أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - وحدهُ الشِّعرُ يمنحني ألقَ البقاء














المزيد.....

وحدهُ الشِّعرُ يمنحني ألقَ البقاء


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2389 - 2008 / 8 / 30 - 07:29
المحور: الادب والفن
    


... .. ... ...
ترتمي الشَّمسُ
بينَ أحضانِ الغسَقِ
هاربةً مِنْ أوجاعِ النَّهارِ ..
تاركةً خلفَهَا المروج ممتدّة
حتّى شواطئِ الذَّاكرة البعيدة

الغيومُ داكنةٌ
تغمرُهَا الكآبة
كأنّها منبثقة
من هضابِ الصَّحارى

تأخَّر المطرُ هذا العام
هل تبخَّرّتْ قطراته
وهطلَتْ فوقَ كوكبٍ آخر؟

تخنقُني هذهِ الصَّباحات ..
نهاراتُ الصَّقيعِ
ليالٍ طويلة حافلة بالرَّمادِ ..
ضجرٌ من لونِ الكبرياءِ!

حاولَ كثيرونَ الانتحار
مرّاتٍ ومرّات ..
فشلوا ..
أنْ تنتحرَ ليسَ سهلاً
عليكَ أنْ تلمَّ بأطرافِ اللُّعبةِ ..
لعبةُ الخلاصِ!

ما نملكُهُ
حياتُنا القصيرة
حياتُنا المنهكة
الباهتة ..
الخالية مِنْ أيّةِ نكهةٍ
ربَّما نكهة العذاب
نكهة الغربة
غربةُ الإنسان
ابتداءً من وقائعِ الصَّباح ..
وقائعُ الحزنِ العميق!

دهاليزُ هذا الزَّمان
ملولبة للغاية

اللَّيلُ يئنُّ مِنْ وقائعِ الانشطارِ ..
انشطارُ قبّةِ السَّماءِ
عن إيقاعِ الفرحِ
تشاطرُنَا السَّماءُ
أحزانَ المسافاتِ
أحزانَ اللَّيلِ والنَّهار
يتغلغلُ وميضُ الشِّعرِ
في تجاويفِ روحي
يطهِّرني من آثامِ قرونٍ مِنَ الزَّمانِ
يبهرني بألقِهِ الدَّائمِ
يبدِّدُ قحطي النَّابت بينَ الهشيمِ
يكسرُ جبهةَ الأحزانِ
زارعاً فوقَ شاطئِ القلبِ وردة!

وحدُهُ الشِّعرُ قادرٌ
على منحي ألقَ البقاءِ
قادرٌ على إغداقِ الفرحِ
فوقَ تضاريسِ الحلمِ

وحدُه الشِّعرُ يجابِهُ جبروتَ الأوباشِ
أريدُ أنْ اخترقَ شراراتِ العيونِ الجاحظة
بكلماتٍ مرتَّقةٍ بالذَّهبِ ..
أريدُ أنْ أكتبَ قصائدي بمنجلي الصَّغير
حِبْرِي مِنَ الحِنْطَة
وأوراقي أشجارُ نخيل ..

أريدُ أنْ أحضنَ النِّساءَ الثّكالى
المبعثرة
في أنحاءِ الدنيا، احتضانَ الإنسان ..
أريدُ أنْ أمسَحَ دموعَ الأطفالِ اليتامى
أنْ أكفكفَ دموعَ فقراء هذا العالم ..

أريدُ أنْ أبكي بطريقةٍ
خارجة عَنِ المألوف
مللتُ مِنَ البكاءِ العاديِّ
أحتاجُ بكاءً يخترقُ الظِّلالَ البعيدة

مَنْ بعثرَ أوراقي
أقلامي؟!..
صحفٌ تحملُ بين ثناياها أرشيفي
أرشيفي! ..
عبارةٌ يتندَّرون عليها
ضحكةٌ صاخبة عبرَت هدوءَ اللَّيلِ
كسرَتْ صَمْتِي ..

أخبارٌ تفتقرُ لغةَ التَّحليلِ
.. ومكرّرةٌ لغة التركيب
حواراتٌ عقيمة تفوحُ مِنْ قمّةٍ
تسمِّمُ مسائي
تقتلُ وردةَ الصَّباحِ
أهدافٌ تصبُّ في قاعِ الأقبية
في قاعِ البراميلِ ..

مؤتمراتٌ ..
طائراتٌ تحملُ سموماً
من لونِ الجنونِ
حواراتٌ مطلسمة ..
لا تستطيعُ أنْ تخفِّفَ
مِنْ زمهريرِ اللَّيالي
من آفاتِ الحروبِ
أَلَمْ يشبعْ عباقرةُ العصرِ
مجانينُ العصرِ
من موبقاتِ الحروبِ؟!
..... .... ... .... ....!


صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتفاء بالكتابة
- مرحى لوئامِ الأرضِ والسَّماءِ
- حبرُكِ يناغي حفاوةَ الصّلصالِ
- عبرتِ القصيدةُ طراوةَ الطِّينِ
- حبري يمحقُ مرارةَ الأرقِ
- خرَّ حبري فوقَ مهودِ الطُّفولةِ
- آهاتي تضاهي جهامةَ الرِّيحِ
- تعرَّشَتِ الورودُ في جبينِ الصُّخورِ
- وداعاً يا جرحَ أرضٍ
- قلبٌ مشظّى من جرحِ مطرٍ
- أنشودة الحياة ج8 ص 778
- أنشودة الحياة ج8 ص 777
- أنشودة الحياة ج8 ص 776
- أنشودة الحياة ج8 ص 775
- أنشودة الحياة ج8 ص 774
- أنشودة الحياة ج8 ص 773
- أنشودة الحياة ج8 ص 772
- أنشودة الحياة ج8 ص 771
- أنشودة الحياة ج8 ص 770
- أنشودة الحياة ج8 ص 769


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - وحدهُ الشِّعرُ يمنحني ألقَ البقاء