أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - الحوار .. رؤية واقتراح














المزيد.....

الحوار .. رؤية واقتراح


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 2340 - 2008 / 7 / 12 - 04:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بادئ ذي بدء لنتفق على ان ليس من حق احد احتكار الحقيقة .. ، وان كل فكرة واي طرح وأي ايديولوجيا هي موضع النقاش والمساءلة . وعلى هذا الاساس وحده تقوم اسس الحوار المتمدن والعقلاني الذي لا يبخس الاخر – أي آخر – حقه في الدفاع عن رأيه ومعتقده وثقافته كند يمتلك حق الدفاع عن رأيه . حق الحوار بنية ثقافية ومفهومية تتكرس عبر تطور ثقافي وفكري تنضجه الممارسة والوعي الحضاريين ، بعيدا عن التصورات المقولبة والاحكام المسبقة التي تفرضها ثقافة اجتماعية ما وتتمسك بها فئة اجتماعية كثوابت ايديولوجية تخلع عليها هالة قداسة لا سباب ارثية لا تمت لعملية التطور الفكري بصلة ولا للنهوض الحضاري برابط . الحوار حاجة ووسيلة متمدنة للتواصل والتلاقح الثقافي عن طريق الاطلال على ثقافة الاخرين والتفاعل معها ، مع المحافظة على الخصوصية
الثقافية لكل مجموعة او بلد . الحوار فعل استكشاف تصنيفي يؤسس لمقاربات ونقاط التقاء ؛ ومقومات هذا الفعل جهد فكري واعي ومرونة ثقافية واعية تتصدى لاعادة تسوية الانساق والرؤى الفكرية وفق معطيات هذا الحوار ونتائجه المستخلصة ، دون التجاوز او المساس بخط الثوابت القيمية والمبدئية للمجتمع او موقف المجموع العام له .
ان اول شروط الحوار قبول الاخر والاعتراف بوجوده كند او مساوي ، والا لن يقوم الحوار ؛ ولكن هذا الاعتراف يجب ان يكون متبادلا من كلا طرفي الحوار وبنفس الانساق والنوايا والتوجه .. والا ما معنى ان احاور طرفا لا يعترف بنديتي له ، او ان يلجمني بخطوط حمراء ويرفض الاعتراف لي بمثلها او يحترمها لي ؟
اما اذا حصرنا شكل الحوار بالنظر في ثقافة الاخر ومنهجيته في النظر الى الاخر ،
فانها لن تتعدى في نتائجها – وهذا ما يجب ان يحدث – حدود المعرفية وبناء الموقف منه .
فكرة الآخر فكرة متأصلة في أغلب الثقافات الاجتماعية للمجتمعات الانسانية ، ولكن بدرجات متفاوتة وبحسب الرقي الفكري والحضاري لكل مجتمع .. وهي تضيق وتتسع بحسب درجة استعداد – وعيا – كل طرف من طرفي الحوار لقبول الاخر والاعتراف بوجوده .. ولكن هذا الاعتراف محكوم بظروفه البنائية وارثه التأريخي . السؤال المهم هو : هل يمكن ان يقوم حوارا عاما ( حضاريا – فكريا )
وحوار قبول بين طرفين متخاصمين فيهما غالب ومغلوب او طرف متسلط بقوة وطرف عاجز ؟ واذا ما قام أي شكل من أشكال الحوار بين مثل هذين الطرفين فالى أي منحى سينحو باتجاهاته ونتائجه ؟ وبصياغة اخرى : على أي أرض سأقف مع آخر يضطهدني ويسلبني حقوقي ؟ وهل من الممكن ان يقوم حوار قبول بيني وبين مثل هذا الاخر من الاساس ؟ الجواب ببساطة : كلا . ولكن السؤال الاهم هو : هل يجوز ان اترك هذا الاخر دون أي شكل من اشكال الحوار ؟ الجواب ايضا : كلا . والحل برأيي هو الحوار على الارض المستوية التي ارى عليها حدود استواء نوايا ومواقف هذا الاخر وبما يتيح لي رسم محطات توقفي عند ما يصطنعه من مطبات ومنعطفات . هل هذا يعني اني مجبرا ، في النهاية ، على درجة ما ، في قبول الاخر ؟ نعم !
وفي كل الاحوال ، ومن أجل ان ابقي على ما في يدي من خيوط لحمة الحوار المتمدن ... على أقل تقدير او بأبسط حساب !



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة التسامح على الطريقة العربية
- استيلاد المستحيل من غدق النار : انهمار( قراءة في قصيدة -موجة ...
- تفاصيل زحام
- شاهد اثبات على جريمة قيد النظر
- المعاهدة الامريكية – المالكية( قراءة في الوجه الظاهر)
- لقاء افتراضي على هامش الرغبة( قراءة في قصيدة -اللقاء الافترا ...
- تسابيح مثول لحضرة ملكة الوصية الاولى في معبد النار
- شغب احلام
- اذ تؤجلين احتراقك ...
- تفريس المنطقة لمصلحة من ؟
- الركض خلف هوة السؤال( قراءة في قصة -هل قلت انه يساعد ؟- للقا ...
- ليلى بنت الطباخ
- جرح يتوضأ بزمزم الطفولة : التياع( قراءة في قصيدة -الى امرأة ...
- انقلاب ائتلافي موحد
- عدنان / الصوة ..
- ارصفة البطالة تحتفل بانجازات العمائم
- نطف مهملة البصمات
- الانفلات في بنية اللون( قراءة في قصة -فتاة البسكويت- للقاصة ...
- سياسة تصفية الارقام المناوئة
- جبهة التوافق ولعبة المكاسب


المزيد.....




- خلال مقابلة مع شبكة CNN.. بايدن يكشف سبب اتخاذ قرار تعليق إر ...
- -سي إن إن-: بايدن يعترف بأن قنابل أمريكية الصنع قتلت مدنيين ...
- ماذا يرى الإنسان خلال الأسابيع الأخيرة قبل الموت؟
- الفيضانات تستمر في حصد الأرواح في كينيا
- سيناتورة أمريكية تطرح إقالة مايك جونسون من منصبه بسبب الخيان ...
- ماتفيينكو تدعو لمنع المحاولات لتزوير التاريخ
- -سفينة الخير- التركية القطرية تنطلق نحو غزة (صورة + فيديو)
- أصوات الجمهوريين تنقذ جونسون من تصويت لإقالته من رئاسة مجلس ...
- فرنسا والنازية.. انتصار بدماء الأفارقة
- مسؤولون إسرائيليون يعربون عن خشيتهم من تبعات تعليق شحنة الأس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - الحوار .. رؤية واقتراح