أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - أهلاً بكَ يا طين ..














المزيد.....

أهلاً بكَ يا طين ..


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2394 - 2008 / 9 / 4 - 09:49
المحور: الادب والفن
    


4
...
آهٍ ..
فرَّتِ العصافيرُ
خوفاً من الضَّجرِ!

ما هذا النَّسيمُ الصاعدُ
نحوَ قبّةِ السَّماءِ؟
تفاقمَ حصارُ المجانينِ جنوناً
فتبخَّرَ الماءُ الزُّلال!

رصيفُ بيتِنَا العتيق مازالَ عتيقاً..
هلْ ما تزالُ أكوامُ الطِّينِ
تتناثرُ كاللآلئِ حولَ بيتيَ العتيقِ؟

لا تلمسوا طيني ..
إيّاكم أن تعفِّروا وجهَهُ بالاسفلتِ!
الطِّينُ أفضلُ عطاءً
هطلَ علينا من فوق..
الطِّينُ محرّكُ الكائناتِ
تَبَرْعَمَ مِنْهُ جَسَد الكائنات..
هل نحنُ البشر
فعلاً من الطِّين؟!
أهلاً بكَ يا طين ..

شحوبٌ طاغٍ
فوقَ جبهةِ المنازلِ
فوقَ أعناقِ المدائنِ
فوقَ أشجارِ التُّوتِ
في حوشِنَا الفسيحِ!

شحوبٌ ينخرُ جذوعَ الدَّالياتِ
يتشرشرُ في جداولِ المياهِ
أنينٌ متواصلٌ
في قاعِ الزَّنازينِ
هرَّ وبرُ الأرانبِ
وبرُ السَّناجبِ
هرَّ العمرُ كأوراقِ الخريفِ

وقفَ الموتُ على قارعةِ الحياةِ
مهلّلاً لأطفالٍ
من لونِ البراعمِ

زمنٌ مِنْ لونِ الكآبةِ ..
مَنْ يستطيعُ أنْ يهدِّئَ
ضجرَ الرُّوحِ؟!

البارحة طوالَ الليلِ
لم يتوقَّفْ
صهيلُ الأحصنة
صهيلٌ مبحوحٌ من الأوجاعِ

أريدْ أنْ أغسلَ روحي
بندى الياسمين
أريدُ أنْ أنامَ تحتَ العرزالِ
هناكَ على ضفافِ الذَّاكرة البعيدة
على ضفافِ دجلة
هلْ ثمّةَ عرزال
على ضفافِ دجلاي؟
عَجَبٌ!..
لِمَ لا نبني عرزالاً هناك؟!

عندما تضيقُ بكَ الدُّنيا لا تيأْس
إبقَ واقفاً كأشجارِ السّنديانِ
كن شامخاً كأشجارِ النَّخيلِ
تحدَّ جبابرةَ الكونِ
لا تنسَ أنَّكَ ضيفٌ عابرٌ في الدُّنيا!
ابتسمْ قبلَ أن تموتَ واقفاً كالسّنديان!

ارتعدَت أوصالُ النُّمورِ
واغبرَّتْ جبهةُ الأرضِ..
عجباً أرى ..
ظلمةُ اللَّيلِ
غير حالكة!

فئرانُ الخرائبِ القديمة
فرَّتْ بعيداً
عبرَتْ في أعماقِ جحورِهَا
هل هربَتْ
من وهجِ النِّيرانِ
أمْ انّها لاذت بالفرارِ
من جمرِ الشظايا؟!

إسودادٌ يغمرُ حتّى الشَّفقِ
مطرٌ كثيفُ الغبارِ
خفَتَ بريقُ نجمةَ الصَّباحِ
حزنٌ مكوَّرٌ
بينَ
خريرِ
المياهِ ..
أسطورةٌ مخرومةٌ تسطو
على أولى الحضاراتِ
على أبجدياتِ الكونِ!

أسطورةٌ مغموسةٌ بالدمِ
مغموسةٌ بدموعِ الأطفالِ
مغموسةٌ بدموعِ العشَّاقِ
المترقرقةِ فوقَ شاهداتِ القبورِ

أسطورةٌ من لونِ الجنونِ
مِنْ لونِ الهلوساتِ..
هلوساتٌ
داسَتْ في جوفِ الحيتان
في جوفِ مافياتِ
هذا الزَّمان!

أسطورةٌ تسطعُ شروراً
تفرِّخُ سموماً
أكثر أذىً
من سمِّ العنكبوتِ!



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أينَ تلاشَتْ وداعات الحمام؟
- الآنَ تأكّدْتُ لماذا تفورُ البراكين؟
- وحدهُ الشِّعرُ يمنحني ألقَ البقاء
- الاحتفاء بالكتابة
- مرحى لوئامِ الأرضِ والسَّماءِ
- حبرُكِ يناغي حفاوةَ الصّلصالِ
- عبرتِ القصيدةُ طراوةَ الطِّينِ
- حبري يمحقُ مرارةَ الأرقِ
- خرَّ حبري فوقَ مهودِ الطُّفولةِ
- آهاتي تضاهي جهامةَ الرِّيحِ
- تعرَّشَتِ الورودُ في جبينِ الصُّخورِ
- وداعاً يا جرحَ أرضٍ
- قلبٌ مشظّى من جرحِ مطرٍ
- أنشودة الحياة ج8 ص 778
- أنشودة الحياة ج8 ص 777
- أنشودة الحياة ج8 ص 776
- أنشودة الحياة ج8 ص 775
- أنشودة الحياة ج8 ص 774
- أنشودة الحياة ج8 ص 773
- أنشودة الحياة ج8 ص 772


المزيد.....




- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - أهلاً بكَ يا طين ..