أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سامي البدري - من المسؤول عن امن العراق ؟














المزيد.....

من المسؤول عن امن العراق ؟


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 2232 - 2008 / 3 / 26 - 10:57
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لمن لايعرف اقول ان ادارة الاحتلال الامريكي تتدخل في تخطيط وتوجيه كل صغيرة وكبيرة في الشأن
العراقي ، من ادارة رياض الاطفال الى ادارة مكتب رئيس الجمهورية ! فالحاكم العسري الامريكي -
لكل مدينة عراقية ، ومهما صغرت ، منطقة خضراء يتحصن في داخلها طاقم عسكري واداري
امريكي يشرف على ادارتها - يشرف ويسير امور المدينة من مركز الشرطة الى اعلى وحدة ادارية فيها ، وهو ما يصطلح موظفو الحكومة العراقية على تسميته بالجانب الاخر . فالمواطن العراقي لكي يحرر شكوى صغيرة في مركز الشرطة المحلية ضد من سرق دجاجته ، فعلى ضابط الشرطة اشعار الجانب الاخر واستحصال موافقته قبل ان يتخذ اي اجراء بامر شكواه ! وهذه حقيقة الامر
وليست مبالغة مني ، ومن يشك في كلامي فما عليه سوى مراجعة احد مراكز الشرطة المحلية
في اي مدينة عراقية . الجانب الوحيد الذي تتنصل الادارة الامريكية من مسؤوليته هو امن العراق وامن وسلامة مواطنيه ! فهل ادارة الاحتلال الامريكي عاجزة فعلا عن فرض الامن في الشارع العراقي وحماية حدود العراق ؟ واذا كانت الادارة الامريكية تقاتل اشباحا داخل المدن العراقية ، بسبب قدرة المقاتلين داخل المدن على الاحتماء والتسرب في ازقة وبيوت المدن ، فماذا عن تسلل
العابثين بالامن العراقي وشحنات اسلحتهم القادمة من دول الجوار ؟ لماذا تعجز الادارة الامريكية
عن حماية حدود العراق ومراقبتها ؟ هل ادارة الاحتلال عاجزة فعلا عن ضبط حدود العراق ؟
امن العراق وحماية مواطنيه وسلامة حدوده ، من بين اول مسؤوليات قوات الاحتلال ، لانها
هي المسؤولة عن فقدانها اولا ، ولان القانون الدولي يلزمها بتحقيقها ، بصفتها جهة الاحتلال ،
بموجب نفس القانون ، وبتأييد المنظمة الدولية ، الجهة المسؤولة عن تطبيق ذلك القانون
ثانيا . فلماذا اذن فرطت الولايات المتحدة الامريكية بامن العراق وحولته الى ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية ، مع العراق ومع قواتها ، مع العلم انها دفعت وتدفع
ثمن ذلك يوميا من حياة جنودها ومن هيبتها الدولية ؟ وهذا افدح ثمن تدفعه الولايات المتحدة ،
بصفتها القطب الدولي الاوحد ، وصاحبة مشروع الهيمنة الامبراطورية على العالم باكمله .
بالتأكيد كان لقيادات الجيش الامريكي في العراق اخطائهم الفادحة ، وايضا لقيادة جورج بوش
وعصبته من المحافظين الجدد ؛ الا ان هذه الاخطاء غير كفيلة بتبرير اسباب التفريط بامن العراق لوحدها .
في تقديري ان قرار التفريط بامن العراق واحالته الى ساحة لاعدام العراقيين بالجملة ، وتصفية الحسابات الدولية ، بحيث لايعود بامكان العراقيين استعادة امنهم ووحدتهم الوطنية قبل ربع قرن من الزمان ، لم يكن قرارا امريكيا صرفا ، وانما كان قرارا وارادة مفروضين على ادارة الرئيس بوش ، ولمصلحة اسرائيل والصهيونية العالمية اولا واخيرا . والا فقد كان بامكان ادارة بوش
تحقيق مصالح الولايات المتحدة الستراتيجية والاقتصادية والسيطرة على منابع النفط العراقي والتحكم بجهات تصديره عن طريق حفظ الامن العراقي، من لحظة احتلاله الاولى وتنصيب حكومة معتدلة وموالية للادارة الامريكية - كمثال الانظمة والحكومات العربية الموالية للولايات المتحدة الامريكية والمحمية من قبلها وما اكثرها - تنفذ سياساتها وتصون لها مصالحها ، بهدوء وبلا وجع رأس ! وهذا ما كان بالامكان تطبيقه الى ما يقرب الثلث الاخير من عام 2004 ! ولكن قرار
اعاثة الخراب في العراق وتدميره تدميرا كاملا ، كان قرارا صهيونيا ومفروضا على ادارة بوش ،
ولو جاء على حساب حياة الجنود الامريكيين ومصالح دولتهم الستراتيجية ، التي من المفروض
انهم غزوا العراق ويقاتلون ويقتلون على اراضيه اليوم من اجل تحقيقها . وهذا يعني - بطريقة غير مباشرة - بسط نفوذ وسياسات وتحكم اسرائيل بامن العراق وصناعة قراره السياسي والاقتصادي وربطها بعجلة ادارتها ، ولو بصورة غير مباشرة . كما انه يعني ، وهذا هو المهم بالنسبة لاسرائيل ، اخراج العراق من دائرة الصراع العربي الاسرائيلي ، والتخلص منه ، كنصير
قوي وداعم غني للشعب الفسطيني في معركة نضاله ضد احتلالها لاراضيه . والا لو اقتصر الامر على الولايات المتحدة الامريكية لوحدها ، فليس من الصعب على ادارة تستطيع فرض الامن في خمسين ولاية بحجم العراق ، ان تترك ( ولايتها الجديدة ) بلا امن وحدودها مشرعة لكل من هب ودب !



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماكين ومشروع الاحتلال المستمر
- اوصال ملبدة
- من رحم الخديعة الى رحم الهلوسة : دعوة
- احتمالات الظنون والعلامات
- خمسة اعوام من احتلال العراق ياقمة العرب
- مصالحة على طريقة المنطقة الخضراء
- القفز فوق عشب السراب(قراءة في قصيدة انت يا هذا للشاعرة ضحى ب ...
- الخروج من بداهة الداخل الى فضاءات الانا
- طفولة التفاحة الاولى
- لعبة اسمها حكومة عراقية جديدة
- تعاويذ ذهبية لما هو ابهى
- عطور الدواعي
- العراق في حقيبة احمدي نجاد
- في عيد المرأة العراقية ..البنية المفهومية لحرية المرأة في ال ...
- طفولة الترجل في المواخير المطرقة
- ظهيرة عربية على النت
- الحزب الشيوعي العراقي .. النكوص والهزيمة
- الموت على حافة العزلة
- اطارد سماء بلا نوافذ ... بلا عيون
- خواتم آية الرحيل


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سامي البدري - من المسؤول عن امن العراق ؟