أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي البدري - طرقة على مجاهيل غابة طائر النوء( قراءة في قصيدة طائر النوء للشاعر مراد العمدوني )















المزيد.....

طرقة على مجاهيل غابة طائر النوء( قراءة في قصيدة طائر النوء للشاعر مراد العمدوني )


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 2260 - 2008 / 4 / 23 - 06:11
المحور: الادب والفن
    



لادلف الى الى غابة الشاعر ، مراد العمدوني ، تخففت من كل ارتهانات صحوي ... الا : جنون الشعر ، مرايا خيالاتي ، مشجب اوهامي وعدة قنصي ... ولكن من اين سيواتيني مدد اختراق
تلك الغابة المسكونة بطرائد - تتعدد وجوهها بعدد وجوه الهم الانساني - طائر النوء ، والمشحونة بتعدد مستويات طرح ومعالجات القصيدة المرادية ؟
سأستعين بمخيالي ولهفة الامل باثارة الصيد ، تميمة لدخولي ... فهل سأنجح في اقتناص بعض
اشاراتها النابتة في على وجه المفردة ... او بصورة لطائر النوء وهويحلق عاليا ، لينثر المزيد من رموزها واحالاتها ، المتعددة الوجوه والاحالات ؟
الطريق الى عش طائر النوء يمر عبر زرقة البحر التي نقشتها (قريش ) على جثمان الوقيعة ..

وماذا تركت قريش لنا

غير جثمان ... (الوقيعة) ال ... مشدود الى ارجوحة طفل ... يمد يدا ... ؟

سأستعين بفتوى الاصمعي المطلقة الحكم والحضور : ( الشعر نكد بابه الشر ، فاذا دخل في الخير فسد ) ، كي احاول فك رموز اشارة تلك اليد ... طائر النوء الذي اطلقه الشاعر في مجاهيل القصيدة

ل ... ردة اخرى !

الردة للقصيدة لا لقريش ؛ فما حاجة قريش لردة اخرى ؟! قريش القصيدة ، بحاجة ان تسترد

ل ... الخيانات سر سلطتها

لتتلظى على رمل الصحراء وتبسط اراجيف احلامها - قريش القصيدة - على كثبانه ، بسر سلطة
الخيانات ... او وقيعة التأريخ !
طائر النوء يهمس في اذني : انت تشتط في هروبك من مواجهة الحقيقة التاريخية ... فالعمدوني الشاعر ، يطعم ..

شوك النار ب ... (لحم ) التوابيت

بهدف ان يضعنا في مواجهة ..

ما ... تركته قريش لنا

وهي ..

( تمدد ) شعر الارض

الى الوجه الثاني ، في مخيال الشاعر طبعا ، ل ..

سدرة المنتهى

وذي الرياح عطشى لرقصتنا

على دفوف الطواغيت

وهذه اشارة ، سأفك تهويمتها ، على الوجه السياسي في قريش القبيلة هذه المرة ..،
لان طائر النوء يلفت نظري الى بريق سيوفها وهي تحز الرؤوس ، على مشارف الصحراء ..

( لتملأ ) نخاريب النحل ... دما

وحيثما سال الدم ...

نمت زهرة الكبريت ... او( زهرة الحرائق)

وهل سمعتم عن ياسمين او سوسن ... او حتى شقيقة من شقائق النعمان ، استقت من دم البشر ،
الذين لا يعرفون سببا لقتلهم ولا قبلة لوجهته ؟
الشعر ، بابه الشر ! وها هو مراد العمدوني ، يقودنا على جناح طائره ، الى نقطة التقائنا بجذور تلك الدماء وعدواها ، بعد ان يعلو بنا على اوهام ظلالنا ليرينا ..

أديم اصابعنا

وهو يرتجف

من اثر انغماسه في ..

ال ... دم ال ... متعفن

انا اطارد سرابات من مخيالي ، بعدد ظنوني ، في مغاليق غابة مراد العمدوني ! لذا اذكركم باني،
ومنذ البداية ، لم اطمع باكثر من اثارة الصيد لمن يجيد القنص ! لاننا في زمن ..

احتشار اجنة

صدئت من فرط الانتظار

وانكسار المدن القديمة

في القفار
و ...
في وحل الاسماء ( الرنانة )
و ...
المطر الرديء

ما سر جدب الارحام في زمن انكسار المدن القديمة ، التي تحاول ان تجمل زيفها وتخلع
عليه بهرجة الالتفاف على ( قواعد انكسارها ) ب ..

المطر الرديء

هل يحق لنا التساؤل عن لون المطر الرديء ؟ هل هو بلون وطعم نفط الصحراء ؟
اعتقد ... ربما .. فها هو الشاعر يعود بنا الى رمضاء تلك الصحراء ليصف لنا قفرها
ومرارة تأريخها ، بعد ان ..

