أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - العراق في حقيبة احمدي نجاد














المزيد.....

العراق في حقيبة احمدي نجاد


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 2211 - 2008 / 3 / 5 - 02:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السياسة مصالح .. نعم . السياسة ليس فيها عواطف .. نعم . السياسي يسترد باليمين ما
يعطي بالشمال .. نعم .. وهذه من بين اول بديهيات عالم السياسة ودهاقنته .. ولكن ان يتحول بلد - اي بلد - الى مائدة يقتسم قطبا احتلاله ، على مفرشها الحريري ، سيادته وكرامة ابنائه وثرواته ،فهذا شئ آخر . اعتقد ان مثل هذا التمهيد ضروري لمحاولة الاجابة على السؤال المركب التالي :
لماذا زار الرئيس الايراني ، محمود احمدي نجاد ، العراق في هذا الوقت بالذات ، ومن دعاه لهذه
الزيارة ؟ فالعراق المحتل ، تحت يافطة احتلال رسمية مسجلة باسم الولايات المتحدة الامريكية ،
هو ايضا يتعرض ، وفي الوقت نفسه ، لاحتلال ، غير معلن ، من قبل ايران ، وباعتراف ثلاثة ارباع جلاوزة الحكومة التي نصبها المحتل الامريكي على رقاب العراقيين ، قبل لمس وتأشير ، باقي شرائح الشعب العراقي ، لاوجه ومظاهر ومسارات ومسارب هذا الاحتلال ، من خلال دعم
وتدريب وتمويل وتسليح النظام الايراني للمليشيات الطائفية وعصابات القتل المنظم . اضافة الى
ما عملت عليه اجهزة مخابرات ودعاية هذا النظام في اثارة النعرة الطائفية والفرقة المذهبية
بين مسلمي العراق ، وتدخلاتها في الشأن العراقي السياسي والاجتماعي ، من خلال اغلب قيادات الاحزاب التي كانت تلجأ الى اراضيها وتتلقى دعمها ، خلال عقود حكم النظام السابق ، وجهدها التخريبي للاقتصاد العراقي ، من خلال ضخ المخدرات و العملة المزورة في السوق العراقية .
فبأي اجندة زار ، محتل الصف الثاني ، العراق ؟ ولمن فاوض ، في حقيقة الامر ، وعلى اية شؤون ؟
وبغض النظر عن حجم الحفاوة والاهتمام الذي استقبل بهما هذا القاتل ، الغارق في دماء العراقيين حتى الركب ، فان ما رشح عن هفوات ورعونة (مام ) جلال و وسائل الاعلام ، يشير الى مؤامرة بمنتهى الخطورة على سيادة ومستقبل كيان العراق ، كدولة ، ومستقبل اقتصاده
وثرواته الطبيعية . فقد صرح احمدي نجاد بان مجموعة الاتفاقيات (او مذكرات التفاهم ) التي وقعها مع جلال طالباني ، انما تهدف الى : ( ربط الاقتصاد العراقي بعجلة الاقتصاد الايراني ) ،
وهذا يعني ، وبابسط معانيه الظاهرة ، هيمنة ايران على صناعة قرار الاقتصاد العراقي ،
بسبب غياب مؤسسة الدولة في العراق اولا ، و لعدم وجود دورة وخطط اقتصادية حقيقية في العراق ، خلال هذه الفترة ثانيا ، ولهيمنة - وهذا اهم الاسباب - قوات الاحتلال الامريكي ومخابرات الاحتلال الايراني على (مؤسسة) صناعة القرار السياسي ثالثا .
والا ، بماذا يبرر جلاوزة المنطقة الخضراء فرحتهم بتقديم ايران ( المحاصر ة اقتصاديا وسياسيا ، والمهددة بالمزيد من اشكال هذا الحصار خلال الايام القادمة والقريبة ) قرضا مقداره مليار
