أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - أينَ تلاشَتْ وداعات الحمام؟














المزيد.....

أينَ تلاشَتْ وداعات الحمام؟


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2393 - 2008 / 9 / 3 - 07:54
المحور: الادب والفن
    



3

..... .... ... ... ....
حروبٌ في بداياتِ القرنِ
في نهاياتِ القرنِ
في خاصراتِ القرنِ
حروبٌ من لونِ الاصفرارِ
اصفرارُ العقاربِ
حروبٌ طائشة
كثيرةُ الإنتشارِ
تزرعُ خلفها أوبئةً قميئةً ..

أمراضٌ في طورِ اليرقة
خسائرٌ أكبر
من مساحاتِ الحلمِ

خارَتْ مفاصلُ الجبالِ ..
خارَتْ أجنحةُ السَّماءِ
لم تعُدْ للربيعِ نكهةً ..
ولا للصيفِ بهجةً

تحوَّلَت شهقةُ الاشتياقِ
إلى رماد!
إلى ضبابٍ مغلَّفٍ بالسُّمومِ
إلى حالةِ اختناقٍ
دوراتٌ حلزونيّة
دوَّخَت خيالَ المبدعين
حوَّلَت أجملَ الأشياءِ
إلى سرابٍ!

زمنٌ تهربُ مِنْهُ الفراشات
أينَ تلاشَتْ
وداعات الحمام؟

جداولُ الرُّوحِ عطشى
ماتَت فراخُ العصافيرِ
فراخُ طيورٍ برّية
ماتَت كائنات بحريّة
قَبْلَ أنْ ترى السَّواد..
نورٌ كثيفُ الغبارِ
يحملُ بينَ ثناياه
طبقاتٌ سميكة
من دخانِ العصرِ
عصرٌ حافلٌ بالمراراتِ
حافلٌ بكنوزٍ مخبوءة
في فوّهاتِ المدافعِ
حافلٌ بموتِ المبادئِ
بتضخُّمِ جموحِ الصَّولجان

زمنٌ مبرقعٌ بالفقاقيعِ
يذهلكَ بنموِّهِ
بانزلاقِهِ في آبارِ الجنونِ ..

لماذا وجهُكِ متصدِّعٌ
أيّتُها الحرّية؟

آلافُ السَّلاحفِ ماتَت
على
شواطئِ
البحار!ِ

صديقتي ..
لماذا وجهُكِ مضرَّجٌ بالكآبةِ
وخدّاكِ الحنونانِ باهتان؟

هل نضحَتْ كآبتُكِ
من لوعةِ الاشتياقِ،
أمْ تفاقمَتْ
من أوجاعِ هذا الزَّمان؟

تاهتِ الجِمالُ بعيداً
هربَتْ مِنْ هطولِ الشَّظايا
من تراكماتِ تدفُّقِ الحنظلِ
فوقَ جباهِ المدائنِ
فوقَ شفاهِ الأريافِ

الحزنُ حائمٌ حولَ حدباتِها
لَمْ يفارقْ شفاهَهَا المتدلّية عطشاً
يزدادُ قلقُهَا بازديادِ
مساحاتِ الاصفرارِ

عَبَرَتْ من غيظِهِا
أعماقَ الصَّحارى
تجترُ أوجاعَ السِّنين!


فَقَدَ الهواءُ نقاءَهُ
والرِّيحُ تراخَتْ أوصالَهَا
ارتطمَت في وجْهِ الوطاويطِ
وطاويطُ هذا العالم
تتحدّى عنفوانَ الرِّيحِ
تريد أنْ تكسرَ أعناقَ الرِّيحِ
ترشرشُ وساوسُها
بَيْنَ أجنحةِ الرِّيحِ!

الشَّارعُ يبكي دماً
مَنْ أجَّجَ هذِهِ النِّيران الملتفَّة
حولَ خاصرةِ الصَّباحِ؟
من خلخلَ كلّ هذِهِ الأغصانِ؟

ضجرٌ من طعمِ الحنظلِ
يلتفُّ حولَ أوتارِ الرُّوحِ
تَحَشْرَجَ الكلامُ في سماءِ الْحَلَْقِ
ولم يعُدْ للشهيقِ شهقةَ الاشتياقِ
مَنْ رمى تلكَ الوردة
على قارعةِ البكاءِ؟
... ... .. ... ... ....!

صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآنَ تأكّدْتُ لماذا تفورُ البراكين؟
- وحدهُ الشِّعرُ يمنحني ألقَ البقاء
- الاحتفاء بالكتابة
- مرحى لوئامِ الأرضِ والسَّماءِ
- حبرُكِ يناغي حفاوةَ الصّلصالِ
- عبرتِ القصيدةُ طراوةَ الطِّينِ
- حبري يمحقُ مرارةَ الأرقِ
- خرَّ حبري فوقَ مهودِ الطُّفولةِ
- آهاتي تضاهي جهامةَ الرِّيحِ
- تعرَّشَتِ الورودُ في جبينِ الصُّخورِ
- وداعاً يا جرحَ أرضٍ
- قلبٌ مشظّى من جرحِ مطرٍ
- أنشودة الحياة ج8 ص 778
- أنشودة الحياة ج8 ص 777
- أنشودة الحياة ج8 ص 776
- أنشودة الحياة ج8 ص 775
- أنشودة الحياة ج8 ص 774
- أنشودة الحياة ج8 ص 773
- أنشودة الحياة ج8 ص 772
- أنشودة الحياة ج8 ص 771


المزيد.....




- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - أينَ تلاشَتْ وداعات الحمام؟