( يفلت ) المطلق من ... ( سراب ظنوننا )
و ...
الحمامة المرضعة

من فخاخ المعجزة

ل ... تترك ثاني الاثنين في الغار

يكاد يقتلنا العمدوني ، لهاثا خلف تشعب وتلاحق احالاته !
فها هو يعود بنا الى حقبة ما قبل انفجار قريش واندلاع سيوفها في اغلب اصقاع الارض،
بلحظات ... بزمن الشعر طبعا .
وبما ان سلاح حروب الشاعر ، ريشة الكتابة لا سيف القتل ، فان شاعرنا يختار ان يحرر رؤوسنامن اباطيل التأريخ واشباح مخاوفنا ، عن طريق نسف الاوهام التي نسجناها ، بارادتنا ، حول ..

فخاخ المعجزة !

وليضع الشاعر حدا لحيرتنا وترددنا امام مواجهة اباطيل التأريخ ، فانه يعمد الى ان يزيل الغشاوة
عن عيوننا ليرينا الامر على حقيقته ، وبلا رتوش ، عن طريق تسليط اضوائه الكاشفة على عمق
مأساتنا ، حيث انها لم تتكشف عن غير ..

جثة عاشقة

فهل اخطأ القلب

حين دل التماثيل على منبع الروح

لتكف عن حدس الاراجيف ؟

للا سف كلا ! انا سأجيبك يا عمدوني ! لان التماثيل مصرة ، بكل رعونة ، على التمسك
ببلادة حجارتها والفرار ..

خلف اوهام بلا رائحة

ما داموا مصرين على النظر الى ( قضية ) موتهم - التماثيل - على انه حدث لا يليق بكبريائهم !
كان الاجدر بي ان اكون اكثر صراحة واقول لا يليق برؤوس الحمير ! المقبرة - في رؤوس
التماثيل - غابة الارواح والاشباح المفزعة ، لا حفر طمر جيف الجثث المتعفنة ، اتقاء لروائحها
الكريهة . ف ...

لملم - ياعمدوني - زغب الكواسر

من دم الحيض

وانثر اسماءها حجرا

في الطواحين القديمة

هنا يجترح الشاعر ، صورا بمنتهى الرهبة ، لدقة وبراعة وصفها .. فهو يقترح - والنص ، اي
نص ، هو اقتراح - علينا ان نضع حدا لهذه المهزلة من جذورها ..

من دم الحيض

لان ما سيخلع على ذلك الدم ( بعد تشكله صورا ) من اوهام ظنوننا ، لن يتكشف ، في حقيقة الامر ، عن غير قوالب من الحجارة الصماء ، التي لا تحسن حتى النظر في المرايا ، لترى حقيقة صورها ومصير عجزها عن النفاذ الى قلب الاشياء .. بل انها ، وبدلا من ذلك ، ستقف مزهوة
باسماءها وهي ليست اكثر من ....
علي التوقف هنا لاسجل الاعتراف التالي :
رغم اني كنت متأكدا ، ومنذ البداية ، اني بصدد محاولة لفض بكارة غابة عذراء ، وادعيت اني
قد اكملت ادوات غزوي لمغاليقها ، الا اني اقف الان على اعتاب بوابتها السابعة ، مقطع الانفاس ،
وعيناي تدوران مشدوهتين بهول مفاجآت الشاعر في انتقالاته بين المستويات التي يقترحها
ويجترحها لمعالجة فكرته ، وتنويعه لزوايا النظر اليها ، وكل زاوية ، مفخخة بآلاف الاسئلة .
ولكن ، وقد ركبنا بعض مويجات هذا البحر ، واصبحت قمة الجبل - الذي نتطلع الى لحظة
التقاط الانفاس عليه - ضمن مدى النظر ، لم يعد امامنا - مدفوعين بلهفة لحظة الكشف - غير
الانقياد لوهج اسرار القصيدة ... ل...

( ننفذ ) من بين دوائر الماء

خلف الحصاة التي ارتمت ...!!

من قذف هذه الحصاة ، ياعمدوني ؟ اتريد ان تتنصل من ( ارتكاب ) فعل هذا الالقاء ، ام تراك
تبغي اشراكنا اثر انجازه ... بل وبهجته ؟

في قاع الاساطير

هنا يستوقفنا الشاعر ليشحذ هممنا على التخفف من مخاوف ( كلابنا الواقية ) ولننظر في قاع
اوجاعنا ، تهاويل وتراكمات المعاني التي خلعناها - عبر العصور - على حياتنا : انها محض
اساطير !
( و ) يدي لو فتحت في النهر

لانزلقت من بين اصابعها الروح

و لانكسرت آنية الوجهين

على صدفة مسكونة باشباح الحروف

الا يتوفر الانسان على اكثر من اللغة ، سرا ومعجزة ؟ هذا ما اقرأه في اشارات يد الشاعر
وسره الكبير ( الروح ) ، بعد ان انزلقت على صدفة اوهام ...ه ...نا ، تلك الصدفة النكفئة
على نفسها ، لتشيع فينا الاحساس بانها تنطوي على الاف الاسرار الجليلة .... ولكن ، ما ان نقربها من آذاننا ، لا نسمع منها غير حشرجات ( اشباح الحروف ) ، بعد ان استهلكتها
عصور اجترارنا لاوهام معانيها ..

