أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي البدري - وشم على ذاكرة البحر














المزيد.....

وشم على ذاكرة البحر


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 2186 - 2008 / 2 / 9 - 10:11
المحور: الادب والفن
    



ف ... هل ستحتملين كل هذا الجنون ؟

هل الوحدة نزيف الذاكرة الاعمى ؟
أم هي تجفف منابع الالم ؟
ام هي قبو الاحلام المؤجلة ؟
من هذه العتبة ، التي تتربع آخر وهدات الشرق المتطلعة الى ملامسة خيوط الشمس ،بدأت حياكة ملامح المحطة الاخيرة
لقاطرتي المنفلتة في سراب الظنون منذ اربعين قيظا .
هل هي أمل قديم أم رغبة مؤجلة أم لذعة منبت الالم الرابض - ابدا - في خاصرة الحلم ؟
كنت مندفعا كسهم أفلته مراهق من قوسه في لحظة طيش غير معنونة ..
قبل ان يلفضني جزر مضيق هرمز الى عرض البحر ، احرقت جميع مخلفاتي : اوراقي المحترقة ،كارتات احتجاجاتي الصفراء والحمراء ،والتي ظننتها - في بعض ساعات سكوني - رهانات مؤجلة او قادمة ، وبعض اوجاع الرأس المزمنة . وحدها اصوات قلقي وهواجس وحدتي التي ابت الا ان ترافقني ..
القلق حبة ما بعد النوم ...، هل وحدي الذي انفرد بهذا الامتياز ؟
قائد المركب الذي وعدني باجتياز رأس الرجاء الصالح ،يكدس مسافريه فوق امتعتهم بطريقة سوريالية ذكرتني بلوحة للفنان عدي حاتم حمل فيها باصا ضاق بركابه وصناديق امتعتهم على ظهر جمل لاحد الرعاة الافارقة ،دون ان يسمي ان كانت مسؤولية ايصالهم الى اهدافهم، من حصة الجمل او الراعي .
- هل انت متوجه الى الشمال ؟ سألتني امرأة ،لم تعبث سنواتها الاربعين بنضارة جمالها .
- بل الى الغرب ... الى حفافي الاطلسي ،ان شئتي الدقة .
- هل تبحث عن عمل ؟
- لا .
- سياحة ...؟
- الحقيقة .... ايضا لا ..
- اذن ...؟
- الحقيقة انها دعوة ..
- من صديق ؟
- بل من نفسي ... اقصد من نوازعي او حاجتي ،على وجه الدقة .
- هل هذه احجية ام هو امتناع ...
- ابدا .. يبدو اني لم احسن اختيار كلماتي بدقة . ما قصدته هو اني لم أيأس !
- وهذا يعني ...؟
- يعني اني واصلت انتظاري بدأب ..
- أ ولهذا اراك مندفعا كسهم ؟
- بل متلهفا كسهم !
- انت متعب يارجل !
- بل بفتح العين !
على عتبة رأس الرجاء الصالح ،حدثني مساعد القبطان عن اوهام شبابه ومغامراته .. لم يستوقفني في تلك القصة شئ مهم فقلت ..
- انت ياصديقي لم تكن حاضنة جادة لفايروس الرغبة ! فسألني بسخرية ..
- هل هذه احجية ؟ ورد صوت المرأة الاربعينية من خلف ظهري بانتصار ظاهر ..
- هذا ما قلته له قبلك يارجل .
قذف مساعد القبطان زجاجته الفارغة الى دولفين أخذ يستعرض احدى رقصاته تحت قرص القمر الفضي بوداعة طفل رضيع ،فقالت المرأة ..
- هذا فأل حسن ، ان لم تكن احادي النظرة ...
- ليس امري بالسوء الذي تظنين .
فجأة انعطف المركب الى جهة اليسار فتسائل كم من الاصوات المكدسة على سطح المركب ..
- الى أين ؟ فرد مساعد القبطان بضجر ..
- سنبيت ليلتنا بجانب هذه الجزيرة ،وربما اكملنا طريقنا في الصباح .
كانت الانعطافة مفاجئة تماما مما اجبرني على ان اسند جسمي الى سياج المركب بذراعي فانحسر كم قميصي ليكشف عن اثر عضة كلب قديمة تتوسط ظهر ساعدي الايسر ،فسألتني المرأة ..
- هل هو رمز لحادثة ما ...؟
- العضة تقصدين ؟
- حسبتها وشما ...؟
- الوشم انا في طريقي الى نقشه !
- هل انت جاد ؟
- جدا !
- على ذراعك الثاني ؟
- بل على وجه البحر وفي ذاكرة طيوره وعلى صفحات نجومه .
- ها انت تعود الى ألغازك من جديد .. اسمع ، أ تكون ذاهبا للقاء امرأة ؟
- بل لاجتراحها من ذاكرة البحر !
- وان لم تستجب لحلمك ... تلك الذاكرة التي تتحدث عنها ؟
- الحقيقة انا لم اضع هذا الاحتمال ضمن حساباتي !
- انا افترض ...
- .....
هنا اطلقت قهقهة سخرية وقالت ..
- هل اتهمك احد قبلي بالجنون ؟!
- اكثر من الذين اتهموني بالعقل !



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الوجع ... وزينب
- قلب يتوضأ بجدل البحر
- كركوك في مقاسات الحلف الثلاثي
- طاعن في خط الافق
- الشاعر بعد منتصف اللوح
- نيسان يتهالك على قارعة القدر
- صعلوك في فخ ال ....
- أزمة وزارية أم أزمة أجندات ؟
- انهم يغتالون المطر
- حجة توبة المالكي الى مشهد المقدسة
- الاخوان المسلمون في العراق
- عندما يتكلم صاحب العصمة الامام المشهداني
- يوما الوحدة الوطنية العراقية
- مستقبل العراق بين العمامة الشيعية والسدارة السنية
- جائزة محمود المشهداني للعجائب والغرئب الدولية
- صفحة جديدة من سجل ايران التوسعي
- بعد لبنان وجنوبه ،(تقوىومقاومة) نصر الله تعبث بامن العراق
- الاحزاب ومهمة الانماء السياسي في العراق
- لماذا يقاتل الفلسطينيون انفسهم نيابة عن اسرائيل ؟
- بيضة العقر


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي البدري - وشم على ذاكرة البحر