أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامي البدري - سياسة تصفية الارقام المناوئة














المزيد.....

سياسة تصفية الارقام المناوئة


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 2263 - 2008 / 4 / 26 - 10:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أشرت حالة الرد الامريكي السريع على احداث مدينتي البصرة والثورة ( الصدر) ، على قرار امريكي بتصفية معارضي نهج و شكل النظام الذي اختارته للعراق المحتل او من يخنلف مع طبقته . وتمثل ميليشيا جيش المهدي اقوى الفصائل المسلحة التي تختلف مع طبقة ومتنفذي الحكومة العراقية – وليس مع قوات الاحتلال كما يروج قادة هذه الميليشيا – على نظام توزيع حصص المناصب والوظائف وعائدات النفط المصدر والمهرب على حد سواء . بداهة ، من يناهض وجود المحتل في بلاده لايشترك في الادارة السياسية التي ينصبها .. وقيادة ميليشيا جيش المهدي السياسية التي نازعت – وماتزال – حوزة النجف على مناصبها الدينية وعائداتها المالية ، منذ الايام الاولى للاحتلال ، خلافها مع الفئات والعناصر التي مكنتها ادارة الاحتلال من مقاليد الامور في العراق وليس مع ادارة الاحتلال ، التي تشترك ، وماتزال ، في عمليته السياسية .
الرد الامريكي السريع على تمرد جيش المهدي ، التي تتوفر على تعداد ضخم من العاطلين والمتبطلين ، جاء جاء لمنع ارباك توازن معادلة ( العناصر والفئات الشيعية المؤتلفة كجبهة في الائتلاف الموحد ) التي اختارتها ادارة الاحتلال لقيادة العراق خلال هذه الفترة على الاقل . .
كما انها اختارت ان يكون هذا الرد بأسم الحكومة العراقية ( حكومة الوحدة الوطنية ) ، بقصد اقناع ( اقناع العناصر والفئات السنية المشتركة
معها ) بحياد حكومة المالكي وعدم طائفيتها ووقوفها على مسافة واحدة من جميع مكونات الشعب العراقي ومن يشتركون معها في ادارة العملية السياسية من عناصرهم واحزابهم . وبالفعل ، سرعان ما انطلقت جبهة التوافق ( التي تنصب نفسها كممثل للسنة ) ، في الثناء على تصرف المالكي والشهادة له بحيادية حكومته ، وايضا بدئها بالتبشير بعودتها القريبة الى الحكومة ، التي كانت قد انسحبت منها بسبب سلوكها الطائفي وانحيازها ضد المكون الذي تمثله ، بحسب توصيفها ! الامر المهم الذي يكشف عنه الرد الامريكي على جيش المهدي وقيادته الدينية ( مقتدى الصدر ) ، هو تمسك الادارة الامريكية بالشكل والوضع السياسي والامني الحاليين في العراق اولا ، وعدم تفكيرها باي انسحاب من العراق ، في المدى المنظور ، ثانيا ؛ لان حالة التأرجح او الوضع الامني والسياسي المظطربين ، يضمنان لها البقاء والاستمرار على تنفيذ اجندتها في العراق والمنطقة ككل ، دون مشاكل او اعترضات داخل الولايات المتحدة وهيئآتها الدستورية ، او مع الرأي العام العالمي وهيئاته الرسمية المتمثلة بالمنظمة الدولية ومجلس الامن . كما ان هذه المواجهة حققت هدفين مهمين لادارة الاحتلال ، اولهما : تقليم اظافر مقتدى الصدر – كقائد ديني – تمهيدا لعزله عن الساحة واجباره على مغادرة العراق ، وثانيهما اخراج جبهة التوافق ( السنية ) من حالة التي تعيشها واعادتها الى صلب العملية الحكومية ، لعدم قبولها في الشارع ( السني ) ، بسبب سكوتها على السلوك الطائفي السافر الذي انتهجته الادارة الحكومية ضد ابنائه خلال اعوام الاحتلال الخمس الماضية . وليس هذا وحسب ، لان ذلك الرد نجح ايضا مهد لاعادة رسم تشكيلة الائتلاف الثلاثي الذي تتشكل منه جبهة التوافق ، تمهيدا لعزل الفصيل المتشدد فيها والذي يقوده القائد العسكري السابق ، خلف العليان ، الذي طالما اعترض على مهاودة قيادة الحزب الاسلامي للسلوك الحكومي والامريكي تجاه سنة العراق . ويبدو ان قرار تصفية ميليشيا جيش المهدي ورمزها الديني قد بدأ بتحقيق النتائج المتوخاة منه ، وقد كانت اول ثماره لجوء مقتدى الصدر الى ايران ، وتراجع عملها العسكري امام ضربات الجيش الامريكي وقصف طائراته لمعاقله في مدينة الصدر .. واعتقد ان استمرار معالجة القوات الامريكية وما يرافقها من اجراءات تكتيكية داخل هذه المدينة الضخمة ، لن تتوقف قبل وضع حد لحجم هذا الرقم في معادلة الائتلاف الشيعي او ادارة البيت الشيعي ، بحسب توصيف احمد الجلبي وتصفية قيادته السياسية ايضا ،
وهو مطلب حكومي شيعي ، قبل ان يكون مطلبا امريكيا .



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبهة التوافق ولعبة المكاسب
- طرقة على مجاهيل غابة طائر النوء( قراءة في قصيدة طائر النوء ل ...
- العراقيون ومرض حمى صدام حسين
- احجية امن الحدود العراقية
- عطفة الحكاية
- بخور لنشوة الحرائق
- حلول سياسية على الطريقة العراقية
- افق سياسي من كتل الخرسانة
- والجسد اذ يتخفف من عبء السؤال( قراءة في قصيدة -دعوة الى عشاء ...
- ليجهر الحبر برفيف جنوني
- طور جديد من ا لحرب الاهلية العراقية
- اغمس نافذتك في ومضة الجسد
- بولهها المتشاكل ، تتسلل الانثى غازية( قراءة في قصيدة كيف ندخ ...
- احتراب البصريين لمصلحة من ؟
- وحواء اذ تهذي بجراح صلبها ( قراءة في قصيدة بوح الانثى الاولى ...
- الانفلات في خاصرة الغابة
- من المسؤول عن امن العراق ؟
- ماكين ومشروع الاحتلال المستمر
- اوصال ملبدة
- من رحم الخديعة الى رحم الهلوسة : دعوة


المزيد.....




- البندقية تُخفي السرّ الأكبر..تفاصيل خطط زفاف جيف بيزوس في مد ...
- لكموه بعنف واعتقلوه.. شاهد ما حدث لوالد 3 من جنود مشاة البحر ...
- عهد جديد لحلف شمال الأطلسي.. ما الجديد؟
- مسؤول أمني إيراني ينفي استهداف إسرائيل بهجمات صاروخية بعد وق ...
- هدنة بين إيران وإسرائيل.. وترامب: رجاء عدم انتهاك وقف النار ...
- إيران بين المكاسب والخسائر: قراءة في حصيلة المواجهة مع إسرائ ...
- مشاورات على رماد المنشآت: هل لا تزال هناك إمكانية للتفاوض عل ...
- تهميش ونقص في الحماية.. أين يقف فلسطينيو 48 من معادلة الصراع ...
- إيران -تعاقب الشيطان- بضرب قاعدة العديد القطرية.. وطهران لم ...
- بعد قصف إسرائيل لمنشأة فوردو.. ما الذي تبقى من قدرات إيران ا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامي البدري - سياسة تصفية الارقام المناوئة