صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2371 - 2008 / 8 / 12 - 10:38
المحور:
الادب والفن
إهداء: إلى روح الشَّاعر الرَّاحل محمود درويش
1
درويش برارةُ حرفٍ
مرفرفٍ في أسرارِ الأرضِ
استلهمَ بسمةَ الطُّفولةِ
من زخَّاتِ المطرِ
من مهودِ الأنبياءِ!
شبّاكٌ مفتوحٌ على أنينِ البحرِ
على خيوطِ الشَّفقِ
على قلبٍ ملفَّحٍ
بأنشودةِ الفراقِ
فراقُ الأمِّ من وهجِ العناقِ!
قلبٌ يعزفُ ألماً
على جمرِ الخيامِ
خيامٌ على مدى العمرِ
على برزخِ الشِّعرِ
غربةُ بحارٍ محفورةٍ
على مرافئِ القلبِ
قلبٌ مشظَّى من جرحِ مطرٍ
من دموعِ الأمَّهاتِ
أمٌّ معفَّرة بحنينِ الكونِ
تسهرُ على أغصانِ الزَّيتونِ
تغفو القصائدُ
على مهجةِ الحلمِ
حلمٌ طافحٌ بخصوبةِ اللَّونِ
لونُ الدَّمعةِ
لونُ الشَّمعةِ
السَّاطعة في أعماقِ الغمامِ
لونُ اللَّوزِ
المهفهفِ ببياضِ الحمامِ
يا حمامةَ الرُّوحِ
يا سرَّ البوحِ
في أوجِ الوئامِ
تخرُّ دمعتي على أريجِ غربتي
للغربةِ أريجٌ
مطعّمٌ بملوحةِ البحرِ
كم من الانتظارِ
حتّى تبرعمَتْ سنابلُ الفجرِ
نامَ البحرُ على مروجِ أحزاني
على أعشابِ أرقي
تهتُ في لجينِ القصيدةِ
أبحثُ عن دمعةِ محمودٍ
عن شراعِ الحرفِ
عن درويشٍ مندّى برحيقِ الشِّعرِ
حرفكَ يا صديقُ الكائناتِ
متعانقٌ مع عذوبةِ البحرِ
معَ شوقِ العذارى
إلى شهيقِ الوفاقِ
وفاقُ الأحبةِ
معَ جموحِ الرِّفاقِ
وفاقُ البشرِ مع أشجارِ التِّينِ
مع هديلِ اليمامِ!
يشمخُ شعرُكَ باسقاً
كأشجارِ اللَّوزِ
كأمواجِ البحرِ
في وجهِ اهتياجِ الرِّيحِ!
استرختِ الفراشةُ
فوقَ بتلاتِ الاقحوانِ
حلمٌ مندَّى
بحفاوةِ ضوعِ البيلسانِ
كيفَ سيغفو الموجُ
على سيوفِ الطُّغيانِ؟!
بكَتِ القوافي
من أوجاعِ الأغاني
صمَتَ اللَّيلُ
من غدرِ الزَّمانِ
قلبٌ تجذَّرَ
في مآقي المكانِ
قلبٌ تسامى زهراً
من فيضِ الإيمانِ!
.... ... ... ..... ...!
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