ال ... مقتولة باخطاء الذي لا يخطيء

وهي ... كالريح بلا مأوى

مهما خلعنا عليها من ..

ستائر الاحتفالات

وعملنا على مطها ..

على ايقاعات التقطيع المترنح

كي تذبح ، علنا ،

بين ركام من اقنعة ( بحور الخليل ) الخادعة ، ومداراة جلجلة المغنى ، بعد ان ..

لم يترك لنا ، الماء الملوث :

حرية الهذيان !

ترى ما حاجتنا لحرية الهذيان ، التي حرمنا من ( نعيمها ) الماء الملوث ؟
للتنفيس ؟ ا هذه هي نهاية دورتنا الكبيرة ، بضجتها التي تصم الاذان ؟ وهنا من حقنا ان نسأل :
أ ما في جعبة الشاعر من اقتراح حل ؟
اعرف ان مهمة الحلول ليست من مسؤولية الشاعر ، وانما هي مهمة الباحثين والفلاسفة ...
ان سؤالي يتعلق بافاضة لحظة الكشف التي عاشها الشاعر ، في لحظة الدفق الشعري ..

كان يمكن ان نعيد

تركيب الماضي

كافلام الكارتون

فننتصر حتما

على وهم الاستسلام والقاء عدة البحث .... عن مخرج طبعا .

و كان ممكن

ان نخلط منينا

بزبد البحر

وزبد وهم آخر ...

كي تعودي الينا

اجمل من كل الاساطير

وكان يمكن ان نلهو مثل اطفال مشاكسين

فنرسم على صورتنا انيابا جارحة

لننهش ما تبقى لنا من جثث

على جدار الصمت

اذن هي الدورة عينها ... اما ... او ..
اما ان نعيد انتاج اساطيرنا ، او ..

ننهش ما تبقى لنا من جثث

على جدار الصمت !

وما نهاية هذا التيه ، الذي لا يشبهه الا تيه بني اسرائيل ، يا عمدوني ؟ وخاصة بعد اعلانك الواثق ..

طائر النوء

تشظى ، كطائر الروح ،

على زجاجنا فانكسرنا

وسقطنا مرة اخرى ...

من اسطورة الخطيئة الاولى عينها : ( جنة الخلود ) ..

الى مستنقع بلا ذكرى .

اين قمة الجبل ، ايها الشاعر ، الذي لاح لي على طرف الغابة ؟!
حسنا ، سأقنع بتفاحة الغواية ، لالتقط انفاسي بظلها ... على الاقل ....؟
سأرضى بظل جناحي طائر النوء ، لو لم تشظيه ... بيدك التي غزلت خيوط اسطورته ...؟!
الى متى سنبقى نغزل اساطير خداعنا لا نفسنا ... باختيار .....اصابعنا ؟!!
ألن تكل هذه الاصابع عن غيبوبة الغزل او خدره ؟ كلا، بالتأكيد !
... لان غابة طائر النوء ما زالت تحافظ على بكارتها الاولى وتحفزنا لغزو جديد !
)



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون ومرض حمى صدام حسين
- احجية امن الحدود العراقية
- عطفة الحكاية
- بخور لنشوة الحرائق
- حلول سياسية على الطريقة العراقية
- افق سياسي من كتل الخرسانة
- والجسد اذ يتخفف من عبء السؤال( قراءة في قصيدة -دعوة الى عشاء ...
- ليجهر الحبر برفيف جنوني
- طور جديد من ا لحرب الاهلية العراقية
- اغمس نافذتك في ومضة الجسد
- بولهها المتشاكل ، تتسلل الانثى غازية( قراءة في قصيدة كيف ندخ ...
- احتراب البصريين لمصلحة من ؟
- وحواء اذ تهذي بجراح صلبها ( قراءة في قصيدة بوح الانثى الاولى ...
- الانفلات في خاصرة الغابة
- من المسؤول عن امن العراق ؟
- ماكين ومشروع الاحتلال المستمر
- اوصال ملبدة
- من رحم الخديعة الى رحم الهلوسة : دعوة
- احتمالات الظنون والعلامات
- خمسة اعوام من احتلال العراق ياقمة العرب


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي البدري - طرقة على مجاهيل غابة طائر النوء( قراءة في قصيدة طائر النوء للشاعر مراد العمدوني )