أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - خيطٌ حارقٌ يتغلغلُ في تجاعيدِ الحلمِ














المزيد.....

خيطٌ حارقٌ يتغلغلُ في تجاعيدِ الحلمِ


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2399 - 2008 / 9 / 9 - 10:02
المحور: الادب والفن
    


6
...
برقٌ من نوعٍ مريبٍ
يهطلُ فوقَ مرافئِ المساءِ
مَنْ كسرَ أعناقَ دالياتي الخضراء؟
سفرٌ في أعماقِ المسافاتِ
ليالي مهجورة خالية من الدّفء
حولي صقيعٌ مترامي الأطراف ..
جفلَ عجوزٌ طحنَتْهُ الأيام
عندما سمعَ هديرَ السَّماءِ
ماتَتِ الكائناتُ الصَّغيرة
والكبيرة في طريقِهَا إلى الهلاكِ

آهٍ ..
نعيشُ اليومَ مقمَّطينَ بحضارةٍ
مِنْ لَوْنِ البراكينِ

ارتبكَتْ قِطَّّةٌ جائعة
عندما اندلقَت عليهَا شظايا
من أعماقِ اللَّيل

كيفَ تتحمَّلُ السَّماءُ
ضبابَ الشَّظايا؟

تقعّرَتْ رُوْح الأشجارِ
لكنها ما تزالُ
شامخة كالجبالِ

ماتَتْ طفلةٌ مِنَ الحزنِ
في زهرةِ العمرِ!
أمٌّ محتارة
تبحثُ عَنْ خِرْقَةٍ مُمَزَّقة
تقمِّطُ رضيعَهَا

حلمٌ ينمو بينَ جنباتِهِ الكوابيس

رؤى مهروسة ..
غارقة في البكاءِ
حزنٌ من لونِ قتامةِ القبورِ
حزنٌ يضاهي حجمَ المجرّات

كيفَ تتحمَّلُ أيها الإنسان
كلّ هذا الاحتراق؟
غرقَت خشبة الخلاص
احترقَت وجنة الصَّباح
قبّة اللَّيلِ والنَّهارِ

احترقَت أجنحة الهواءِ
في عزِّ الحضارة
هل ثمَّة حضارة؟
تَبّاً لكِ يا حضارة!

لماذا لا يلملمُ الإنسانُ حبيباتِ الفرحِ
ويرشرشُهَا فوقَ رؤوسِ الحمامِ؟
هلْ مازالَ تحتَ قبّةِ السَّماءِ حمام؟
آهٍ .. من حلاوةِ الرُّوحِ تاهَ الحمام.

جَفَلَتِ القنافذُ هاربةً
من خفافيشِ الأرضِ
من غدرِ الثَّعالبِ
من رجْرَجَاتِ الصُّخورِ المنجرفةِ
فوقَ أجنحةِ الفراشاتِ
كيفَ تقاومُ أجنحةَ الفراشات
الشَّرارات المندلقة
من حلقِ طيشِ الطَّائراتِ؟

ثمّةَ أسئلة عديدة
منبثقة من واحاتِ المخيّلة
تُجِْفلُ أسرابَ العصافيرِ!
ترتعدُ خوفاً قممُ الجبال ِ
حتّى أعماقِ الصَّحارى
لم تنجُ من جموحِ الشَّظايا

آهٍ .. أينَ أنتَ يا أمان؟!
لَمْ يبقَ على أجنحةِ
فراخِ الطِّيورِ زغباً
فرّتِ القبَّراتُ بعيداً

الرُّوح عطشى ..
فسحةٌ ضئيلة مِنَ الْفَرَحِ
فسحةٌ صغيرة لأسرابِ الهداهدِ
أينَ المفرُّ مِنْ وَمْضَاتِ البكاءِ؟

ثمّةَ خيطٌ حارقٌ
يتغلغلُ في تجاعيدِ الحلمِ
يريدُ العبورَ
في غاباتِ الذَّاكرة البعيدة
خيطٌ مشتعلٌ بالجمرِ
يعصرُ ظلالَ القلبِ
غير مبالٍ بدموعِ الرُّوحِ
المنسابة فوقَ خدودِ اللَّيلِ
خيطٌ غير مرئي
يعبرُ جنباتَ اللَّيلِ
خيطٌ كثيفُ الشَّراراتِ
يحرقُ دونَ رحمةٍ
قرونَ غزالةٍ برّية!

سقطَ غرابٌ من قمّةِ الجبلِ
لَمْ يكنْ معتاداً على القممِ

عندما نهضَتْ مٍنْ نومِهَا
رأَتْ أفواجَ الجرادِ
تلتهمُ مؤونةَ الشِّتاءِ
مِنْ أينَ جاءَ كلّ هذا الجراد؟
قحطٌ مخيفٌ يغلّفُ أعماقَ الوديان
عابراً السُّهول الفسيحة
المتاخمة لمرافئِ الأنهارِ!
... .. ... ... ... يتبع!



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غريبةٌ أنتِ يا روح في دنيا من حَجَر
- أهلاً بكَ يا طين ..
- أينَ تلاشَتْ وداعات الحمام؟
- الآنَ تأكّدْتُ لماذا تفورُ البراكين؟
- وحدهُ الشِّعرُ يمنحني ألقَ البقاء
- الاحتفاء بالكتابة
- مرحى لوئامِ الأرضِ والسَّماءِ
- حبرُكِ يناغي حفاوةَ الصّلصالِ
- عبرتِ القصيدةُ طراوةَ الطِّينِ
- حبري يمحقُ مرارةَ الأرقِ
- خرَّ حبري فوقَ مهودِ الطُّفولةِ
- آهاتي تضاهي جهامةَ الرِّيحِ
- تعرَّشَتِ الورودُ في جبينِ الصُّخورِ
- وداعاً يا جرحَ أرضٍ
- قلبٌ مشظّى من جرحِ مطرٍ
- أنشودة الحياة ج8 ص 778
- أنشودة الحياة ج8 ص 777
- أنشودة الحياة ج8 ص 776
- أنشودة الحياة ج8 ص 775
- أنشودة الحياة ج8 ص 774


المزيد.....




- الاحتمال صفر
- أسعد عرابي... رحيل فنان يكتب العالم باللون وناقد يعيد ترميمه ...
- النقد الثقافي (المعنى والإتّجاه) في إتحاد الأدباء
- فنانون عرب يشيدون بتنظيم مهرجان بغداد السينمائي
- تحديات جديدة أمام الرواية الإعلامية حول غزة
- وفاة الفنان السعودي حمد المزيني عن عمر 80 عامًا
- حروب مصر وإسرائيل في مرآة السينما.. بطولة هنا وصدمة هناك
- -لا موسيقى للإبادة الجماعية-.. أكثر من 400 فنانا يعلنون مقاط ...
- الأوبرا في ثوب جديد.. -متروبوليتان- تفتتح موسمها بعمل عن الأ ...
- الصّخب والعنف.. كيف عالج وليم فوكنر قضية الصراع الإنساني؟


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - خيطٌ حارقٌ يتغلغلُ في تجاعيدِ الحلمِ