أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سامي البدري - المعاهدة الامريكية – المالكية( قراءة في الوجه الظاهر)














المزيد.....

المعاهدة الامريكية – المالكية( قراءة في الوجه الظاهر)


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 2328 - 2008 / 6 / 30 - 07:02
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


مثلما لا يختلف اثنان على ان الاتفاق الامريكي مع حكومة المالكي وجلال طالباني سيمرر رغم انوف كل العراقيين ، فانهما لا يختلفان في ان فحوى واهداف هذا الاتفاق هو عملية تكريس احتلال مفتوح للعراق .
معروف – وهذا ما لاينكره الا مفتون – ومنذ اتفاق سايكس – بيكو و وعد بلفور ، ان لا سيادة حقيقية لاي نظام عربي على ارضه ..، وعليه فان ما يحز في النفس هو ليس السيادة المثلومة التي سيعانيها العراقيون جراء هذا الاتفاق المذل وحسب ،وانما ما سيلحقه الاحتلال المباشر بالعراقيين من جرائم الاذلال والقتل المجاني والتعذيب وحرمان المواطنين من أبسط حقوقهم الانسانية ومستلزمات ادامة بقائهم ، عن طريق تسليط مافيات النهب والسلب والسرقة المنظمة لثرواتهم ، التي قسم بينها خارطة العراق السياسية كاقطاعيات ومناطق نفوذ على اساس ديني وعرقي وطائفي .
الاتفاق او المعاهدة الامريكية المالكية هذه ، وخلافا لجميع التصريحات التطمينية الكاذبة التي يعلنها اركان حكومة المالكي ، ستحيل العراق الى منطقة نفوذ أمريكي مفتوح للادارات الامريكية التي ستتوالى على حكم البيت الابيض ، وبما يمكنها من اعادة رسم خارطة منطقة حوض الخليج العربي اولا ، والشرق الاوسط ثانيا ، وفق مشيئة الكيان الصهيوني ولوبيه المتحكم داخل الولايات المتحدة الامريكية ، وبما يتحيح لهذا الكيان بسط نفوذه السياسي على دول المنطقة كلها ، ويؤمن له مصالحه الستراتجية وتحقيق الهيمنة له على سياساتها النفطية ، على اقل تقدير .
ومن ناحية اخرى ، فان هذا الاتفاق سيتيح لامريكا واسرئيل التدخل المباشر في شؤون العراق الداخلية وبما يعمل على ضربه في اخطر مفاصل قوته : ثروته البشرية اولا ، من خلال تفريغه من عقوله العلمية ونخبه المثقفة ، عن طريق القتل والتهجير ، والتحكم بمنابع نفطه وجهات تصديره ورسم سياساته السعرية ، فيما يخص ثروته النفطية ثانيا . هذا الى جانب ما تشكله عملية تكريس الوضع السياسي ( المحاصصي ) القائم ، من عملية اضعاف وتفتيت لوحدة العراق الجيبولوتيكية والاجتماعية ، كمرحلة اولى على طريق تطبيق المثال اللبناني ( لبننة العراق ) اوتفسيمه الى اقطاعيات سياسية متناحرة ومتحاربة فيما بينها . ما اود لفت النظر اليه والتحذير منه هنا هو ان حملات المالكي لاعادة فرض الامن ، هي تكتيك مرحلي الهدف منه توفير حالة من الاستقرار المرحلي استعدادا لحرب الضغط ( ان لم تكن الحرب المباشرة ) على ايران ، او الضربة الجوية الاسرائيلية للمواقع النووية نادرجة الاولى ، وتصفية القوى ( الشيعية ) المختلفة مع حكومة المالكي بالدرجة الثانية ، والتي تقف على الضد من بعض تفاصيل المشروع الامريكي ، لا بدوافع وطنية كما تدعي ، وانما لمجرد حرمانها من تأسيس اقطاعياتها ومناطق نفوذها الخاصة بها في مناطق الثروة النفطية .من ناحية اخرى ، فان الوجود الامريكي المباشر في العراق سيعمل ومن خلال سياسات مدروسة ( اعلاميا وسياسيا واقتصاديا ) على تذويب الروح الوطنية لدى المجموع الامي والتابع لسيطرة رجال الدين الذين – وهذه عجيبة العجائب – يقودون العملية السياسية العراقية في زمن الاحتلال ويعملون على تكريسه ثقافيا وعقائديا في الوعي الجمعي للغالبية الامية من المجتمع ، بحجة انه افضل البدائل المتوفرة لحكم الاقلية السنية ، وانه الوسيلة التي مكنتهم من الوصول الى سدة الحكم ( رجال الدين الشيعية ) ، كخطوة اولى على طريق اقامة دولة ولاية الفقيه التي ستجلب الرفاه والحياة الحرة الكريمة لشيعة العراق ، كما جلبتها للشعب الايراني !!! وهي نفس آلية تفكير احزاب الاسلام السياسي السنية التي يقودها طارق الهاشمي والدليمي ، ولكن ليس بمساحة الاثر نفسه ، لعدم تبعية المجموع السني لرجل الدين ، الذي لا يتجاوز دوره حدود محراب الجامع – كامام للصلواة الخمس – وكمفتي ، في حياة حتى الاميين من ابناء السنة .



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء افتراضي على هامش الرغبة( قراءة في قصيدة -اللقاء الافترا ...
- تسابيح مثول لحضرة ملكة الوصية الاولى في معبد النار
- شغب احلام
- اذ تؤجلين احتراقك ...
- تفريس المنطقة لمصلحة من ؟
- الركض خلف هوة السؤال( قراءة في قصة -هل قلت انه يساعد ؟- للقا ...
- ليلى بنت الطباخ
- جرح يتوضأ بزمزم الطفولة : التياع( قراءة في قصيدة -الى امرأة ...
- انقلاب ائتلافي موحد
- عدنان / الصوة ..
- ارصفة البطالة تحتفل بانجازات العمائم
- نطف مهملة البصمات
- الانفلات في بنية اللون( قراءة في قصة -فتاة البسكويت- للقاصة ...
- سياسة تصفية الارقام المناوئة
- جبهة التوافق ولعبة المكاسب
- طرقة على مجاهيل غابة طائر النوء( قراءة في قصيدة طائر النوء ل ...
- العراقيون ومرض حمى صدام حسين
- احجية امن الحدود العراقية
- عطفة الحكاية
- بخور لنشوة الحرائق


المزيد.....




- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...
- منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سب ...
- استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية ...
- بلينكن ناقش محادثات السلام مع زعيمي أرمينيا وأذربيجان
- الجيش الأميركي -يشتبك- مع 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأحمر
- ضرب الأميركيات ودعم الإيرانيات.. بايدن في نسختين وظهور نبوءة ...
- وفد من حماس إلى القاهرة وترقب لنتائج المحادثات بشأن صفقة الت ...
- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سامي البدري - المعاهدة الامريكية – المالكية( قراءة في الوجه الظاهر)