أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - معادلاتٌ تشرخُ وجنةَ الصَّباحِ














المزيد.....

معادلاتٌ تشرخُ وجنةَ الصَّباحِ


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2404 - 2008 / 9 / 14 - 08:50
المحور: الادب والفن
    


.... ... .... .. ..... ...
أيُّها الشَّاعر المشلوح من كوكبٍ بعيد
فوقَ تعاريجِ الغربة
فوقَ زبدِ البحارِ
فوقَ ضجرِ الأيام!

أيُّها القلب المضرَّج
بأنينِ المسافات
المحاصر بسراديبٍ
لا تخطرُ على بال!

متى سترتِّلُ أغانيكَ المفهرسة بالجراح؟
أغانيكَ المنبعثة من ثقلِ اللَّيالي ..
المندلقة من برودةِ الصَّباحات ..
الهائجة من إنشطاراتِ الحنين
إلى مرابعِ الطُّفولة

آهٍ .. يا طفولة
أيَّتها المكتنـزة بالسَّنابل
بخصوبةِ اللَّيالي
أيَّتها المتفتِّحة في أزقّةِ ديريك العتيقة
المبرعمة بين أكوامِ الطِّين
طفولةٌ شقيّة
مطرَّزة بالخطميّة والنِّعناع
مقمَّطة بأكوامِ الحنطة
طفولة جامحة نحو البراري
آهٍ يا براري الرُّوح
يا مهجة انتعاش الذَّاكرة

أعوامٌ موحشة
موغلة في هضابِ المللِ
يتدفَّقُ من جنباتِها زمهريرُ العزلة
زمهريرٌ مرتَّق بكآباتِ
قرونٍ مِنَ الزَّمان
مَنْ يستطيعُ أن يزيحَ غشاوةَ الأيام
المرصَّعة بكلّ أنواعِ المرارات؟!
مَنْ يستطيعُ أن يخفِّفَ شطحاتِ الأحزان
المتراكمة فوقَ منعطفاتِ الحلم؟!

ثمَّةَ برعم يتنامى في قعرِ الذَّاكرة
تتراءى أزقَّتي أمامي
رغمَ ضجيجِ اللَّيلِ
رغمَ ضجيجِ المسافاتِ

تذرفُ شجرةُ التُّوتِ دمعةَ الفراقِ
دمعة الطُّفولة فوقَ تلكَ التِّلالِ
فوقَ الذَّاكرة البعيدة

آهاتٌ تشطحُ
صوبَ براري الرُّوح

أشجارُ الكرمةِ احترقَتْ
من وقائعِ الإنشطارِ
من وقائعِ البكاءِ
عندَ بوَّاباتِ المدائنِ

آهٍ .. يا مدائن
وألف آهٍ
أيَّتها المسافات المطويّة
بينَ تلالِ الذَّاكرة!

ضجرٌ ينمو في قبّةِ الرُّوحِ
موسيقى صاخبة تودِّعُ
عاماً من الأحزانِ
عاماً مرصَّعاً بالتلظِّي

يتطايرُ الفرحُ من حولي
كريشٍ ملوَّن
كعناقِ المحبِّين
... وأنا تائهٌ
بينَ أعاصيرِ هذا الزَّمان
تائهٌ بينَ الشَّوشراتِ المنبثقةِ
من أفواهِ الضَّجرِ!

معادلاتٌ تشرخُ وجنةَ الصَّباحِ
معادلاتٌ مخرومة
مقلوبة رأساً على عقبِ
مفهرسة بكلّ أنواعِ البكاءِ

غريبٌ أنتَ أيُّها الشَّاعر
أيُّها المرميّ فوقَ قارعةِ الأحزان!

أينَ أنتِ أيّتها الأنثى؟
لماذا تواريتِ بين شقوقِ اللَّيلِ
أتوقُ إليكِ أكثر
من توقي إلى ذاتي
أنتِ ذاتي المنشطرة
أيَّتها التائهة بين تعرُّجاتِ الحلمِ
لماذا تتفهرسُ على مساحاتِ الذَّاكرة
أنثى من لونِ البكاءِ؟

يا أنشودةَ المساءِ
تعالي قبلَ أنْ يرحلَ هذا الزَّمان
تَبَّاً لكَ يا زمان
أيُّها المغبرّ
بكلّ أنواعِ الغبارِ

أريدُ أنْ أتوغَّلَ
في ذواتِ الآخرين
أريدُ أن أكحِّلَ وجهَ الدُّنيا بالفرحِ
أريدُ أنْ أعانقَ ذاتي المنشطرة
عناقاً عميقاً ..

قلبٌ قابعٌ في سماءِ الغربة
.. وقالٌ وقيل يتنامى خلفَ البحارِ
تفورُ غربتي يوماً بعدَ يوم
من غليانِ الصِّراعاتِ هناك

تتناطحُ أمخاخٌ ملساء
خاليةً مِنَ التَّجاعيدِ
تصارعُ الهواءَ والمتاهات
تصارعُ الضَّبابَ الملاصقَ
لبوّاباتِ روحي
غربتي عميقةُ الأوجاعِ
تحنُّ إلى حميميّاتِ الذَّاكرة البعيدة
تتوارى بعيداً بهجةُ الحياة
.... ... .... ..... يُتبعْ!

صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضجرٌ ينمو في قبّةِ الرُّوحِ
- خيطٌ حارقٌ يتغلغلُ في تجاعيدِ الحلمِ
- غريبةٌ أنتِ يا روح في دنيا من حَجَر
- أهلاً بكَ يا طين ..
- أينَ تلاشَتْ وداعات الحمام؟
- الآنَ تأكّدْتُ لماذا تفورُ البراكين؟
- وحدهُ الشِّعرُ يمنحني ألقَ البقاء
- الاحتفاء بالكتابة
- مرحى لوئامِ الأرضِ والسَّماءِ
- حبرُكِ يناغي حفاوةَ الصّلصالِ
- عبرتِ القصيدةُ طراوةَ الطِّينِ
- حبري يمحقُ مرارةَ الأرقِ
- خرَّ حبري فوقَ مهودِ الطُّفولةِ
- آهاتي تضاهي جهامةَ الرِّيحِ
- تعرَّشَتِ الورودُ في جبينِ الصُّخورِ
- وداعاً يا جرحَ أرضٍ
- قلبٌ مشظّى من جرحِ مطرٍ
- أنشودة الحياة ج8 ص 778
- أنشودة الحياة ج8 ص 777
- أنشودة الحياة ج8 ص 776


المزيد.....




- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - معادلاتٌ تشرخُ وجنةَ الصَّباحِ