ
تهدَّلَتْ أغصانُ الرُّوحِ
في رحابِ الصَّفاءِ
.... .. ... ... ... يتبع!

صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دمعةٌ خرَّت فوقَ شغافِ القلب
- بلابِلُكِ تطيرُ فوقَ تلالِ الذَّاكرة
- فرحٌ يموجُ على أنغامِ اللَّيل
- معادلاتٌ تشرخُ وجنةَ الصَّباحِ
- ضجرٌ ينمو في قبّةِ الرُّوحِ
- خيطٌ حارقٌ يتغلغلُ في تجاعيدِ الحلمِ
- غريبةٌ أنتِ يا روح في دنيا من حَجَر
- أهلاً بكَ يا طين ..
- أينَ تلاشَتْ وداعات الحمام؟
- الآنَ تأكّدْتُ لماذا تفورُ البراكين؟
- وحدهُ الشِّعرُ يمنحني ألقَ البقاء
- الاحتفاء بالكتابة
- مرحى لوئامِ الأرضِ والسَّماءِ
- حبرُكِ يناغي حفاوةَ الصّلصالِ
- عبرتِ القصيدةُ طراوةَ الطِّينِ
- حبري يمحقُ مرارةَ الأرقِ
- خرَّ حبري فوقَ مهودِ الطُّفولةِ
- آهاتي تضاهي جهامةَ الرِّيحِ
- تعرَّشَتِ الورودُ في جبينِ الصُّخورِ
- وداعاً يا جرحَ أرضٍ


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - توارَى حطامُ الرُّوحِ بينَ الضَّباب