دولار ، لحكومة عاجزة - بحسب اعتراف وزرائها - عن استثمار ميزانيات اغلب وزاراتها ؟ وكيف يفسر اركان هذه الحكومة ، تصريح نجاد : (نعمل على ربط الاقتصاد العراقي بعجلة الاقتصاد
الايراني ) ، وهو لا يمكن ان يعني غير تحويل العراق الى سوق للمنتجات الايرانية ، وتحويل وزارة تجارته الى بديل تمويني لما تحتاج اليه ايران من الاسواق العالمية ، وخاصة في ما يتعلق
باحتياجاتها من المواد الاولية الداخلة في الصناعات العسكرية ؟ وماذا يعني رفض ايران لترسيم حدودها مع العراق ، وخاصة في المناطق التي تحاذي آبار النفط العراقي ؟ وماذا يعني وعد جلال طالباني لنجاد ب ( التخلص من منظمة مجاهدي خلق الايرانية ، باعتبارها منظمة ارهابية )
وهي منظمة سياسية معارضة تضم تكتلا لاغلب الاحزاب والقوى اليسارية والوطنية الايرانية
التي تعمل على تحرير الشعب الايراني من طغمة الدكتاتورية المعممة التي تتسلط على رقاب
الشعوب الايرانية وثرواتها منذ عام 1979 ؟ وماذا يعني اصرار النظام الايراني على التمسك وعدم مناقشة اتفاقية الجزائر ، التي كان النظام العراقي السابق قد ابرمها مع نظام الشاه
الايراني السابق ، في ظروف ولاغراض معروفة للجميع ؟
ولكن ، اين المحتل الامريكي ومصالحه ، الانية والستراتيجية ، من دقائق كل هذه اللعبة ؟
وكم كانت المسافة التي تفصل اصابعه عن عملية وجهد حياكة خيوطها ؟ وخاصة ان ادارة الاحتلال الامريكي هي المسيطرة على صناعة المعلن من القرار العراقي ؟ وهل يمكن ان تمرر هذه الادارة
صفقة ايرانية ما ، تضر او لا تخدم مصالحها ومستقبل وجودها في العراق ومنطقة الخليج ككل ؟ ام تراها لعبة مصالح واتفاقات
بين الطرفين ، خدمة لمصلحة مشتركة ، على حساب العراق واهله ، وادواتها من دفع بهم
طرفي هذه المعادلة ، لاقتسام الواجهة السياسية للعراق المحتل ؟
وفي النهاية ، لابد من ان نختم بالتساؤل التالي : هل جاءت المظاهرات الشعبية الرافضة لزيارة نجاد، والتي عمت محافظات الموصل وبغداد وصلاح الدين وديالى والرمادي ، من فراغ ، وهي كانت مظاهرات شعبية وعفوية وبعيدة عن لعبة اية جهة سياسية ، لتدني شعبية ، ما يسمى بجبهة التوافق في هذه المحافظات ، الى قعر الحضيض ، على فرض وقوف هذه الجبهة خلف عملية تنظيم تلك التظاهرات ؟



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في عيد المرأة العراقية ..البنية المفهومية لحرية المرأة في ال ...
- طفولة الترجل في المواخير المطرقة
- ظهيرة عربية على النت
- الحزب الشيوعي العراقي .. النكوص والهزيمة
- الموت على حافة العزلة
- اطارد سماء بلا نوافذ ... بلا عيون
- خواتم آية الرحيل
- يقين بلا جدران
- صدع النبوات الزائفة
- احزاب اليسار العراقي ومعضلة سم خياط المنصب(نظرة تقييمية)
- تراجيع نذوري المسفوحة على مذبح الريح
- ثنائية الحكومة واللحم الابيض
- الرغبة عند درجة الاستواء
- وشم على ذاكرة البحر
- عن الوجع ... وزينب
- قلب يتوضأ بجدل البحر
- كركوك في مقاسات الحلف الثلاثي
- طاعن في خط الافق
- الشاعر بعد منتصف اللوح
- نيسان يتهالك على قارعة القدر


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - العراق في حقيبة احمدي نجاد