أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - دمعةٌ خرَّت فوقَ شغافِ القلب














المزيد.....

دمعةٌ خرَّت فوقَ شغافِ القلب


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2408 - 2008 / 9 / 18 - 05:01
المحور: الادب والفن
    



11

....... ... ....
أيَّتها الطُّفولة
يا صديقة غربتي
أراكِ تتشبَّثينَ في قعرِ الذَّاكرة
انهضي واشمخي
فوقَ جبينِ المسافاتِ

أريدُ أن أنقشَ فوقَ صدرِكِ
نورساً مفروشَ الجناحينِ
يفوحُ عبقُكِ في فمي
كعسلٍ برّي كلَّ صباح!
منكِ أستمدُّ خصوبةَ الحياةِ
يتعطَّشُ إليكِ شراهةُ قلمي

أريدُ أنْ أفترشَكِ
على مساحاتِ الخيالِ
أن أرسمَ على خدِّكِ قبلةَ المحبَّةِ
قبلةَ الوداعةِ
أنْ أمنحَكِ وسامَ الحنينِ
أنْ أستمدَّ منكِ كنوزَ البراءةِ
لأنثرهَا فوقَ البحار ِ
لعلَّهَا تصبُّ بركاتَهَا
في قلوبِ أطفالِ العالم!

أنتِ واحتي الظَّليلة
أهربُ مِنْ غربتي
كلَّما تجثمُ عليّ
لحافها الصَّقيعيّ السَّميك
أهرعُ إليكِ
لأستريحَ تحتَ ظلالِكِ الخصبة
لأنامَ بينَ أحضانِ النَّرجسِ البرّي

مهروسةٌ محطّاتُ العمرِ
تحتَ ظلالِ الغربةِ
غربتي غربتان
غرباتٌ متفشّيةٌ على امتدادِ
مراحلِ العمرِ

أشتاقُ إلى دالياتي
إلى خصوبةِ السُّهولِ
إلى الرُّكوبِ فوقَ النَّوارجِ
إلى الحمائمِ وهم يلتقطونَ
حبّاتِ القمحِ

تستوطنُ في ذاكرتي
أشجارُ البيلسانِ
أشجارُ الحنينِ
انبلاجُ الشَّفقِ ..
النَّدى المتناثرُ
فوقَ شفاهِ الصَّباحِ

تتهدَّمُ
تتقوَّسُ أبراجُ الحضارةِ
تتراخى أغصانُ الرُّوحِ
رؤى من لونِ الإسفلتِ
تطحشُ فوقَ وريقاتِ العمرِ!ِ

الزمنُ يمضي
شهقةُ العشَّاقِ لم تَعُدْ تجدي
خارَتْ قوى الهلالِ
ضجرٌ أبكمٌ يهيمنُ
على أمواجِ البحارِ
خيالٌ تتبرعمٌ فيه الأشواك
أحلامٌ متكسِّرة تصارعُ
خفافيشَ اللَّيلِ

مَنْ كسرَ مصباحي؟
صمتٌ مسربلٌ بهسيسِ الحشراتِ..
انّي أبحثُ عَنْ فرحٍ
عن زهرةٍ مكلَّلة بالنَّدى
عن جنّةِ الجنّاتِ!

أهربُ من ذاتي..
من حلمي
من غربتي
من وجعي ..

أهربُ من زمني
زمنُ الوطاويطِ ..
زمنُ العبورِ
في قاعِ الزَّنازين!

كنتُ في صحبةِ الأصدقاءِ
فرحينَ ..
شعورٌ غريبٌ راودني
اختراقُ المسافاتِ
على إيقاعِ ذبذباتِ اللَّيلِ
والدي
آهٍ ..يا والدي
أقبيةُ هذا الزَّمانِ قارسة ..
سهرةٌ عامرة بالودادِ
أصدقائي ومضةُ فرحٍ
فجأةً رفعتُ كأس والدي
قُشَعْرِيرةٌ غريبة
تغلغلَتْ أعصابي
عفواً أصدقائي
كأس روح والدي!
جحظَتْ عينا والد صديقي
لماذا ترفعُ كأس روح والدكَ!
هل ماتَ والدكَ؟
صمتٌ ..
دمعةٌ غير مرئيّة
خرَّت فوقَ شغافِ القلبِ ..
أصدقائي .. لديّ شعورٌ عميق
والدي يسلِّم أمانته الليلة ..

بحارٌ ومسافات
ذُهِلَ أحبّائي عندما سمعوا
ذبذبات شعوري
لا تَقُلْ هكذا، قالَ والدُ صديقي
هذهِ مشاعري ..
هذهِ ذبذباتُ روحي
تتواصلُ عبرَ البحارِ
معَ شفافيةِ روحِ والدي
تتعانقان قبلَ أنْ تصعدَ قبّةَ السَّماءِ
قبلَ أن تودِّعَ زمناً مِنْ رماد
لا تحزنوا يا أصدقائي
تذكَّروا أنَّني سعيد
لو يرحل والدي اليوم
أهلاً بكَ يا موت ..
بيني وبين والدي بحارٌ ومسافات
من قطبِ الشِّمالِ
رغمَ زمهريرِ الغربة
تتعانقُ روحي معَ روحِ والدي
نقيّةً كالنَّدى ..كنسيمِ الصَّباحِ!
..... ... ... ...يتبع!

صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلابِلُكِ تطيرُ فوقَ تلالِ الذَّاكرة
- فرحٌ يموجُ على أنغامِ اللَّيل
- معادلاتٌ تشرخُ وجنةَ الصَّباحِ
- ضجرٌ ينمو في قبّةِ الرُّوحِ
- خيطٌ حارقٌ يتغلغلُ في تجاعيدِ الحلمِ
- غريبةٌ أنتِ يا روح في دنيا من حَجَر
- أهلاً بكَ يا طين ..
- أينَ تلاشَتْ وداعات الحمام؟
- الآنَ تأكّدْتُ لماذا تفورُ البراكين؟
- وحدهُ الشِّعرُ يمنحني ألقَ البقاء
- الاحتفاء بالكتابة
- مرحى لوئامِ الأرضِ والسَّماءِ
- حبرُكِ يناغي حفاوةَ الصّلصالِ
- عبرتِ القصيدةُ طراوةَ الطِّينِ
- حبري يمحقُ مرارةَ الأرقِ
- خرَّ حبري فوقَ مهودِ الطُّفولةِ
- آهاتي تضاهي جهامةَ الرِّيحِ
- تعرَّشَتِ الورودُ في جبينِ الصُّخورِ
- وداعاً يا جرحَ أرضٍ
- قلبٌ مشظّى من جرحِ مطرٍ


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - دمعةٌ خرَّت فوقَ شغافِ القلب